آية فيها سر عظيم في تحقيق الأمال ونفاذها، فلا يوجد إنسان إلا لديه أمنيات وآمال يرغب فى تحقيقها والوصول اليها، فعندما يحقق تلك الأمنيات يشعر بالسعادة، ولكي يتم تحقيق الأمنيات يجب أن يتحلى المرء ببعض الصفات مثل الصبر والاجتهاد، ثم عليه بأقوى سلاح وهو الدعاء، فالدعاء يقرب الإنسان من ربه فإن الله يستجيب للعبد الذى يكثر في الدعاء، والكثير من الناس يعتقد أن تحقيق أمور توصف بالصعوبة قد يكون مثل المعجزة التي من المستحيل تحقيقها، فعلينا الإيمان بقدرة الله على الإجابة وأن نعرف أن الله تعالى، سوف يستجيب لدعائه في الدنيا ويعجِّل في ذلك أو يؤخره إلى يوم الحساب.
ولنتعلم من قصة السيدة مريم عندما قالت متعجبة: أنَّى يكون لي ولد وأنا لست بذات زوج ولا بَغِيٍّ؟ “قَالَتۡ رَبِّ أَنَّىٰ یَكُونُ لِی وَلَدࣱ وَلَمۡ یَمۡسَسۡنِی بَشَرࣱۖ قَالَ كَذَ ٰلِكِ ٱللَّهُ یَخۡلُقُ مَا یَشَاۤءُۚ إِذَا قَضَىٰۤ أَمۡرࣰا فَإِنَّمَا یَقُولُ لَهُۥ كُن فَیَكُون”ُ، قال لها المَلَك: هذا الذي يحدث لكِ ليس بمستبعد على الله القادر، الذي يوجِد ما يشاء من العدم، فإذا أراد إيجاد شيء فإنما يقول له: “كُن” فيكون”. والمعنى في هذه الآيات ونحوها: أن الله تعالى لا يتعاظم على قدرته شئ، فإذا ما أراد فعل شئ، فإنما يفعله ويخلقه بأمره الكوني له: “كن”، فلا يتأخر ذلك الشئ الذي أراده، بل يكون من فوره. وهذا دليل القدرة التامة لله عز وجل، فلا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء، ولا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء. اللهم بحق “كن فيكون”، كن لنا عونًا وسندًا وتولى أمرنا.