كتب – أحمد شعبان:
أقامت دولة الإمارات العربية، اليوم الاثنين، حفل تكريم الفائزين بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في دورتها الرابعة عشرة، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وبحضور معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس أمناء جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي.
وشارك في حفل التكريم الدكتور “شو دونيو” مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، ومعالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة، والمهندس خالد الحنيفات وزير الزراعة بالأردن، ومحمد مرزوق القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بمصر، وكافة أعضاء مجلس الأمناء، والفائزين والمكرمين بالجائزة وحشد كبير من المختصين والمهتمين بزراعة النخيل وإنتاج التمور والابتكار الزراعي.
وألقى معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس أمناء الجائزة كلمة خلال حفل التكريم أشار فيها إلى تقديره العظيم لمؤسس الجائزة وراعيها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله” وهو الذي يؤكد دائماً، على أهمية أن تكون دولة الإمارات، نموذجاً وقدوة، في الإسهام في كافة إنجازات التطور العلمي، لتعزيز التعاون والعمل المشترك، في كل ما يحقق تنمية وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور، ضمن رؤية حكيمة، تمثل امتداداً طبيعياً، للقيم والمبادئ، التي وضعها مؤسس الدولة، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
كما توجه معالي الشيخ نهيان في كلمته بوافر الشكر، وعظيم التقدير والاحترام، إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لدعمه القوي لهذه الجائزة، وذلك في إطار رؤيته الشاملة، وحرصه القوي، على أن تكون دولة الإمارات دائماً، في المقدمة والطليعة، في التعاون والعمل المشترك مع الجميع، مضيفاً: “إن سموه يؤكد لنا دائماً، أن جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، هي أداةً مهمة، تسهم في تحقيق الالتقاء والتعاون بين البشر، والعمل النافع والمهم، من أجل تحقيق الخير، والرخاء، للفرد، وللمجتمع”.
وتقدم معاليه بالشكر إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، وتقديره الكبير لسموه، على اهتمامه البالغ بهذه الجائزة، وحرصه على توفير كل سُبل النجاح لها، وعلى أن تكون، دائماً وبالفعل، أداةً للتفاعل المثمر، بين المختصين والمهتمين بالابتكار الزراعي، بالإضافة إلى دعمه القوي، لمبادرات الجائزة، بتنظيم سلسلة مهرجانات التمور العربية، في كل من الإمارات، ومصر، والسودان، والأردن، وموريتانيا.
وأكد أنه لم يقتصر النجاح على تنظيم المهرجانات، بل تعداه إلى تأهيل مصانع التمور وإنشاء الثلاجات المبردة ووضع استراتيجيات لتطوير التمور في تلك البلدان، وقال: ونحن إذ نعتز غاية الاعتزاز، حيث كان لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي الشرف والدور المرموق في ترجمة رؤية القيادة وفق أفضل الممارسات الدولية. بما يمثله ذلك، من أثر كبير في دعم التنمية المستدامة.
وأضاف معاليه: إن احتفالنا اليوم، بتكريم الفائزين بالجائزة في دورتها الرابعة عشرة، إنما هو تأكيد قوي، على التزامنا الكامل، في جائزة خليفة، على المضي قدماً، في الأخذ بالاستراتيجيات وخطط العمل، التي تهدف إلى تحقيق التنمية الزراعية الشاملة، ورعاية الشجرة المباركة، ننطلق في ذلك، من إدراك كامل، بأهمية هذا المسعى، في تحقيق الأمن الغذائي، وتأكيد التنمية المستدامة، وتعزيز التسامح والتعايش والمحبة والسلام، بين الناس.
وأضاف: إن جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، هي جائزة وطنية الانتماء، عربية الأداء، عالمية الإطار، وهي فرصة استثنائية لتحفيز الابتكار الزراعي، تسعى في كل أنشطتها وفعالياتها، إلى تحقيق الخير، والنماء، والاستقرار.
إشادة دولية
من جهته أشاد الدكتور شو دونيو مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بما تملكه دولة الإمارات من بنية تحتية ومؤسسات متطورة وخبرة دولية وإرادة قوية ساهمت في النهوض بقطاع نخيل التمر من خلال مهرجانات التمور على المستوى العربي.
