– نستعد لافتتاح مركزا للأزهر الشريف في ” إسلام آباد ” خلال الشهور المقبلة
– أنشأنا ” الكرسي الباكستاني ” في جامعتي عين شمس والأزهر لتعليم الثقافة الباكستانية واللغة الأردية
– لسنا مصدرين للإرهاب .. بل تكبدنا الكثير من في الأرواح والأموال بسببه
– ” الرسالة الباكستانية ” ..مرجع حول مكافحة الإهارب والتطرف ، تطبع نسخته العربية بالأزهر
– أدرجنا سيرة الرسول في المناهج التعليمية .. ونستمد من الأزهر الفكر الوسطي المتعدل
حوار – إسراء طلعت
أكد الدكتور نور الحق قادري الوزير الاتحادي للشئون الدينية والتسامح بين الأديان بباكستان على أهمية العلاقات المصرية الباكستانية الناشئة على أواصر الإيمان والثقافة المشتركة، مثمنا دور الأزهر الشريف في محاربة الغلو والتطرفونشر ثقافة الحوار مع كافة أنحاء دول العالم .
وكشف قادري عن فتح مركزا للأزهر الشريف في العاصمة الباكستانية إسلام آباد خلال الشهور القليلة المقبلة .. لافتا أيضا إلى انشاء ” الكرسي الباكستاني ” في جامعتي عين شمس والأزهر لتعليم الثقافة الباكستانية واللغة الأردية، وتنشيط البادل الثقافي والتربوي بين مصر وباكستان .
ونفى الوزير الاتحادي للشئون الدينية والتسامح بين الأديان بباكستان أن تكون دولته مصدرة للإرهاب كما يزعم البعض ، مشيرا إلى أن باكستان تكبدت الكثير من االخسائر في الأرواح والأموال بسبب الإرهاب والعنف الذين ينتشر في بلاده تحت زعم الجهاد والظلم .. مشيرا إلى أن حكومة بلاده استطاعت مواجهة الفكر التكفيري والمتشدد بالكثير من الوسائل أهمها الفكر والتعليم والإعلام
وأوضح – خلال حواره لـ ” عقيدتي ” – أن علماء باكستان أصدروا ما يسمى بـ ” الرسالة الباكستانية ” ، وهو كتاب يتحدث عن كيفية العلاقة مع الأقليات من غير المسلمين، والعلاقات بين مختلف الفئات الفكرية وعدم تكفير أحد ـو الإفتاء بقتل أحد .. لافتا إلى أن الكتاب يجري طباعة نسخته العربية حاليا بالأزهر الشريف ليكون نموذجا ومرجعا منهم حول مكافحة الإهارب والتطرف من خلال التجربة الباكستانية.. وفيما يلي نص الحوار:
· في البداية .. سألته عن العلاقات الباكستانية المصرية من وجهة نظره ؟
– قال : لاشك أن العلاقات بين باكستان ومصر ناشئة على أواصر من الإيمان والثقافة المشتركة، كما أن مشاكلنا تكاد تكون واحدة، فكل من رئيس الوزراء الباكستانى عمران خان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لديهم رؤية مشتركة لإحياء الدفء التقليدي في العلاقات الأخوية بين البلدين، من خلال خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها بين الزعيمين، ونحن نثمن دائما دور مصر والأزهر في محاربة التشدد والغلو والتطرف، وكذلك الحكومة الباكستانية تشيد بجهود مصر في نشر الفكر الوسطي المستنير، لذلك نوجه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية على جهوده في دعم الوسطية ومحاربة التشدد
.
مركز للأزهر الشريف
· إذا ..حدثنا عن أوجه التعاون بينكم وبين الأزهر الشريف؟
– أولا نحن نكن للأزهر الشريف تقديرا شديدا ، لما يقوم به من قيادة جهود عالمية في مجال الحوار بين أتباع الديانات ومكافحة الغلو والتطرف، من خلال هيئاته العلمية والتعليمية ومبعوثيه وخريجيه خارج مصر، ونحن في باكستان نحرص دائما على الاستفادة من فتاوى علماء الأزهر، فنحن نعالج التطرف والتكفير والتشدد من خلال فكر الأزهر الوسطي المعتدل، وهو أمر يتم بعدة طرق منها تدريب الأئمة والدعاة للتدريب في الأزهر الشريف، كما اتفقنا على فتح مركز للأزهر الشريف في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، في الشهور القادمة، فنحن نعمل على تجهيز كافة الأشياء.
