<h4 class="yiv4557870458gmail-p1" dir="rtl">تستعد وزارة الأوقاف بقيادة الوزير النشط الدكتور محمد مختار جمعة، لعقد المؤتمر الدولى للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية السبت المقبل فى نسخته الـ32، والذى يأتى هذا العام بعنوان فى غاية الأهمية وهو "عقد المواطنة وأثره فى تحقيق السلام المجتمعى والعالمي"، وخاصة فى ظل التحديات التى تجابه الكثير من الدول العربية والإسلامية، فالمواطنة أساس استقرار وتنمية الدول والأمن المجتمعي.</h4> <h4 class="yiv4557870458gmail-p1" dir="rtl">ويأتى عقد هذا المؤتمر الدولى الهام، الذى يُشارك فيه نُخبة من العلماء والمفتين على مستوى العالم، بعد أيام قليلة من احتفال العالم باليوم الدولى للأخوة الإنسانية التى أعلنت عنه الأمم المتحدة 4 فبراير من كل عام، ذكرى توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية" التى وقعها فضلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، والتى تحث على مفهوم المواطنة والعيش المشترك ونشر قيم السلام والتسامح، ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، مما يؤكد على أن العالم العربي، وفى القلب منه مصر، معنى بهذه القيم الإنسانية وعلى رأسها المواطنة.</h4> <h4 class="yiv4557870458gmail-p1" dir="rtl">والمواطنة<span class="yiv4557870458gmail-Apple-converted-space"> </span>مصطلح أصيل فى الإسلام، وقد شعَّت أنوارُه الأولى من دستور المدينة، فالرسول صلى الله عليه وسلم أول من أرسى مبدأ المواطنة من خلال وثيقة المدينة المنورة التى صاغها لإتاحة حرية العقيدة لغير المسلمين مع الانتماء للوطن وعدم التفرقة مطلقًا على أساس العقيدة .</h4> <h4 class="yiv4557870458gmail-p1" dir="rtl">والرسول صلى الله عليه وسلم منذ أن دخل المدينة المنورة، كان مهمومًا بقضية المواطنة حتى صاغها فى هذه الوثيقة الهامة التى أُسّست عليها مبادئ وقيم "وثيقة الأخوة الإنسانية"، ومن ضمن نصوص هذه الوثيقة الخالدة؛ نص صريح على "أن الأمم التى تعيش فى المدينة المنورة مع اختلاف دينها وعقيدتها وثقافتها، كل منها أمة تعيش فى وطن واحد هو المدينة المنورة".</h4> <h4 class="yiv4557870458gmail-p1" dir="rtl">والتجربة المصرية رائدة فى تحقيق وإرساء مبادئ وقواعد المواطنة والعيش المشترك، حيث نجد الشعب المصرى بجناحيه، مسلميه ومسيحيه، عاش ويعيش المواطنة الحقيقية دون تفرقة بين المواطن المسلم وأخيه المسيحي، و"بيت العائلة المصرية" خير دليل على هذه المواطنة.</h4> <h4 class="yiv4557870458gmail-p1" dir="rtl">كما أن الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مهموم أيضاً بقضية المواطنة ويعنى بها عناية كبيرة، ومبادرات ووثائق الأزهر الشريف وجدت مكانتها ودورها الكبير فى إرساء وتثبيت مبادئ المواطنة.</h4> <h4 class="yiv4557870458gmail-p1" dir="rtl">وعلينا أن ندرك أن المصدر الحقيقى الذى يهدد المنطقة العربية والإسلامية ليس الإرهاب وحده وإن كان مصدرًا مباشرًا، ولكن الطائفية هى المصدر الحقيقى الذى يلعب الدور الرئيسى فى تهديد المنطقة وتمزيقها، حيث أنها تحولت من موروث ثقافى واجتماعى إلى سياسات على الأرض وميليشيات، وكلنا يشهد على ما تفعله ميليشيات الحوثى الإرهابية فى خلق الفوضى بالمنطقة ونشر الإرهاب، والأديان كلها بَراءٌ من الإرهاب بشتى أنواعه وصوره.</h4> <h4 class="yiv4557870458gmail-p1" dir="rtl">ولذلك فإن المواطنة ستظل أكبر حائط صد لمحاربة الإرهاب والتطرف ونشر ثقافة السلام، ونحن فى انتظار ما سينتج عن هذا المؤتمر الهام من توصيات وأبحاث تهدف إلى نشر مفهوم المواطنة على مستوى العالم.</h4> <p class="yiv4557870458gmail-p1" dir="rtl"></p>