جسَّدت زيارة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي- بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة- الصورة الحقيقية للعلاقات التاريخية المصرية- اللبنانية، بما شملته- فى خمسة أيام- من لقاءات على أعلى المستويات السياسية والدينية والشعبية، وعلى رأسها استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي، لغبطة البطريرك، بحضور السفير علي الحلبي- سفير لبنان بالقاهرة- وقد صرح السفير بسام راضى- المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية- بأن الرئيس رحَّب بالكاردينال مار بشارة بطرس، في بلده الثاني مصر، مؤكداً الاعتزاز بعُمق العلاقات الوطيدة بين مصر ولبنان على المستويين الرسمي والشعبي، وحرص مصر على سلامة وأمن واستقرار لبنان، وتحقيق المصالح الوطنية اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة، وذلك في إطار الاهتمام المصري الدائم بكل ما فيه مصلحة لبنان وشعبه، ومُثمِّناً الدور البنَّاء والأساسي الذي يقوم به الكاردينال في سبيل دعم لبنان واستعادة استقراره.
ركيزة محورية
من جانبه؛ أعرب الكاردينال مار بشارة بطرس، عن تشرّفه بلقاء الرئيس، مؤكداً حرص لبنان على تعزيز العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، والتي تقوم على أسس من التضامن والأخوة، معرباً عن تقدير بلاده للجهد المصري في دعم لبنان في كافة المجالات، وكذلك كركيزة محورية وضامن أساسي لحفظ الاستقرار بها والمنطقة العربية ككل.
وذكر المركز الماروني اللبناني للثقافة والإعلام بالقاهرة، ان غبطة البطريرك الماروني، قدَّم الشكر للرئيس السيسي على دعم مصر المستمر للبنان وخاصة بعد تفجير مرفأ بيروت، وإقامة الجسر الجوي المصري لمساعدة لبنان وتقديم كافة الاحتياجات الي الشعب اللبناني، وشكره ايضا على المساعي التي يقوم بها فخامته عربيا من أجل عودة العلاقات العربية مع لبنان وكسر عزلته، والتأكيد على إعلان حياد لبنان، وضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها،قائلا: “إن الرئيس السيسى قد حمل همَّ لبنان في أزماتها، فشكرا له وشكرا لمصر”،وأكد أن وجوده في القاهرة سيظل ذكرى طيبة في قلبه لحفاوة الاستقبال وروح المحبة التى لمسها من الجميع.
زيارة الكاتدرائية
وقبلها قام غبطة البطريرك بزيارة كاتدرائية الأرثوذكس– ظهر السبت- استقبله خلالها قداسة البابا تواضروس الثاني- بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية- بالمقر البابوي بالعباسية، والوفد الموافق له، يتقدّمهم المطران جورج شيحان- رئيس أساقفة أبرشية ألقاهرة المارونية لمصر والسودان والزائر الرسولي علي شمال افريقيا- الاباتي بيير نجم- الرئيس العام للرهبانية المريمية المارونية- الأب نبيل رفول- رئيس الرسالة المارونية في مصر- الخوري نادر جورج- عميد الكهنة الموارنة في مصر- الخوري نبيل هب الريح- راعي كنيسة القديس يوسف المارونية بالظاهر- وليد غياض- مدير البروتوكول والإعلام- جورج ضرغام- الأمين العام للمركز الماروني اللبناني للثقافة والإعلام بالقاهرة- ومن أحبار الكنيسة أصحاب النيافة: الأنبا دانيال- أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس- الأنبا يوليوس- الأسقف العام لمصر القديمة وأسقفية الخدمات العامة والاجتماعية- الأنبا أنجيلوس- الأسقف العام لكنائس قطاع شبرا الشمالية- الأنبا أكليمندس- الأسقف العام لكنائس قطاع ألماظة ومدينة الأمل وشرق مدينة نصر- جرجس صالح- منسق العلاقات عن الكنيسة القبطية بمجلس كنائس الشرق الأوسط- وعدد من الآباء الكهنة وأعضاء سكرتارية قداسة البابا وبعض شمامسة الكلية الإكليريكية.