صواري منصور
شمل حفل التكريم عرض فيلم أوبريت “صواري منصور” تم التركيز فيه على جهود سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، الداعم الأول لزراعة النخيل وإنتاج التمور على المستوى الوطني والعربي، وكيف انطلقت سفينة الخير والعطاء من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الدول العربية الشقيقة، ثم قررت سُفن منصور أن تعود إلى أبوظبي لترد الجميل وتشكر سموه على ما حققته مهرجانات التمور العربية في كل من الأردن، ومصر، والسودان، وموريتانيا، والمغرب، بصفتها ركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة والأمن الغذائي.
شخصية العام
وكرم معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية لإمارة أبوظبي بصفته شخصية العام لدوره المؤثر في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور.
كما قام معاليه بتكريم عدداً من الشخصيات الوطنية والدولية التي ساهمت في خدمة وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور، وهم: سعادة حميد سعيد النيادي، رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان الشيخ زايد للتراث، من الإمارات، والدكتور محمود عايد الدويري، وزير الزراعة السابق، من الأردن، وحامد آل حامد، مؤسس مجموعة غراسيا الزراعية، من الإمارات، وثائر فيصل نوفان العدوان، من الأردن، والدكتورة ساندرا بيسيك، من جمهورية بولاند، والمرحوم جورج توتان، من فرنسا.
تكريم الفائزين بالجائزة الدولية
وكرم الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، الفائزين بالجائزة بدورتيها الرابعة عشرة 2022 وذلك على النحو التالي: عن فئة الدراسات المتميزة والتكنولوجيا الحديثة لعام 2022 فازت بها مناصفة كل من الدكتورة جاكين جولي ايمانويل من فرنسا، والدكتورة ابتسام بنت راشد الحراصية من سلطنة عُمان، وعن فئة المشاريع التنموية والانتاجية الرائدة فازت بها مناصفة كل من مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم من دولة الإمارات، والمركز الدولي للزراعة المحلية من دولة الإمارات.
وعن فئة الابتكارات الرائدة والمتطورة لخدمة القطاع الزراعي فاز بها مناصفة الدكتور عبدالله حمد سعيد الجنيبي من دولة الإمارات، والمهندس طارق بن البشير بن عابدين من دولة الإمارات، وعن فئة الشخصية المتميزة في مجال النخيل والتمر والابتكار الزراعي فاز بها مناصفة كل من الدكتور عبد الله بن محمد بن سيف السعدي من سلطنة عُمان، والمهندس أنور هلال عبد الله حداد من الأردن.
تكريم الفائزين بالجائزة المحلية
وكرم معالي الشيخ نهيان مبارك الفائزين بجائزة المزارع المتميز والمزارع المبتكر بدورتها الرابعة 2022 التي تنظمها الأمانة العامة للجائزة بالتعاون مع شركة الفوعة حيث جاء التكريم على النحو التالي: عن فئة المزارع الصغيرة فاز بالمركز الأول: غانم سلطان أحمد غانم السويدي، وفازت بالمركز الثاني: عائشة عبد الله جمعة بهارون آل علي.
وعن فئة المزارع المتوسطة فاز بالمركز الأول: مبارك محمد مفتاح الشامسي، وفازت بالمركز الثاني: فاطمة مسلم محمد الخيلي، وعن فئة المزارع فوق المتوسطة فاز بالمركز الأول: سيف صياح سالم المنصوري، وفاز بالمركز الثاني: سلوى خلفان حميد المنصوري، وعن فئة المزارع الكبيرة فاز بالمركز الأول: سعيد راشد عبد الله الحمودي، وفاز بالمركز الثاني: مطر علي مفتاح محمد الشامسي، أما عن فئة المزارع المبتكر فاز راشد سلطان حمد مسعود العرياني.
توقيع 12 مذكرة تفاهم
كما شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس أمناء الجائزة، التوقيع على اثنا عشر مذكرة تفاهم مع عدد من وزراء الزراعة ومدراء المنظمات الدولية في عدد من الدول العربية بهدف تعزيز التعاون الإقليمي والدولي بين المؤسسات الوطنية والمنظمات الدولية بما يساهم في دعم وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور والابتكار الزراعي على المستوى العربي والدولي، خلال حفل تكريم الفائزين بالجائزة بدورتها الرابعة عشرة.
