استيقظت السبت الماضى على خبر صادم وهو مقتل وإصابة 34 شخصاً فى حادث تصادم بين سيارة ميكروباص وأتوبيس نقل عام على الطريق الدولى الطور- نفق الشهيد أحمد حمدي، بمحافظة جنوب سيناء، وذلك بعد يومين من الحادث المروع الذى وقع فى الطريق الدائرى الأوسطي، الذى شهد اشتعال السيارات ومقتل وإصابة العديد من الأشخاص.
فكل يوم تحصد حوادث الطرق أرواح المواطنين بصورة مُفجعة تجعلنا نبكى على هذه المأساة التى أصابتنا بلا هوادة، وغالباً ما يكون الضحايا من الشباب، فمازلنا نعيش لحظات الحزن والألم على الشباب الأربعة الذين دهستهم إحدى السيارات التى يقودها شاب متهور فى مدينة الشيخ زايد، والتى تركت حزناً كبيراً وألماً يعتصر قلب والديهم.
قصص مفجعة نقرأها يوميا على صفحات الحوادث لأسر كاملة أطفال ونساء ورجال يموتون ضحايا حوادث السير، منها بسبب الإهمال والرعونة والسرعة الزائدة للسائقين وعدم التزامهم بقواعد الأمن والسلامة، ومنها بسبب عدم الالتزام بقواعد المرور وبالسرعة والحارات المحددة، وللأسف يدفع الإنسان حياته وحياة أسرته ثمنا لكل هذه المخالفات.
وللأسف الشديد فإن هناك إحصائية صادمة عن حوادث الطرق فى مصر، فكل 85 دقيقة واحد بيموت من حوادث الطرق، وذكرت تقارير بعض شركات التأمين الخاصة بالسيارات أن النصف الأول من عام 2021، شهد تحولا فى جسامة الحوادث على الطرق المصرية، ووقوع 700 حالة وفاة فى 72 حادث فقط، ما يعنى أن عدد الوفيات فى كل حادث يقترب من 10، وأن معدل الوفيات ارتفع بصورة كبيرة يفوق الإصابات بشكل كبير، وأن غالبية الحوادث كانت ناتجة عن السرعات الجنونية، وتجاوز السرعات المحددة على الطرق.
أرقام وإحصائيات مرعبة عن أرواح المصريين الذين نفقدهم كل عام بسبب حوادث السير، تجعلنا نتوقف أمام هذه الأرقام بعد أن تصدرت مصر قائمة دول العالم فى حوادث الطرق، مما يجعلنا نؤكد على ضرورة تطبيق قانون المرور الجديد بحزم وشدة للحد والتقليل من هذه الحوادث المميتة.
وبالرغم من إيماننا بالقدر خيره وشره، وبأن كل ما نتعرض له خير أو شر هو بتقدير من الله عز وجل امتثالا لقوله تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَىْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾، إلا أنه يجب أن نعترف أن هناك ثمة إهمال وتقصير وانعدام ضمير وتهاون فى الأرواح مما سبب كثرة حوادث الطرق، وصدق الله العظيم فى كتابه العزيز: “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”.