· هل مركز الأزهر الشريف الذي سيتم افتتاحه قريبا في إسلام آباد سيكون مشابها للمعاهد الأزهرية أم سيكون له مواصفات خاصة ؟
– هذا المركز سيكون مختلف تماما عن المعاهد الأزهرية التعليمية، لأنه سيضم مركز ثقافي مصري، ومركز للأزهر وسيتم فيه تدريب الأئمة والدعاة وكذلك مركزا لتعليم اللغة العربية، على أن يكون كافة الأساتذة فيه من الأزهر الشريف وكذلك المناهج والنظام التعليمي، أما نحن فدورنا اقتصر على البناء والعمارة.
· وماذا عن الطلاب المبتعثين لديكم للتعليم في الأزهر الشريف؟
– نحن لدينا أكثر من 200 طالب من باكستان يتعلمون في الأزهر الشريف، وقد تحدثت مع السفير الباكستاني في القاهرة لزيادة أعداد الطلاب المبتعثين في الأعوام القادمة مضاعفتهم على أمل أن يصل عددهم إلى 700 طالب إن شاء الله.
· وما هي أوجه التعاون الباكستاني مع الجامعات المصرية المصرية الأخري؟
– تم الاتفاق على إنشاء ما يسمى بــ ” الكرسي الباكستاني ” في جامعة عين شمس والأزهر الشريف أيضا ، على أن يكون هناك شيخا من علماء باكستان ليقوم بتعليم التجربة الباكستانية والثقافة الباكستانية واللغة الأردية، حتى يكون هناك تبادلا ثقافيا تربويا بين البلدين.
· هل هناك ثمة مبادرة لزيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لباكستان؟
– نعم سبق ودعونا فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لزيارة باكستان، فنحن نشرف بزيارته، لكن جائحة كورونا تعطلت الزيارة وتأخرت الزيارة.
التعاون مع “الإفتاء” المصرية
· وما هي أوجه التعاون مع دار الافتاء المصرية؟
– ااتفقنا على التعاون مع دار الافتاء، ونحاول أن يكون الارتباط والتشاور في كثير من الموضوعات خصوصا بشأن الدعوى والفتوى والارشاد، لمواجهة الأفكار المتطرفة والمتشددة، على أن تكون الفتوى بحسب النمط الجديد، مثل الرقمنة والتكنولوجيا الجديدة، وكيف يستخدم المفتي ورجال الفتوى التكنولوجيا الجديدة، في الدعوى والفتوى، لأن الجيل الجديد يريد نظاما جديدا في التعامل مع الفتوى والرد على أسئلتهمبشكل أسرع، وعلينا أن ندرك الفرق بين الأجيال بهذا الطريق سواء في الفتاوى المقروءة أو المكتوبة، كما اتفقنا على أن يكون هناك اتفاق على كافة الآليات التي يمكن من خلالها تدريب وتأهيل المفتي والداعية ، وأخذنا موافقة على تدريب المفتيين في دار الافتاء المصرية، وسنوقع بروتوكولا للاتفاق على ذلك قريبا، ولكننا حصلنا على مسودة عليه.
· على ذكر محاربة التطرف والغلو .. نود التعرف على تجربة باكستان في مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب ؟
– نحن واجهنا كثير من المشاكل من الفكر التكفيري والمتشدد ، لكن الحمد لله نحن واجهنا المشاكل وعالجناها في نفس الوقت ، حيث اتفقنا علماء باكستان في المسؤولين عن فتاوى القتال والجهاد ، أيضا اتفق العلماء على اصدار ما يسمى بــ ” الرسالة الباكستانية ” وهي عبارة عن كتاب ضخم سيخرج في الشهور القادمة، وفي هذا الكتاب ندعم ثقافة الحوار التي تستطيع أن تصحح الكثير من المفاهيم، فيلزم على علماء الأمة لتجاوز الأزمات ومنها السياسية أن ننهج الحوار لأننا نعيش في عالم صغير تجمعنا الكثير من المشتركات.
