شاركت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى مصر، في احتفالية “اليوم الدولي للأخوة الإنسانية”، والتي نظمها فرع جامعة الأزهر بالوجه القبلي في محافظة أسيوط، بعنوان “ثمار وثيقة الأخوة الإنسانية في صعيد مصر (2019- 2022م)”.
حضر الاحتفالية اللواء عصام سعد، محافظ أسيوط، واللواء أركان حرب شريف صالح، مساعد قائد المنطقة الجنوبية العسكرية، والدكتور محمد عبدالملك، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، والدكتور أبوزيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، وسفير الفاتيكان بالقاهرة، وصالح السعدي، رئيس قسم الشؤون الإعلامية والدبلوماسية العامة بسفارة الإمارات لدى مصر، والأنبا كيرلس، مطران الكاثوليك بأسيوط. وعدد كبير من القيادات بالمحافظة.
وفي كلمته بالاحتفالية أكد صالح السعدي، أن “اليوم الدولي للأخوة الإنسانية”، والذي يوافق الرابع من فبراير من كل عام، يعد تتويجًا لدور دولة الإمارات وجهودها في نشر ثقافة التسامح والسلام والتعايش المشترك واحتضانها ورعايتها لوثيقة الأخوة الإنسانية.
وقال السعدي: إن الإمارات تأسست قبل 50 عامًا على قيم التسامح والأخوة الإنسانية والعيش المشترك وقبول الآخر، وفي فبراير 2019، استضافت المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، والذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين بهدف تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر وسبل تعزيزه عالمياً، كما يهدف إلى التصدي للتطرف الفكري وسلبياته وتعزيز العلاقات الإنسانية وإرساء قواعد جديدة لها بين أهل الأديان والعقائد المتعددة، تقوم على احترام الاختلاف.
وأضاف قائلًا: وقد تزامن هذا المؤتمر مع الزيارة المشتركة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، حيث شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي اللقاء التاريخي بينهما، بتاريخ 4 فبراير 2019، والذي أسفر عن التوقيع على “وثيقة الأخوة الإنسانية” من أجل السلام العالمي والعيش المشترك.
وأوضح السعدي، أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت قراراً بالإجماع يعلن يوم 4 فبراير “اليوم الدولي للأخوة الإنسانية”، ضمن مبادرة قدمتها كل من دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، ومملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية.
وأشار إلى أن قرار الأمم المتحدة أكد على المساهمات القيمة للشعوب من جميع الأديان والمعتقدات للإنسانية، وعلى دور التعليم في تعزيز التسامح، والقضاء على التمييز القائم على أساس الدين أو المعتقد، وأثنى على جميع المبادرات الدولية والإقليمية والوطنية والمحلية والجهود التي يبذلها القادة الدينيون لتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات.
وأكد أن منظومة القيم في دولة الإمارات ستبقى قائمة على الانفتاح والتسامح، وحفظ الحقوق وترسيخ دولة العدالة، وحفظ الكرامة البشرية، واحترام الثقافات، وترسيخ الأخوّة الإنسانية واحترام الهوية الوطنية، وستبقى دائمًا داعمةً عبر سياستها الخارجية لكل المبادرات والتعهدات والمنظمات العالمية الداعية للسلم والانفتاح والأخوّة الإنسانية.
وأوضح السعدي أن ما تبذله بلاده الإمارات من جهود ومبادرات يعد نموذجًا ملهمًا في ترسيخ الأخوة الإنسانية وإرساء ركائز التسامح، وحقوق الإنسان، وأن تلك المبادرات، جعلت من الإمارات واحة للإنسانية ومنارة للتسامح وبلدًا للأمن والأمان الذي تشع قيمه ومبادؤه الإنسانية في أرجاء المعمورة، لافتًا إلى أن الإمارات جسدت قيم الإنسانية والتسامح قولاً وفعلاً على أرض الواقع، من خلال احتضانها أكثر من 200 جنسية يعيشون في وئام وسلام، ويمارسون معتقداتهم بحرية تامة.
وأشار السعدى إلى عدد من المبادرات الإنسانية الإماراتية، ومنها وثيقة مبادئ الخمسين التي أكدت أن منظومة القيم في الإمارات ستبقى قائمة على الانفتاح والتسامح، واحترام الثقافات، وترسيخ الأخوّة الإنسانية، بالإضافة إلى القانون الخاص بإنشاء الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، والذي سيسهم في تعزيز قيم احترام التعددية والقبول بالآخر واستدامة أسس التعايش والتسامح والوئام، وأيضًا “بيت العائلة الإبراهيمية”، الجاري إقامته في جزيرة السعديات بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، والذي يضم مسجدًا وكنيسة وكنيساً تحت سقف صرح واحد، ليشكل للمرة الأولى مجتمعاً مشتركاً، تتعزز فيه ممارسات تبادل الحوار والأفكار بين أتباع الديانات.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن جمهورية مصر العربية الشقيقة لها باع طويل في ترسيخ حقوق المواطنة والتسامح والإنسانية، وتكريس الحكمة والعدل، ونشر ثقافة الحوار والتفاهم وتقبل الآخر.
وفي ختام الفعاليات قام اللواء عصام سعد، محافظ أسيوط، بتسليم صالح السعدي درع الاحتفالية تكريمًا له بمناسبة مشاركته في فعاليات الاحتفالية.