أستاذ فقه : تحريم الخمر حفظ وصيانة وليس عقوبة وحرمان
أستاذ اجتماع : لابد من حملات توعية بمخاطرها وأضرارها
تحقيق : مروة غانم
أثارت تصريحات الشيخ خالد الجندى فى إحدى حلقات برنامجه الشهير ” لعلهم يفقهون ” الاسبوع الماضى ارتياح وترحيب الكثيرين بل وتفاعل معه عدد كبيرمن المتابعين لبرنامجه وضموا أصواتهم لصوته مطالبين الدولة بسن قانون لمنع بيع البيرة والسجائر لما يترتب على شربهما من مفاسد وأضرار كثيرة
كان خالد الجندى قد طالب الاسبوع الماضى الدولة بضرورة سن قانون يمنع ويجرم بيع البيرة لانها حرام وهى نوع من أنواع الخمور كما جاء على لسانه مشيرا الى أن من يدعى غير ذلك يتطاول على الله ورسوله كما طالب الجندى بمنع السجائر لانها حرام كذلك بحسب فتوى صادرة من دار الافتاء المصرية
وشدد الجندى على ضرورة مساءلة ومحاسبة من يشرب الخمور كما هو الحال فى التعامل مع من يتعاطى المخدرات لافتا الى وقوع حوادث كثيرة وازهاق أرواح أبرياء بسبب تعاطى الخمور مستنكرا بيع الخمور فى محلات البقالة مثلها مثل أى مواد غذائية .
فكم من حوادث وقعت هنا وهناك وترتب عليها إما قتل أبرياء بدم بارد أو اصابتهم باصابات بالغة أفقدتهم القدرة على الحركة وممارسة حياتهم بشكل طبيعى فضلا عن الخسائر المادية سواء الخاصة بالافراد أو المجتمع بسبب استهتار فئة من الناس لاسيما الشباب وتناوله للخمور مما أفقده وعيه فتسبب فى قتل أناس لا ذنب لهم سوى تواجدهم فى ىنفس مكان تواجد ذلك المستهتر ولعل حادثة الشيخ زايد الأخيرة خير دليل على ذلك حيث كان شرب الجانى للخمور هو السبب الأول فى الحادثة وقتل أربعة شباب فى زهرة شبابهم بسبب فقدان صاحب السيارة الوعى لتعاطيه الخمور ولم تكن حادث الشيخ زايد الوحيدة فقد سبقها حوادث كثيرة وليست حادثة الشاب الذى ظل يشرب الخمر حتى فقد الوعى تماما وانهال على صديقه طعنا بالسكين حتى لفظ أنفاسه الأخيرة
وطبقا للقانون المصرى فإن السكران الذى يرتكب جريمة قتل لا يعاقب بتهمة عقد النية للقتل وذلك سواء كان قد أخذ المسكر بعلمه ورضاه أم كان قد أخذه قهرا أو على غير علم منه ومادام المسكر قد أفقده الوعى واختياره فلا تصح معاقبته على القتل العمد الا اذا كان قد عزم النية على القتل ثم أخذ المسكر ليكون مشجعا له على التنفيذ , فالمادة 76 من قانون العقوبات تقضى بمعاقبة كل من قاد مركبة وه تحت تأثير مخدر أو مسكر أو السير عكس الاتجاه بالحبس مدة لا تزيد عن سنة , كما تقضى المادة بالحبس مدة لا تقل عن سنتين وغرامة لا تقل عن عشرة ألاف جنيه اذا ترتب على القيادة والشخص تحت تأثير المخدر أو المسكر أو السير عكس الاتجاه اصابة شخص أو أكثر أما اذا ترتب على ذلك وفاة شخص أو أكثر أو الاصابة بعجز كلى ففى هذه الحالة يعاقب الشخص السكران بالحبس مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد عن سبع سنوات وغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه
ولأن موضوع تناول الخمور لا يتعلق بالحلال والحرام فقط وان كان الأولى بالانسان أن يأتمر بأوامر دينه وينتهى بنواهيه إلا أن هذا الأمر يترتب عليه أضرار بالغة وخسائر فادحة سواء فى أرواح الناس أو فى الممتلكات العامة والخاصة
التساهل فى الدين
ومن جانبها أكدت الدكتورة عزة مختار استاذ علم الإجتماع بجامعة الأزهر بالقاهرة على أن المجتمع المصرى يعانى من مشكلات لا حصر لها أخطرها من وجهة نظرها هى التساهل فى الحلال والحرام واتيان المحرمات فى العلن وهذا ان دل على شيء يدل على انهيار اخلاقى فى بناء المجتمع وتقليد أعمى للغرب
ولفتت أستاذ علم الإجتماع الى انه تشعر بحزن شديد عندما تقرأ عن الدراسات والاحصاءات الرسمية لتعاطى المخدرات والمسكرات وكذلك السجائر مشيرة الى ضرورة تكاتف الجميع وعمل حملات توعوية لتوعية الشباب بالبعد عن هذه الأشياء التى تحمل أسباب هلاكه فى الدنيا والاخرة مطالبة الشباب بالعمل الشريف والإهتمام بالدراسة وحسن اختيار الاصدقاء لانهم اما يدفعون بصاحبهم لطريق الصلاح أو طريق الفساد .
وأوضحت أنه لافرق بين متعاطى المخدرات وشارب الخمور فكلاهما يذهب عقله ويفقد وعيه بفعل هذه المحرمات ويرتكب جرائم تصل لحد القتل لذا لابد من تغليظ عقوبة شرب الخمر كما هو الحال فى التعامل مع متعاطى المخدرات .
حكمة التحريم
أما الدكتورة أسماء فتحى أستاذ الفقه بجامعة الأزهر فقالت : ان الله تعالى لم يحرم شيئا إلا لحكمة عنده وقد حرم عزوجل شرب الخمر وبيعها وشرائها حيث قال تعالى :” يا أيها الذين أمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ” كما قال تعالى :” إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله فهل أنتم منتهون ” وقد حرم الاسلام قليلها وكثيرها على السواء حيث قال صلى الله عليه وسلم :” ما أسكر قليله فكثيره حرام “
تحريم حفظ
وأكدت أستاذ الفقه بجامعة الأزهر على أن تحريم المحرمات على هذه الأمة انما هو تحريم حفظ وصيانة لا تحريم عقوبة وحرمان لانه معروف أن الخمر تغطى عقل شاربها فيتصرف تصرفات تضر البدن والروح والمال والولد والعرض والشرف كما أنها تضر الفرد والمجتمع فضلا عن تعطيلها للعمل وانتهاك الحرمات والمحرمات .
وشددت دكتورة أسماء على أن العلة من تحريم الخمر ليست قاصرة على السكر فقط بل انه ثبت طبيا أن للخمر أضرار بالغة على صحة الانسان وافساد عقله وقلبه كما أن فيها تعدى على الأموال واهلاكها فيما يضر والمال مقصد من مقاصد الشريعة الاسلامية يجب الحفاظ عليه لقول النبى صلى الله عليه وسلم :” لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيما فعل وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه” من أجل ذلك حرم الخمر شربا وبيعا وشراءا .