نحن نحرص على تعريف الجيل الجديد من النشء بتعاليم القرآن الكريم، وعلينا أن نحافظ على حبنا للقرآن، لأن حب القرآن هو طريق الأمة الإسلامية، فالحكومة الباکستانیة ملتزمة بتعريف الجيل الجديد بتعاليم القرآن الكريم، ودائما رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يؤكد على نشر القرآن الكريم والسيرة النبوية، وقد أعدت لحكومة الحالية في باكستان بالإجماع نسخة من القرآن الكريم من أربع طوائف إسلامية إلى جانب الترجمة الأردية للقرآن، كما أدرجت الحكومة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ككتاب مدرسي في المناهج الدراسية للمدارس الباكستانية .
الرسالة الباكستانية
· تحدث عن كتاب ” الرسالة الباكستانية ” .. فماذا يحتوي هذا الكتاب ؟
– الكتاب يتحدث عن كيفية العلاقة مع الأقليات من غير المسلمين، والعلاقات بينمختلف الفئات الفكرية وأنه لا يجوز لأحد أن يكفر أحد، أو يقاتل أحد أو يفتي بجواز القتل أو يحرض علي أحد كما كان في الماضي، فالعلماء الراسخين من مختلف الفئات الفكرية اتفقوا على هذا الكتاب الذي يأتي في إطار نشر وترسيخ مبادئ التعايش السلمي واحترام الآخر.
· متى سيظهر هذا الكتاب للنور ؟
– تم الإنتهاء من الكتاب ويجرى طباعة النسخة العربية منه حاليا في جامعة الأزهر بعد ترجمته من اللغة الأردية، وسيتاح بعد طباعته ليكون نموذجا ومرجعا من علماء باكستان حول مكافحة الإهارب والتطرف من خلال التجربة الباكستانية.
· من وجهة نظرك ما هي أبرز النقاط التي يمكن التركيز عليها في مواجهة الفكر المتطرف والارهابي؟
– أولا لابد من إصلاح الفكر الخاطئ، ونعمل على نشر الفكر السديد من خلال الإعلام ورجال الدين والتربية والفن والتعليم ، خاصة في جميع المراحل التعليمية من مدارس وجامعات، لأن الشباب هم الفئة المستهدفة من قبل الجماعات المتطرفة ، حيث تعمل التيارات المشتددة على استقطاب الشباب في عمر صغير من المدارس والجامعات ويتم تربيتهم على أفكار متشددة، حيث يركزون معهم على مظلومية المسلمين في جميع الدول والعالم، حيث يستعطفون الشباب من هذا الطريق، مستشهدين لهم بقضايا فلسطين والعراق وهكذا، ويرسخون في أفكارهم وأذهانهم الفكر المتشدد.
· وما هي كم الخسائر التي تكبدتها باكستان من العمليات الإرهابية التي نفذها أصحاب الفكر المتشدد ؟
– االخسائر تتجاوز 70 ألف شخص في الأعوام الماضية راحوا ضحايا الارهاب والانفجارات والقتل والخراب، والخسائر المالية تجاوزات مليارات الدولارات.
· في رأيكم هل الصراعات السياسية أضفت صبغتها على زيادة معدلات التطرف والارهاب؟
– إذا ما لم يكن لدي الشباب فكر سياسي خالي من الإرهاب، ويكون لديهم وعي سياسي سياسيا لأهداف الجماعات الارهابية يسهل استقطابهم ، لذلك نحن نحتاج أن تكون لكل الدول المسلمة خطة واحدة تواجه صناعة الموت الذى تنتهجه الجماعات المتطرفة
· هناك اتهاما لباكستان بأنها مصدر لــ ” الإرهابيين ” .. ما قولكم في ذلك ؟
– لسنا مصدرا للإرهاب أو للإرهابيين ، فقد جاءنا من مصر والسعودية والعراق والجزائر وليبيا واليمن الكثير من الإرهابيين باسم الجهاد .. فالفكر الإرهابي لم نكن منبعه أو مقتصر علينا كما يدعي البعض، لكننا كنا هدف لكثير من الارهابيين.
