كتبت- إسراء طلعت:
نماذج ملهمة ومشرفة من أهل القرآن، حازوا على تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الاحتفالية الكبرى التي نظمتها وزارة الأوقاف لـ”ليلة القدر”، بمركز المنارة للمؤتمرات، بمشاركة د. مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيسى مجلسي النواب والشيوخ، وعدد كبير من الشخصيات الدينية والسياسية والإعلامية، حيث كرم الرئيس النماذج المشرفة من الفائزين بالمسابقة الـ 28 لحفظ القرآن الكريم من داخل مصر وخارجها.
وكانت لـ «عقيدتي» لقاءات مع المكرمين ليرووا لنا كيف كانت لحظة التكريم ورحلتهم لحفظ القرآن.
في فرع حفظ القرآن كاملًا مع تجويده وفهم مقاصده العامة للناطقين باللغة العربية من أصحاب الصوت الحسن – بالترتيل، حصل عبدالله على محمد من مصر، على المركز الأول بجائزة قدرها 180 ألف جنيه وشهادة تقدير، سارة أيمن أحمد موسي من مصر المركز الثاني، 120 ألف جنيه وشهادة تقدير، إيمان جمال فاروق حسن من مصر، المركز الثالث 100 ألف جنيه وشهادة تقدير.
وفي الفرع الثاني في حفظ القرآن كاملًا وتجويده للناطقين بغير اللغة، حصل أبو بكر تشمالا الكونغو الديمقراطية على المركز الأول و 150 ألف جنيه وشهادة تقدير، محمود على شانفي جزر القمر الثاني 100 ألف جنيه وشهادة تقدير، عبدالرحمن صالح نيجيريا الثالث وحصل على 50 ألف جنيه وشهادة تقدير.
أما الفرع الثالث في حفظ القرآن لذوي الاحتياجات الخاصة، حصل نادي سعد جابر محمد من مصر على المركز الأول 50 ألف جنيه وشهادة تقدير، محمد أحمد حسن عبدالحليم من مصر المركز الثاني 30 ألف جنيه وشهادة تقدير، عبدالرحمن مهدي جمال من مص وحصل على 10 آلاف جنيه وشهادة تقدير.
والفرع الرابع في حفظ القرآن مع تجويده للناشئة، حصلت شيرين محمد عبدالله أمين من مصر على المركز الأول 50 ألف جنيه وشهادة تقدير، أحمد تامر ممدوح صبري المركز الثاني 30.000 جنيه وشهادة تقدير، روميساء أحمد ابراهيم عبدالعاطي، من مصر، وحصلت على جائزة تشجيعية 10,000 جنيه وشهادة تقدير.
أما فرع الأئمة في حفظ القرآن كاملًا وتجويده وتفسيره، حصل أيمن منصور عبدالعزيز من مصر، على المركز الأول وجائزة 50 ألف جنيه وشهادة تقدير، عوض الله الطيب أحمد من السودان في المركز الثاني، وجائزة 40 ألف جنيه، والفرع السادس جاء تكريم الأسرة القرانية، حيث تم تكريم 3 من أسرة واحدة بقيمة 100 ألف جنيه للأسرة.
وأعلن د. مختار جمعة وزير الأوقاف، إنه في إطار إكرام الرئيس عبدالفتاح السيسي لأهل القرآن، وبناء على توجيهاته، تقرر رفع الحد الأدنى لجوائز جميع المكرمين في المسابقة العالمية للقرآن إلى 60 ألف جنيه لكل جائزة، مع التطبيق بصورة فورية على الفائزين الذين جرى تكريمهم اليوم.
«لحظات التكريم لن أنساها، حينما استقبلني الرئيس وسلمني الجائزة، قائلاً: ألف مبروك وربنا يبارك فيك، حيث رحب بي كثيراً، فلم أشعر بالرهبة أمامه، لبساطته وترحيبه بي وثنائه علي»، هكذا عبَّر نادي سعد جابر، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الشريعة جامعة الأزهر، ابن مركز سمسطا، بني سويف، عقب تكريمه من الرئيس السيسي لحصوله على المركز الأول، في الفرع الثالث من مسابقة حفظ القرآن لذوي الاحتياجات الخاصة، وحصوله 50 ألف جنيه وشهادة تقدير.
أضاف: «ولدت فاقدا لنعمة البصر، وحاولت تعويض هذا بحفظ القرآن، حيث بدأت الحفظ وأنا في سن الخامسة، وأكملت دراستي في الأزهر، وحفظ القرآن بين جدران هذا الصرح العملاق، حتى وصلت للفرقة الرابعة بكلية الشريعة، حيث أسعى بعدها لاستكمال دراستي بالدراسات العليا».
وعن مواهبه، قال إنه يجيد تقليد أصوات مشاهير قراء القرآن، من خلال الاستماع لهم وتقليدهم بصوت أثنى عليه كافة من يستمع له، منهم الشيخ عبدالباسط عبد الصمد، والشيخ محمد رفعت، والشيخ محمود خليل الحصري، موجها الشكر لأسرته لوقوفها إلى جانبه، قائلا: «لم تتخل أسرتي يوماً عني، دائماً ما كانوا في ظهري، حيث أنني حفظت القرآن من خلال التلقين بواسطة والدتي».
