أسوان متحف مفتوح.. ب”هوية” تراثية متفردة
المحافظة “بوابة” مصر الإفريقية ومنارتها الثقافية.. “قبلة” المشاتى السياحية والمشاريع الاستثمارية
مصطفي ياسين
وصف اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، مبادرة “حياة كريمة” بأنها أكبر مشروع تنموى فى تاريخ مصر الحديثة والألفية الجديدة، لما تمثله من تحويل لحياة ملايين المواطنين فى قرى الريف المصرى إلى واقع مختلف وحياة كريمة وإنسانية في الجمهورية الجديدة التى دشنها الرئيس عبدالفتاح السيسى لتحسين مستوى المعيشة وجودة الحياة والإرتقاء بمستوى الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين، مشيداً بقرار الرئيس السيسى، شمول كل قرى أسوان فى المرحلة الأولى للمبادرة.
وأعلن أن أسوان ستصبح متحفاً مفتوحاً، برؤية علمية مدروسة وهوية بصرية نابعة من البيئة والتراث الأسوانى، بعد توجيهات الرئيس السيسى، باعتبارها قبلة المشاتى السياحية والمشاريع الاستثمارية والتنموية، لما حباها الله به من كنوز طبيعية وبشرية، وموقعها المتميز گ”بوابة” مصر الإفريقية ومنارتها الثقافية.
وفيما يلي نص الحوار الذي أجرى معه على هامش مشاركته فى الاجتماع الموسع الذى عقد، بمقر حديقة الأزهر بالدراسة، بحضور السيد هارجيت س ساجان، وزير التنمية الدولية والوزير المسئول عن وكالة التنمية الاقتصادية لمنطقة المحيط الهادىء الكندية، لويس دوما سفير دولة كندا بمصر، د. حنان الجندى مدير عام مؤسسة أغاخان مصر ومؤسسة أم حبيبة بأسوان، ورئيس هيئة المعونة الكندية وعدد من كبار موظفى السفارة لعرض الإنجازات الرئيسية والدروس المستفادة من برنامج التعاون الكندي مع مؤسستي الأغاخان وأم حبيبة بأسوان من خلال برنامج تنمية مهارات شباب أسوان الذي تم تنفيذه على مدار السبعة أعوام الماضية.
ـ شهدت المحافظة فى الفترة الأخيرة اهتماما كبيراً ، وخاصة من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، نريد إلقاء الضوء على بعض جوانب هذا الاهتمام ؟
= بالفعل هناك إهتمام كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسي بوضع أسوان في المكانة التي تليق بها سياحياً وتنموياً وإقتصادياً وتجارياً لأنها من أفضل المشاتى السياحية في العالم ولمقوماتها العديدة ، وخلال زيارات سيادته المتعاقبة على مدار العامين وكان أخرها في ديسمبر الماضى فى ختام فعاليات “أسبوع الصعيد” وأعطى توجيهاته بتحويل مدينة أسوان إلى متحف مفتوح برؤية علمية مدروسة وهوية بصرية نابعة من البيئة والتراث الأسوانى ، مع تنفيذها على مراحل حيث لن يقتصر فيها التطوير والتجميل فقط على الكورنيش القديم والجديد وواجهة المدينة .
ولهذا حرصنا على إحداث نقلة جمالية لمدينة أسوان وباقى مدن المحافظة حيث جارى تنفيذ أكبر عملية إحلال وتجديد للبنية التحتية يعقبها عملية تطوير وتجميل وتشجير لواجهة المدينة والتي تم الإنتهاء منها ( بلازا درة النيل وميدان المحطة والسوق السياحى القديم بطول 2400 متر ) ، كما جارى حالياً تنفيذ مشروع ممشى مصر بتطوير طريق كورنيش النيل القديم بطول 4 كم ، وطريق كورنيش النيل الجديد بطول 9 كم ، بالإضافة إلى الشوارع الداخلية في بانوراما متكاملة تبرز سحر وجمال لؤلؤة النيل الساحرة أمام مواطنيها وزائريها من الأفواج السياحية ، وهو الذى يتخلله جداريات ومجسمات ولوحات الهوية البصرية.
