سعدت كثيراً بالمعلومات القيمة الموفقة التي تفضل بها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، حفظه الله تعالى، خلال حلقاته التلفزيونية في شهر رمضان المبارك حينما تحدث عن أسماء الله الحسنى، والتي أفاض فيها بمعلومات لم يسبق إليها.
كما سعدت أكثر وأكثر حينما شاهدته، حفظه الله تعالى، وهو يتحدث عن قضية التجديد في الإسلام بموضوعية موفقة لم يسبق إليها من خلال النصوص الشرعية والمؤتمرات العلمية المختلفة بأسلوب علمي دقيق، وتطرق – حفظه الله تعالى – إلى تطبيق ذلك على الآيات القرآنية التي تتحدث عن موضوع المواريث المختلفة، والتي جاء بيانها في قوله تعالى: “لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ ۚ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا” النساء: 7، إلى آخر هذه الآيات التي حددت ميراث كل احد حسب الحالة التي هو عليها.
إلى قوله تعالى: “تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ”، النساء 13-14، واستشهد – حفظه الله تعالى – بهاتين الآ يتين على أن مقادير الميراث من النصوص الشرعية المحكمة التي لا يجوز فيها الاجتهاد، رداً على من يدعون إلى التسوية بين الرجل والمرأة في الميراث، كما يُنادي به أعداء الإسلام.
وما قاله – حفظه الله تعالى – هو من القواعد الأصولية التي لا خلاف عليها، حيث يقولون: لا اجتهاد في النص القطعي الدلالة كآيات الميراث، وهناك نصوص قطعية، لكنها ظنية الدلالة، فيجوز فيهاالاجتهاد مثل قوله تعالى: “وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ ” البقرة: 228، والفقهاء مختلفون في المراد من كلمة قروء، هل هو الطهر أو الحيض، وكلاهما صحيح، فهو نص قطعي في ثبوته، ظني في دلالته، فهذا يجوز فيه الاجتهاد، بخلاف آيات الميراث، فهي كما قال – حفظه الله تعالى – لا يجوز فيها الاجتهاد، بدليل ما جاء في الآيتين الأخيرتين من الوعد بالثواب والأجر العظيم لمن أطاع الله تعالى والتزم بالتقسيم المتقدم، والعذاب الشديد لمن يخالفه.
فشكراً ثم شكراً لفضيلة الإمام الأكبر على هذا البيان الوافي الخالص لوجه الله تعالى، كما أبشر فضيلته بأن الله تعالى راضٍ عما قاله، بدليل أني رأيت ليلة هذا البيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يده في يدي، ولا يجوز الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأني ذهبت إلى مضجعي وأنا مُهتم بهذا البيان.
فشكر الله تعالى لفضيلتكم ذلك، وأمدكم بمدده خدمة لدين الله تعالى ودفاعاً عن الحق الذي فضيلتكم ملتزم به، علماً بأني أدعو الله تبارك وتعالى لكم دائماً وأبداً بدوام هذا التوفيق، والله تعالى من وراء القصد وهو حسبي ونعم الوكيل.