في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، ومعالي وزير الأوقاف الأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة قام أعضاء القافلة الدعوية المشتركة لعلماء الأزهر والأوقاف بأداء خطبة الجمعة اليوم 18 / 32 / 2022م بمحافظة مطروح ، حول موضوع: “التكاتف الوطني في التعامل مع الأزمات”.
فمن على منبر مسجد السلام أكد الشيخ/ حسن عبد البصير عرفة – مدير مديرية أوقاف مطروح – أن المجتمعات الراقية مجتمعات مترابطة، متعاونة، متكافلة، لا سيما في أوقات الأزمات، وقد وصف نبينا (صلى الله عليه وسلم) هذه المجتمعات الفاضلة بقوله: “مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الجَسَدِ ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَــدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ”.
ومن على منبر مسجد الكبير أوضح الشيخ/ عبد الهادي محمد إبراهيم جاد – واعظ بمنطقة وعظ مطروح – أن فقه الأزمات يتطلب تكاتفًا وطنيًّا من خلال أمور كثيرة منها: البعد عن جميع صور الغش والاحتكار والاستغلال، فقد نهى الدين الحنيف عن تلك الأدواء السلبية نهيًا شديدًا، فجاء التشديد في النهي عن الغش بكل صوره، وقد كان من أول ما نزل من القرآن الكريم في المدينة المنورة قوله تعالى: “وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ”، ويقول سبحانه على لسان سيدنا شعيب (عليه السلام): “وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأََرْضِ مُفْسِدِينَ”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا”.
ومن على منبر مسجد قباء بيَّن الشيخ/ محمد محمود مصطفى – مدير المتابعة – أن الشرع الحنيف نهى عن كل صور الاحتكار والاستغلال؛ لما فيه من التلاعب بأقوات الناس ومقومات حياتهم، والاستحواذ عليها؛ لتحقيق مكاسب غير مشروعة على حساب عنت الناس ومشقتهم، حيث يقول الحق سبحانه: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئ”.
ومن على منبر مسجد ذي الجلال والإكرام أشار الشيخ/ هشام محمد محمود صالح – واعظ بمنطقة وعظ مطروح – إلى أن المحتكر لا نخوة له ولا وطنية؛ لأنه جعل أنانيته فوق كل اعتبار ديني أو وطني أو إنساني؛ لذلك استوجب سخط الله (عز وجل)، وبغض الناس ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئ”.
ومن على منبر مسجد أبو ظاوة بيَّن الشيخ/ سامي سالم عبيد – مدير إدارة غرب مطروح – أن المحتكر أو المستغل لو علم أن المال الذي يجنيه من احتكاره واستغلاله سيكون وبالًا عليه يوم القيامة لكان هذا رادعًا له عن ذلك الظلم، حيث يقول الحق سبحانه: “وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَة”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “الْجَالِبُ مَرْزُوقٌ وَالْمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمِ”.
ومن على منبر مسجد عقبة بن نافع أكد الشيخ/ رحيم سليمان عبدالفتاح – واعظ بمنطقة وعظ مطروح – أن التاجر الوطني الصدوق هو الذي لا يَخدع ولا يغش ولا يخون، بل تدفعه وطنيته ولا سيما وقت الأزمات إلى أن يقلل هامش ربحه تخفيفًا على الناس، ولا شك أن ذلك من التراحم الذي يثاب عليه، وقد وعد الله (عز وجل) على لسان نبيه (صلى الله عليه وسلم) التاجر الصدوق بالأجر العظيم، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ، وَالصِّدِّيقِينَ، وَالشُّهَدَاءِ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “رَحِمَ اللهُ رَجُلاً سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرى، وإذا اقْتَضى”.
ومن على منبر مسجد الرحمن البطل أوضح الشيخ/ محمد نصر طه – مفتش أول – أن أوقات الأزمات تتطلب الإيثار لا الأثرة والاستغلال، كما تتطلب التراحم لا القسوة والأنانية، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ”، كما تتطلب التراحم والبذل والعطاء، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: “وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِِيَالهمْ بِالمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ”.
ومن على منبر مسجد زغلول أشار الشيخ/أحمد محمد إسماعيل سليم – واعظ بمنطقة وعظ مطروح – إلى ان أن هذا التكاتف له دور عظيم في تقوية الروابط الاجتماعية والإنسانية، وتنمية الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع، لذلك جاءت الشريعة الغراء بالحث عليه، حيث يقول الحق سبحانه: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالعُدْوَانِ”، ويتجلى هذا التكاتف والتعاون من خلال الإنفاق في سائر وجوه الخير، ولا سيما ما يتصل بإطعام الطعام وسد حاجات الفقراء، حيث يقول الحق سبحانه في وصف المتقين الأبرار: “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزاءً وَلاَ شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَومِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةً وَحَرِيرًا”.
ومن على منبر مسجد الكبير أكد الشيخ/ محمود صبري عبد القادر – إمام وخطيب ومدرس – أن المال الذي يجنيه المحتكر أو المستغل من احتكاره أو استغلاله سيكون وبالًا عليه يوم القيامة ، حيث يقول الحق سبحانه: “وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “الْجَالِبُ مَرْزُوقٌ وَالْمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمِ” ، وأن التاجر الوطني الصدوق هو الذي لا يَخدع ولا يغش ولا يخون .
ومن على منبر مسجد الصحابة بيَّن الشيخ/ محمد عبدالله بيومي – واعظ بمنطقة وعظ مطروح – أن التكاتف والتعاون من خلال الإنفاق في سائر وجوه الخير، ولا سيما ما يتصل بإطعام الطعام وسد حاجات الفقراء له دور عظيم في تقوية الروابط الاجتماعية والإنسانية، وتنمية الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع ، حيث يقول الحق سبحانه: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالعُدْوَانِ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “أَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعامَ”.