مع شدة البرد القارس، أو مع حرارة الجو الشديد يقف رجل الشرطة المصرى فى الشارع يترقب مجرماً أو يطارده، وحياته دائماً على كفه طوال اليوم، لا يهمه سوى القبض على المجرم وتحقيق الأمن والأمان للمواطن، ومطلوب منه فى نفس الوقت فض أى اشتباك ومنع الجريمة قبل وقوعها، وفض أى نزاع فى أى مكان فى الشارع أو المدرسة أو المصنع، وضبط المهرب أو المزور والنصاب وترقب الجريمة قبل وقوعها، ورغم ذلك كثير منا يتهمه بالتقصير، ومنا من ينظر إليه من مسافات بعيدة، فمنا من ينظر إليه بعين حاقد على منصبه، والقليل من ينظر إليه بعين الرحمة والشفقة وهذه الفئة تعيش بجوارهم وتعرف أحوالهم وظروفهم وهم خارجون إلى عملهم يستودعون الله فى بيوتهم وأسرهم كل صباح.
إن الناظر بعين العدل والإنصاف لجهاز الشرطة يجب أن ينظر إليه على أنه يتحمل أعباء ومشاق كبيرة فى سبيل الحفاظ على أمن وسلامة الوطن.. كيف لا.. وهى مؤسسة وطنية عريقة من الشعب وللشعب وفى خدمة الشعب وأمنه واستقراره.. وكيف لا.. وهم أبناء الوطن ومن خيرة رجاله وقد قدموا من بينهم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ومازالوا يقدمون وهم يتصدون لقوى الإرهاب والشر والتطرف دفاعاً عن أمن واستقرار مصر وحمايتها داخلياً.. ومازالت وستظل شرطتنا المصرية تقدم التضحيات كل يوم وتضرب أروع الأمثلة فى الدفاع عن الوطن بعزيمة قوية لا تلين ويبذل رجالها أرواحهم من أجل مصر وشعبها العظيم.
ونحن نحتفل بالعيد السبعين للشرطة المصرية يجب أن نتذكر هؤلاء الأبطال الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة فى سبيل أن يحيا الوطن كريماً أبياً مرفوع الرأس، رجال رفضوا الاستسلام وآثروا المقاومة والاستشهاد بشرف وبسالة مؤكدين أن مصر تستحق كل التضحية والفداء.
ونحن نحتفل أيضاً بالعيد السبعين لشرطتنا الباسلة لا يمكن أن ننسى أبداً هذه التضحيات والبطولات المتعاقبة وهى امتداد طبيعى لمعركة الكبرياء الوطنى فى الإسماعيلية عام ٢٥٩١ حينما تصدى الأبطال بكل قوة ورفضوا الاستسلام وآثروا المقاومة والاستشهاد بشرف ضاربين المثل والقدوة لمن يأتى بعدهم من أجيال، تاركين وراءهم تاريخاً حافلاً بالعديد من المحطات التى تؤكد وطنية الشرطة وحرص أفرادها على التضحية بأرواحهم لحفظ أمن الوطن وسلامته.. وما نشاهده الآن من بطولات هو امتداد طبيعى لتاريخ طويل من التضحيات وحرص رجالها على تقديم الغالى والنفيس لحفظ الوطن.
إن الناظر بعين العدل والإنصاف لجهاز الشرطة يجب أن ينظر إليه على اعتبار أنه يتحمل أعباء ومشاقاً كبيرة فى سبيل الحفاظ على الوطن وسلامته.. لذلك ونحن نحتفل معهم بعيدهم السبعين وجب علينا تقديم التحية الواجبة والمستحقة من القلب لما لمسناه ونلمسه كل يوم من دور فعال بقدرة وكفاءة واقتدار وتحمل المصاعب وتحد للمحن من أجل تحقيق الأمن والأمان والسلامة والسلام فى ربوع الوطن.
وختاماً:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
«عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله».
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم