الأسبوع الماضى أصدرت المحكمة الإدارية العليا حكماً نهائياً تاريخياً بمنع غير المتخصصين من الحديث فى الشأن الديني، وأصبح هذا الحكم واجب النفاذ بحكم المحكمة، وُيلزم جميع الجهات المختصة فى مصر بتنفيذه سواء كانت مؤسسات تعليمية أو إعلامية أو غيرها من الجهات الأخري.
هذا الحكم التاريخى صدر فى وقت بالغ الأهمية فى ظل الأزمة التى أثارها الإعلامى العلمانى إبراهيم عيسى الذى تطاول على الثوابت الدينية، وأشعل نار الفتنة وشكك فى وقوع معجزة المعراج فى رحلة الإسراء والمعراج التى قام بها النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وقال عنها “إنها قصة وهمية”، وهى الرحلة المباركة التى أكدتها الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، حيث قال الله تعالى عن رحلة الإسراء فى كتابه الحكيم: “سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ”.
وكذلك المعراج ثابت قطعًا كالإسراء؛ ويدل عليه قوله تعالي: “وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَي”، سورة النجم الآيات 13 -18، والمقصود بالرؤية فى الآية الكريمة: رؤية النبى محمد صلى الله عليه وسلم لجبريل فى المعراج، فضلًا عن أن سدرة المنتهى فى السماء وليست فى الأرض.
ومن العجيب أن يتحدث أمثال هؤلاء العلمانيين فى الشأن الدينى ونحن فى مصر بلد الأزهر الشريف الذى يزيد عمر إنشائه عن ألف عام، وفى مصر الدولة التى أنجبت الآلاف من العلماء الذين نشروا العلوم الإسلامية فى العالم وليس فى مصر فقط، فى شتى العلوم من تفسير وفقه وحديث وأصول الفقه وعلم القراءات وعلوم القرآن الكريم.
ولكن العجيب والغريب أنه بالرغم من الضجة الكبرى التى قامت فى مصر بعد أزمة إبراهيم عيسى وخاصة بعد رد الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية وهجوم بعض أعضاء مجلس النواب المصرى عليه؛ إلا أنه لم يُتخذ ضد عيسى أى إجراء قانونى حتى الآن، وكنت أتوقع فى ظل صدور حكم المحكمة النهائي، أن يُجرّم بتهمة إزدراء الدين الإسلامى للطعن فى ثوابته، ولكن لم تُمس شعرة من رأسه، بل خرج علينا بحمالاته مرة أخرى فى برنامجه الذى يقدمه على قناة القاهرة والناس، فى تحد سافر للملايين من المسلمين فى مصر وخارجها.
وكان يجب ألا تمر هذه الواقعة كما مرت غيرها من تطاولات البعض أمثال سيد القمنى وإسلام بحيرى على ثوابت الإسلام، بل يجب أن يوقف برنامج إبراهيم عيسى وأن يُمنع من الظهور والحديث فى الإعلام والقنوات الفضائية، وأخيراً يجب تقديمه لمحاكمة عاجلة بتهمة إزدراء الدين الإسلامي، حتى يعتبر كل من تراوده نفسه للتطاول والهجوم والسخرية على الدين الحنيف.