حيث وقعت الجائزة ممثلة بأمينها العام الدكتور عبد الوهاب زايد بروتوكول تعاون لإنشاء الشبكة الدولية لتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور مع كل من المنظمات الدولية التالية: منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية (AOAD)، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ICARDA)، والمركز الدولي للزراعة الملحية (ICBA)، والمركز العربي للبحوث الزراعية في المناطقة الجافة والأراضي القاحلة (ACSAD)، واتحاد مراكز البحوث الزراعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا (AARENINA).
كما تم توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة الزراعة في الأردن بشأن تنظيم المهرجان الدولي الرابع للتمور الأردنية في أكتوبر 2022، وبروتوكول تعاون مع وزارة الزراعة والغابات في السودان بشأن تنظيم المهرجان الدولي الرابع للتمور السودانية في نوفمبر 2022، وبروتوكول تعاون مع محافظة أسوان بمصر في شأن تنظيم المهرجان الدولي السادس للتمور المصرية بأسوان في أكتوبر 2022، وبروتوكول تعاون مع وزارة التنمية الريفية في موريتانيا بشأن تنظيم المهرجان الدولي الأول للتمور الموريتانية في ديسمبر 2022.
كما وقع بروتوكول تعاون مع الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان بالمغرب، في شأن المبادرة الدولية للمحافظة على واحات النخيل لمواجهة التغير المناخي، وبروتوكول تعاون شركة (Plant Arc Bio) المتخصصة بالزراعة العضوية من دولة إسرائيل، وخطاب نوايا مع كلية الزراعة في الجامعة الأردنية بشأن تبادل ونشر المعلومات حول الأمن الغذائي والتغذية والتنمية الزراعية، ومذكرة تفاهم مع جمعية تنمية وتطوير الصادرات البستانية (هيا) بمصر بشأن تنظيم المؤتمر الدولي الأول لمنتجي ومصدري التمور بالعالم العربي 2023، ومذكرة تفاهم بين جمعية تنمية وتطوير الصادرات البستانية (هيا) وجمعية التمور الأردنية، بشأن التعاون المشترك في مجال إنتاج محصول النخيل والتمور.
ومذكرة تفاهم مع شركة كابيتال للفعاليات التابعة لمركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) بشأن تنظيم معرض أبوظبي الدولي للتمور بنسخته السابعة بأبوظبي في ديسمبر 2022، والمهرجان الدولي العاشر لنخيل التمر بالإمارات بالعين في نوفمبر 2022، وخطابا نوايا بين ولاية بورنو بجمهورية نيجيريا، والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، في شأن دعم زراعة النخيل وإنتاج التمور بولاية بورنو بنيجيريا.
الشبكة الدولية
ودشن معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، الشبكة الدولية لتطوير زراعة النخيل وإنتاج التمور، حيث تتولى الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي إدارة أكبر تعاون دولي لتنمية وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور على مستوى العالم، بالتعاون مع كبرى المنظمات الدولية، حيث من المأمول من هذه الشبكة العمل على النهوض بقطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور في الدول المنتجة للتمور تعزيزاً لأمنها الغذائي ونموها الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة.
إطلاق منصة الابتكار
ودشن معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، منصة الابتكار لتنمية الزراعة الصحراوية التي نظمتها الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ICARDA) والمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR) بهدف تعزيز الأمن الغذائي والمائي في ظل التغير المناخي، وذلك على هامش أعمال المؤتمر الدولي السابع لنخيل التمر.
وتهدف هذه المنصة إلى تبادل الخبرات في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور والابتكار الزراعي بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وتعزيز الأبحاث والتقانات والابتكار حول الزراعة الصحراوية لتعزيز الأمن الغذائي والمائي في ظل التغير المناخي.
إطلاق منصة ابداع لنخيل التمر
كما أطلق معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، (منصة ابداع لنخيل التمر) التي أعدها اتحاد مراكز البحوث الزراعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا (ارينينا) بدعم من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبالتعاون مع الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، وهي منصة ابتكار تفاعلية، لربط أصحاب المصلحة المعنيين لتبادل وتعزيز المعرفة والمعلومات والابتكارات المتاحة المتعلقة بسلسلة القيمة والإنتاج لنخيل التمر لمواجهة التحديات التي تواجه قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور على المستويين الإقليمي والدولي.