الصائم الحق هو من يصوم عن الحرام قبل صيامه عن الحلال ، فلا يغش ، ولا يحتكر ، ولا يغالي على الناس .
وإذا كان الصوم قائمًا على الإحساس ومكابدة الجوع والعطش، فإن من أهم حِكَمه: الإحساس بمشاعر الآخرين ولا سيما الفقراء والمحتاجين ، والعمل على قضاء حوائجهم الضرورية ولا سيما ضرورات الحياة الأساسية في هذا الشهر الفضيل ، فمن لا يرحم لا يُرحم .
وإذا كان الصوم مدرسة أخلاقية فانظر إلى أخلاقك في هذا الشهر الكريم ، فإن وجدت ضبطًا للنفس عن أذى الآخرين قولا أو فعلا ، فأنت صائم حقًا ، لأن الصوم الحقيقي هو الذي يعصم صاحبه عن الزلل .
يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا، فلا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهلْ، فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ، أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ، إنِّي صَائِمٌ” ، ذلك أن الصوم يوسِّعُ الخُلُق لا يضيقه ، فإن وجدت ضيقًا في خلقك فهو ضيق من صيامك وضجر منه فراجع نفسك وصحح صومك .