· تنتشر في أوروبا ما يسمى بـ” ظاهرة الإسلاموفوبيا” – أي الخوف من الإسلام – من وجهة نظركم كيف يمكن هذه الظاهرة ؟
– معالجة هذه الظاهرة تتم دون الإساءة للغرب كما يفعل البعض، علينا ألا نرد الإساءة بالإساءة، وعلينا معالجتها بتوضيح الفكر الإسلامي المستنير، ونقابل الإعلام بالإعلام والسياسة بالسياسة، خاصة وأننا نجد في داخل المجتمعات الغربية المعتدلون منهم من رجال الدين سواء في المسيحية أو اليهودية ونتكلم معهم، أن يكون العالم آمن وأن يتعاون رجال الدين معا لكي ينصحون أتباعهم بذلك، وأن يكون هناك حوارا بيننا، فالحوار يقوم بين شخص له رأي يقوم على دليل وبرهان يستمع إليه الآخر في تمعن وإنصات انتظارا دوره ليبادره الشعور ذاته والاحترام نفسه، فالعنف يقابله عنف والكراهية تقابلها الكراهية.. وفي هذا الإطار نحن ندعم جهود الأزهر الشريف في نشر ثقافة الحوار من ناحية ومحاربة التشدد من ناحية أخرى . . وهنا أطالب قادة المسلمين بضرورة إبلاغ العالم غير الإسلامي بأن الإسلام يسترشد بالسلام والتسامح، الذان مارسهما الرسول الكريم في قيادة المدينة وبما يتوافق مع وثيقة المدينة وهي المعاهدة التي أبرمها نبينا صلى الله عليه وسلم بين المسلمين واليهود.
الصراع في افغانستان
· وماذا عن جهود إحلال السلام في المنطقة وخاصة الصراع الدائر في أفغانستان؟
– إن إحلال السلام والطمأنينة وتعزيز التسامح في المجتمع من الأهداف الرئيسية للدين الحق، فديننا يعلمنا الانسجام والوحدة ويدعم التعاون الدولي والمشاركة في جميع الأعمال الخيرية. الإسلام يتحدث عن حماية الوطن، يشجع على التطوير والازدهار، يأمر بتعزيز السلام وتجنب أعمال الشغب، نؤدي دورنا دوما بشكل فعال لإحلال السلام في أفغانستان، حيث سعت باكستان دائماً لإحلال السلام والصلح، لقد دعمنا كل خطوة تتخذ لإحلال الأمن والسلام في المنطقة بأسرها، وخاصة في أفغانستان وعلى مستوى العالم، وآمل أن يستمر في لعب دور ديناميكي وفعال من أجل إحلال السلام.. ونحن دائما ندعم عملية المصالحة بين الأطراف المتصارعة في أفغانستان، والوصول بها إلى أرضية مشتركة من الوفاق، بتناول كل القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من القضايا ذات الصلة، من خلال روح العمل المشترك ليتسنى وقف إراقة الدماء المستمرة في أفغانستان.
· وكيف يمكن وقف إرقة الدماء في أفغانستان من وجهة نظركم ؟
– أرى أنه من الضرورى قيادة الشعب الأفغاني لطريق السلام والمصالحة والاستقرار والتقدم ،إضافة إلى التأكيد على عدم ربط العنف بأي دين أو جنسية أو حضارة أو عرق، واعتبار العنف الناتج عن التطرف والإرهاب بكل أشكاله وصوره، بما فيه من عنف ضد المدنيين وهجمات انتحارية، مناقضا لمبادئ العقيدة الإسلامية الأساسية
· تُعقد العديد من المؤتمرات في الشأن الديني .. في رأيك هل يسفر عنها آليات مفيدة على أرض الواقع؟
– بلا شك المؤتمرات تتيح فرصة مهمة للدول المشاركة لتبادل الآراء حول إحياء الفكر السياسي الإسلامي في ضوء الكتاب والسنة لمواجهة الروايات المضللة والمشوهة المنسوبة إلى الإسلام، كما أنها تمنح فرصة للالتقاء وإيجاد طرق لخلق عالم منسجم يستوعب الاختلافات في الآراء والثقافات والأديان، منها التأكيد أهمية الحوار بين الأديان ومشاركة بعض الأفكار لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، وحث دول العالم والمجتمع الدولى على التعايش المشترك.، وكذلك مواكبة العصر والتطور التكنولوجي.