تحوَّل حفل الإفطار السنوى للكنيسة الإنجيلية بمدينة نصر إلى ملحمة وطنية بمعنى الكلمة، وتجسَّد عنوانه “فى حب الله والوطن” واقعا معاشا وملموسا من خلال الانصهار الروحى والتطابق الفكرى فى “بوتقة الوطنية المصرية” التى جمعت أطياف المجتمع المصرى بمختلف مشاربه وطبقاته ومستوياته، وأجمعت على وحدة وصلابة “الوشيجة المصرية” فى مواجهة مخطَّطات التقسيم ومؤامرات الفتن، مُشيدين فى ذلك بتوجّهات الرئيس عبدالفتاح السيسى ودعمه وترسيخه لقيم ومبادئ المواطنة الحقَّة، وإقرار “الحياة الكريمة” لكل المصريين.
واستنكر الجميع جريمة مقتل القمّص أرسانيوس وديد– راعى كنيسة السيدة العذراء بمحرّم بك بالإسكندرية- وكذا إصابة الشيخ سامح- إمام مسجد الستّ زكية بكفر الزيات، محافظة الغربية- مؤكدين أنها جرائم ضد الدين والإنسانية.
سبيكة الوطنية
لعب القس د. عزت شاكر- راعى الكنيسة- دور المايسترو فى إدارة بارعة للحفل بالتنسيق فيما بين الكلمات التليغرافية للحضور، بدأت بالقس د. أندريه زكى- رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر- مؤكدا أن مصر سبيكة من الوطنية العصيّة على الكسر فى مواجهة أى نوع من الفتن أو المخاطر، وستظل وطنا واحدا لشعب واحد متماسك ومترابط.
واتفق معه وزير الثقافة السابق الكاتب حلمى النمنم، واصفا مصر وشعبها بأنهم “وحدة واحدة لا يمكن تفريقها أو تقسيمها”.
فى حين أكد الكاتب الصحفى كرم جبر- رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام- أن المصريين سيظلون دائما معا فى ترابط وتكاتف، والأيام الصعبة أثبتت ذلك، والتاريخ أكد فشل الاحتلال فى إيقاع الفُرقة والانقسام بين الشعب المصرى الذى سيبقى دوما فى رباط ووحدة إلى يوم الدين.
لقاء السمو
ووصف د. عبدالهادى القصبى- شيخ مشايخ الطرق الصوفية، رئيس لجنة التضامن بمجلس النواب- الحفل بأنه “لقاء الحب والأخوة والسمو والقيم الروحية” فإن نفسًا لم يكمن الحب فيها لا تدرى معناها، فبالحب وصلت النفس إلى الله، وبدون الحب لا تصير نفسًا إنسانية، والحب والقيم الأخلاقية هو الذى يجمعنا، محذِّرا من أن الفتن هى سبيل هدم الدول والأمم، ولذا فإن المصريين لن يسمحوا أبدا بها، فهم شعب وعائلة واحدة.
وأشاد اللواء أحمد أنور- رئيس حى مدينة نصر- بوحدة المصريين جميعا وما تحقق بسبب ذلك من إنجازات قومية عملاقة وتطوير فى كل المجالات.
واشار د. سعد الدين الهلالى- الأستاذ بجامعة الأزهر- إلى أن سِنِىّ المحنة فى 2011، 2012 أكدت إيمان دُور العبادة الوطنية (المسجد والكنيسة) برسالتها وأننا نعيش فى وطن واحد، وأن الأديان إنما جاءت لخدمة الإنسان، وأن مصر للجميع وستظل فى رباط بفضل الله ثم وحدة شعبها وقوّة جيشها وشرطتها.
ووصف الشيخ علاء أبو العزائم- شيخ الطريقة العزمية- المصريين بأنهم شعب وعائلة واحدة، ولا يمكن لأحد إيقاع الفرقة والفتنة بينهم طالما تسلَّحوا بالوعى والفكر المستنير.
وقال الشيخ مظهر شاهين- إمام مسجد عمر مكرم بالتحرير-: المصريون دائما متجمّعون على الحب، لذا فمصر عظيمة بأبنائها الحريصين على وحدتها وترابطها تحت قيادة واعية رشيدة.
ووصف الشيخ أحمد تركى، مصر بأنها “صناعة إلهية وليست بشرية”. كما وصف اللواء أحمد عوض، اللقاء بأنه “تلاحم روحى ولقاء أخوى، المحبة فيه قبل أى شئ”.
وأشار المستشار أمير رمزى- رئيس محكمة جنايات القاهرة- إلى أن الدفء الذى يجمع المصريين دائما ويتجدد كل يوم رمضانى بالجلوس على مائدة طعام واحدة، تتمناه كثير من البلاد، وقد جمعتنا أعيادنا وقيمنا ولن نفترق أبدا ونحن تحت مظلة الوطن.
وقالت سير برندت- إحدى الراهبات-: ما أحلى أن يجتمع الأخوة معا!
وأكد اللواء حمدى بخيت- الخبير الاستراتيجى- أن هذه اللقاء تثبت بما لا يدع مجالا للشك الحفاظ على الهوية الوطنية المصرية.
وقال القس د. إكرام لمعى: ما أحلى أن يجتمع الأخوة ما يعطى البركة والأمل فى مستقبل أفضل.
وأوضح القس باسم بُشرى- أمين عام سنودس النيل الإنجيلى- أن الوحدة لا تعنى تشابهنا نُسَخًا مكرَّرة وإنما اتحادنا وتعاوننا وترابطنا بما يقوّى وطننا.
وأكد الكاتب الصحفى- أكرم القصَّاص- رئيس مجلس إدارة وتحرير اليوم السابع- أن العقيدة المصرية دائمة وتتجلى واضحة فى رمضان أكثر.
كما ألقى أعضاء مجلسى نواب والشيوخ والشخصيات العامة كلمات سريعة، ومنهم: د. فِرِيدى البياضى، طارق شكرى، أحمد فتحى، اللواء أحمد الدميرى، اللواء هشام محيى، القس رفعت فتحى- أمين عام سنودس النيل الإنجيلى- الشيخ سيد الراجحى، القس رفعت فكرى- رئيس مجمع القاهرة- الشيخ عبدالباسط عمارة، الفنان أحمد التهامى