أما الصغيرة التي لا تتجاوز الـ 12 عاما صاحبة الصوت العذب، شيرين محمد، عبرت عن سعادتها بحصولها على المركز الأول في فرع الناشئة، مؤكدة أن الرئيس السيسي، أشاد بها وسألها إذا ماكانت بحاجة إلى شئ أم لا، ووعدها برفع قيمة الجائزة متمنيا لها بالتوفيق في حياتها المقبلة.
وقال محمد أحمد- الحاصل على المركز الثاني في فرع ذوي الاحتياجات الخاصة-: إنه لحظة التكريم من الرئيس السيسي كانت كفيلة أن تمحي أي ألم أو معاناة في رحلته التعليمية وفي حفظ القرآن الكريم، مشيرا إلى أنه له أخ وأخت من ذوي الهمم أيضا يحفظون القرآن، موجها الشكر لأسرته التي كانت خير داعم له وهي الجندي المجهول وراء نجاحه في تلك المسابقة.
وعن الفائزين من خارج مصر، قال أبو بكر تشمالا، إنه بدأ حفظ القرآن في نهاية ٢٠٠٩م، وختم حفظ القرآن بعد سنتين في دار العلوم والإيمان بدولة الكونغو الديموقراطية، ثم انتقل بعد ذلك لمواصلة دراستي المدرسية إلى أن نلت شهادة الثانوية بتقدير ممتاز، مضيفا أن رحتله مع القرآن كانت أجمل رحلة عشتها في حياتي، القرآن رفع شأنه ومكانته بين الملأ وبين أقراني كما قال النبي “إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما”.
أوضح أن والده له الفضل عليه في حفظ القرآن، وجهد لا مثيل في حثه على حفظ كتاب الله، وأيضا شيوخه الذين ساعدوني في إتقان تلاوة القرآن.
وقال محمود على شانفي، الحاصل على المركز الثاني من دولة جزر القمر، وقيمة الجائزة 100 ألف جنيه مصري، إنه في عام 2013 شارك في مسابقة حفظ عشرة أجزاء التي نظمت من قبل مركز سعد ابن معاذ التابع للهيئة العالمية للقرآن والسنة وحصلت على المركز الأول ونفس العام الذي أتممت حفظ القرآن على يد الشيخ أمير الدين مباي زهاهي، في 2014 شاركت في مسابقة حفظ ثلاثين جزءا التي نظمت من قبل طلاب قريتي الذين كانوا يدرسون في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وحصلت على المركز الأول، وفي 2015 شاركت في نفس المسابقة وحصلت على نفس المركز، وفي 2016 تخرجت من مركز سعد ابن معاذ وحصلت على شهادة تخرج وشهادة حفظ القرآن وقد شاركت في مسابقة حفظ القرآن مع منظومة الجزرية التي نظمت من قبل مركز سعد ابن معاذ التابع للهيئة العالمية للقرآن والسنة، وعام 2017شاركت في جائزة الخرطوم الدولية للقرآن كاملا مع التجويد في دولة السودان، وعام 2017 أجازني شيخي المقرئ المجيز الحافظ الجامع، د.فيصل بكر أحمد برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية.
تابع: «في 2018 شاركت في جائزة الجزائر الدولية لحفظ القرآن وتجويده وتفسيره في دولة الجزائر، وهو العام الذي شاركت في مسابقة تنزانيا الدولية للشرق الإفريقي وحصلت على المركز الثالث، وهو نفس العام الذي حصلت على الشهادة الثانوية، في 2019 شاركت في جائزة دبي الدولية للقرآن ، وفي نفس العام شاركت في ندوة خدمة الوحيين، الرابطة العالم الإسلامي الهيئة العالمية للقرآن والسنة التي أقيمت في مكة المكرمة، وفي 2020 شاركت في مسابقة كينيا الدولية للقرآن، وفي نفس العام شاركت في مسابقة مصر العالمية للقرآن في الفرع الثاني وحصلت على المركز الثاني».
أوضح أن والده من الصغر رباه في أحسن السبل حيث قاموا بإرساله إلى المدارس القرآنية في القرية عندما كان في مرحلة الطفولة وعندما وصل إلى 13سنة قاموا بإدخاله في مركز سعد ابن معاذ لأحفظ القرآن ولكن مع الأسف الشديد بعد شهر من دخولي في المركز انتقل إلى ربه وبقيت أمي ومازالت تهتم في الأمور الدينية والدراسية رب يرحمهما كما ربياني صغيرا.
وفي سياق متصل أوضح عبدالرحمن صالح، وقيمة جائزته، 50 ألف جنيه، وهو أحد أبناء الأزهر الوافدين وخريج كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أنه بدأ حفظ القرآن منذ صغره في دولة نيجيريا على يد أستاذه الكريم: دوغو سامرو زاريا، في مدرسة معاذ بن جبل، لتحفيظ القرآن في 2012، وسافر إلى مصر 2019، ويدرس الآن بجامعة الأزهر في الفرقة الثانية، بكلية أصول الدين.
أوضح أنه عندما جاء إلى مصر البلد الشريف، بلد القرآن، بلد أهل القرآن، وعلماء القرآن، بلد كبار العلماء في كل العلوم، وجامعة الأزهر هي الجامعة التي أدرس فيها فرحت فرحا شديدا، وهو بري رأي العين ما سمعت قبل مجيئه إلى هنا، مضيفا: وتأثرت بهذه الجامعة الثرية بالأشياء الكثيرة التي لا تحصى، ومنها على سبيل المثال، حب أساتذتنا لطلابهم، وحرصهم على بذل العلم بطريقة يسيرة وسهلة جدا، وبأسلوب رائع.