وذكر المركز الماروني أن “البطريركان تبادلا كلمات المحبة وعبارات الود، وتطرقا للتاريخ المشترك بين الشعبين الشقيقين المصري واللبناني؛ والقواسم المشتركة الروحية بين الموارنة والأقباط، فمار انطونيوس الكبير المصري هو أبو الرهبانية. وتبادلا الهداية التذكارية، فقد أهدي”تواضروس” لـ”الراعي” عملات تذكارية من صكِّ العُملة، وصليبا خشبيا من إنتاج الأديرة المصرية. وأهدي “الراعي” لـ”تواضروس” أيقونة سيدة لبنان حاريصا.
الكاتدرائية المارونية
وفى احتفالية شهدها قداسة البابا تواضروس الثاني- بمقر كاتدرائية مار يوسف المارونية بحي الظاهر- بحضور غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم اسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك، والمطران جورج شيحان، أكد البطريرك “الراعى” أن العالم كله في حاجة ماسَّة إلى تأسيس المدارس، وأن أى مجتمع يوجد به أطفال وشباب يكون بحاجة إلى مؤسسة تعليمية تقودهم إلى الطريق الصحيح.
من جانبه، قال قداسة البابا تواضروس الثاني: احتفالية اليوم ينبغي أن يطلق عليها احتفالية الوفاء، وأنه سعيد بتواجده وسط كوكبة من الآباء وقيادات الكنائس وكذلك حضور سفيرى لبنان والفاتيكان بالقاهرة.
بدوره، أكد المطران جورج شيحان- رئيس أساقفة إيبراشية القاهرة المارونية لمصر والسودان والرئيس الأعلي للمؤسسات المارونية في مصر- أن اليوم هو عيد للجميع باستقبال قداسة البابا تواضروس الثاني في مقر الكاتدرائية المارونية، بحضور جموع المحبين من مصر ولبنان لافتتاح قاعتى البطريرك الحويك”، و”المنسينيور يوحنا طعمة”، تقديرا لكل من له جهود مخلصة في البناء والمحبة، ثم حفل توقيع كتاب “البطريرك الحويك.. حائك أساسات إبراشية القاهرة المارونية”، والصادر مؤخرا عن “المركز الماروني اللبناني للثقافة والإعلام بالقاهرة”.
وأضاف: المدرسة المارونية لديها ميراث ثقافي وأدبي وتربوى فهى احتوت الجميع دون أى تفرقة أو تمييز، حتى أصبحت المدارس المارونية في مصر تحترم كل الأديان حتى شكَّلت واحة حضارية في قلب القاهرة، فقدَّمت رجالا للمجتمع المصري في مختلف المجالات، ليكون ما قدمه جناب الأسقف يوحنا طعمة قدوة لجميع الأجيال.
وعلى هامش الزيارة، استقبلت الأم ماري نادية سعيد- الرئيسة العامة لراهبات قلب يسوع المصريات- وأخواتها الراهبات من أعضاء الرهبنة، صاحب الغبطة “الراعى”، بمقر الرهبنة بمصر الجديدة.
ويعقد “الراعى” مؤتمرا صحفيا- مساء اليوم الاثنين- بدار المطرانية المارونية، ويختتم جولته بزيارة متحف الحضارات- الثلاثاء- يعقبها زيارته إلى غبطة البطريرك إبراهيم إسحق- بطريرك الأقباط الكاثوليك- ثم يختتم لقاءاته بحضور محاضرة في دار المطرانية المارونية بمصر الجديدة، عن “الكنائس المارونية القديمة بمصر” يلقيها جورج ضرغام، الأمين العام للمركز الماروني اللبناني للثقافة والإعلام بالقاهرة- ثم لقاء السفير البابوي، المنسينيور نيقولاس هنري، بمقر سفارة الفاتيكان بالقاهرة.
مشيخة الأزهر
كما يزور غبطة البطريرك مشيخة الأزهر ظهر اليوم الاثنين ويستقبله فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب- شيخ الأزهر.