أكد د. علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر، إن جميع الأديان السماوية منعت الإنسان من الضرب بالغيب وهو التوقع لما قد يحدث غدا، بل إن الله وصف نفسه وصفا لم يصفه لأحد غيره (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ)
أوضح أن الإنسان عنده شهوة للمعرفة وهذه الشهوة تدفعه في بعض الأحيان للخروج عن الصراط المستقيم، ولذلك أصبح عندنا أشياء نضرب بها في الغيب مع العلم أن هذه الأمور كانت موجودة أيضا في قديم الزمن، منوها أن توقعات الأبراج لما يحدث في المستقبل حرام شرعا وتدل على عقلية سطحية وتافهة وغير واقعية وسيحاسب فاعلها أمام الله لأنه سعى إلى تجهيل نفسه والخروج بها من التفكير الصحيح إلى التفكير المعوج.
نبَّه إلى أن هذا الكلام ضرب من الخرافات وليس هناك علم بهذه الكيفية، منوها أن القياس يجوز في الأمور والأشياء، ولكن لا يجوز في الأشخاص لأن كل شخص له قصة ولذلك فإطلاق على الأشخاص بشكل عام هو تلبيس للحق بالباطل والباطل بالحق، إلا أن تحديد موعد طلوع الشمس وغروبها كل يوم لا يعد ضربا بالغيب ولكنه علم وحسابات وتأملات، كما أن الصفات العامة لمواليد الأبراج ليست توقعا للغيب ولا علاقة لها بالنجوم وليست حرام شرعا.
أشار إلى أن المختصين بهذا الأمر لما تتبعوا ودرسوا هذه الأبراج في الصفات الشخصية العامة فوجدوا أنها ليست مطابقة وبدأول يفرقوا بين الذكر والأنثى فزادت الأبراج من 12 برج إلى 24 برج، ثم وجدوا أنها غير منطبقة على الناس ثم بدأوا يفرقوا بين الجيد والردئ فزادت الأبراج من 24 إلى 48، ثم لاحظوا مرة أخرى أنها غير واضحة فبدأوا يفرقوا بين مواليد أول الشهر ونصفه وآخره فزادت الأبراج إلى 144 برج حتى صار الأمر وكأنه ليس له قيمة.
وصف من يقرأون الطالع فى السنة الجديدة ويصدقونه قائلاً: “أوهام وكلام فاضي، ومن يقرأون الطالع ويصدقون ما سيحدث لهم فى العام الجديد كل هذة أوهام هو يؤكدها لنفسه حتى يصير هو أسيرا لها ولا يستطيع أن يخرج منها ويتعجب، كذب المنجمون ولو صدقوا أو صدفوا ليس حديثا كما يشاع، بل هو من كلام المجربين، عندما وجدوا أن الحكاية وصلت إلى هذه الكوميديا السوداء.
أوضح أن ما يفعله المنجِّمون ليس علما لأن العلم يبحث عن الحقيقة الواقعية ولا يحاول التلفيق المضحك، فالصفات التى يقولونها تكون عامة فمثلا شخص يحب الهدوء فكل الناس تحب الهدوء وأحيانا يملون منه، فلا يمكن أن يندرج هذا تحت العلم، خاصة أنهم يربطوه بحركة الأفلاك.