أخبرنى عزيزى القاريء من هو صاحبك الذى يلازمك حتى أقول لك من أنت؛ ( فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) أى من يصاحب فى هذه الدنيا، فالإنسان بطبعه يبحث دائما عن الشخص الذي يكون متفاهما معه، متوددا إليه بقلبه، ولكن من الممكن أن يخطىء الإختيار في بعض الأحيان فيميل قلبه لمن لا يشبهه فى دينه ولا في خلقه،وهذا حتماً سيؤثر عليه فى سلوكه بل وفى حياته كلها، وقد أمر النبى صل الله عليه وسلم المؤمن أن يصاحب مؤمنا مثله، وحذره من أن يصاحب الأشرار لئلا يصيبه ما أصابهم من مقت الله عليهم وقد قال تعالى( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ) وإذا تأملنا جميعا حياة شخص مؤمن حق الإيمان ويحرص على إقامة الصلاة فى أوقاتها، هذا تجده يتعكر صفوه إذا كان معه صاحب لا يبالى بالصلاة فى أوقاتها بل ويجمع عدة صلوات مع بعضها وإذا كثرت عليه الصلوات قد يتركها ويبدأ من يوم جديد ويتكرر ذلك مرات عديده، لكن الله أمرنا فقال( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) أى هى فرض وقته معلوم يجب على كل مسلم المحافظة على هذه الأوقات، عندها يفكر كثيرا كيف يأتلف مع شخص هو نقيضه ولا يخاف الله، كيف يكون هو وصاحبه متوافقين فى الحياة وهما متضادان فى الروح التى تحب المسارعة لفعل الخيرات، الروح الطيبة التى لا تعرف إلا الخير ، فلا تعرف الشر ولا تمتهن أوامر الله، كيف يقتربا وهما متضادان فى الأخلاق، ستجد نفسك بعد وقت وتفكير صحيح تبتعد عنهم لأنهم لا يشبهونك وقد قال النبى صل الله عليه وسلم( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف) فإذا التقت روح المؤمن بمن يشبهه فى الأخلاق والصفات الحسنة فإنها تقترب ممن يشبهها تمامآ، وهنا يجب أن يحاول صاحب الخلق الطيب أن يأخذ بيد صاحبه مرات عديدة ويحثه على التقرب إلى الله فإن لم يمتثل له فيبتعد عنه شيئا فشيئا، وإن لكم عندى لبشرى جميلة؛ فمن صاحب المتقين في الدنيا وسار على دربهم فسيكون فى مأمن معهم يوم القيامة وذلك عندما يصير الناس أعداء إلا هؤلاء المتقين فقد قال تعالى( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) ،الأن أصبحت تعرف من تصاحب فى الدنيا، من تخالط، من يكون عنوانا لك، فإذا رأه أحدا معك علم من أنت، لقد رأيت يا أخواتى كثيرا أن الأخوة التى تقوم على الإيمان والخوف من الله والتقرب له، تدوم أكثر، فالمؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، والقوى هو الذى لا يترك نفسه لمن يضيعه، ابحثوا عمن تصاحبون فى هذه الدنيا حتى ينصحوكم بالخير ويكونوا لكم عونا على طاعة الله، ولتعلموا جميعا أن الحب فى حد ذاته بين الناس هو تفضل من الله يمن به على الأخيار من عباده حتى يكونوا عونا لبعض فيتكأ كل منهما على صاحبه فى الأزمات والشدائد ولذلك قال تعالى( لو أنفقت ما فى الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ) لذا صاحب من إذا سألته فى الحياة أعطاك، وإن نزلت بك أزمة واساك، وابحث عمن يصدقك القول حتى وإن تنازعتم فسيبقى عليك، فإذا وجدته لا تتركه أبدآ فقد من الله به عليك الخلاق.