عاصمة الشباب الأفريقى
– أعلن الرئيس السيسى أسوان “عاصمة الشباب الأفريقى”، فما دلالة ومردود ذلك على الوضع الإقتصادى والإجتماعى لأهل أسوان ؟
نظراً لموقع أسوان الإستراتيجى كبوابة جنوبية للدولة المصرية على القارة الافريقية، ولاهتمام القيادة السياسية بدور مصر الريادى فى القارة السمراء، جاء إعلان رئيس الجمهورية لأسوان عاصمة للشباب والثقافة والإقتصاد الإفريقي ، ومن هذا المنطلق نسعى لجعل اسوان منارة للثقافة المصرية الى القارة الافريقية ، ونقل الخبرات والتكنولوجيا إلى جيراننا فى القارة السمراء من خلال المؤسسات الكبرى كجامعة أسوان والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى وغيرها، ، كما تهدف القيادة السياسية إلى جعل أسوان منطقة محورية على المستوى الاقتصادى الإفريقي والعالمى حيث جارى التخطيط لتنفيذ مشروع إنشاء وإدارة الموقف الدولى لسيارات النقل الثقيل بمساحة 50 فدانا كمرحلة أولى .
وضمن المساحة المخصصة بمنطقة كركر والصادر بشأنها القرار الجمهورى رقم 263 لسنة 2022 على مساحة إجمالية 3941.2 فدانا لإستخدامها فى إقامة مشروعات تنمية عمرانية متكاملة تشمل مشروعات كبرى بمختلف الأنشطة من أبرزها نشاط التجارة والنقل الدولى ممثلة فى إقامة منطقة لوجستية عالمية على مساحة 550 فدانا قابلة للتوسعات المستقبلية ، ولذا أوجه رسالة للمستثمرين ورجال الأعمال بأن المستقبل الواعد للإستثمار والتجارة الحرة ينطلق من أسوان .. فهى الباب الملكى نحو الأسواق الإفريقية ، وفى ظل تقديم كافة التسهيلات مع توافر مختلف المقومات الاقتصادية من ثروات تعدينية ومحجرية وسمكية ، ومصادر متنوعة للطاقة ، بالإضافة إلى شبكة الطرق والمطارات والموانئ النهرية والبرية.
العمود السياحى
– تمثل السياحة العمود الفقرى لأسوان، لكن فى ظل إنخفاض السياحة عامة، فما هى البدائل الآمنة لإستمرار الدخل القومى للمحافظة ؟
= أسوان حباها الله بتنوع في المنتج السياحى فهى تزخر بالأنماط السياحية المتعددة ، وبالتالي فهى ليست قاصرة فقط على السياحة الأثرية والثقافية ولكن تتمتع بالسياحات البيئية والعلاجية والترفيهية والسفارى والصيد ومراقبة الطيور ، ولذا تسعى المحافظة جاهدة للإستفادة من ذلك بطرق غير تقليدية، منها إقامة العديد من الفعاليات السياحية والثقافية والفنية على هامش الإحتفال بمناسبات مثل ظاهرة تعامد الشمس على معبدى أبوسمبل، والعيد القومى للمحافظة، ويوم السياحة العالمى ، بجانب إستثمار الزيارات الدبلوماسية للمحافظة بعرض مقومات أسوان السياحية ، وبالفعل نجحنا فى إقناع سفراء ووفود بعض الدول بإعادة تسيير طيران الشارتر، وتحفيز دولهم على تشجيع السياحة الوافدة الى مصر عامة وأسوان خاصة ، بينما نقوم بالتعاون مع المنشآت الفندقية بأسوان بتشجيع السياحة الداخلية، عن طريق عمل عروض عائلية تحفيزية ، وكذلك نعمل بالتوازى على خلق فرص عمل فى مجالات بديلة وموازية كالحرف اليدوية والتوسع فى الزراعات النخيلية وغيرها.
حياة كريمة
– تعيش المحافظة فترة إزدهار فى المشاريع الاقتصادية والاجتماعية، وعلى رأسها مشاريع “حياة كريمة”، فما هو الوضع الذى وصلت إليه حتى الآن؟
= أؤكد على أن قصص النجاح الذى سطره أكبر مشروع تنموى فى تاريخ مصر الحديثة وفى الألفية الجديدة للتطوير الشامل لقرى الريف المصرى يعكس الرؤية الثاقبة والإصرار والعزيمة التى تتحلى بها القيادة السياسية من أجل تحويل حياة ملايين المواطنين فى قرى الريف المصرى إلى واقع مختلف وحياة كريمة وإنسانية في الجمهورية الجديدة التى دشنها الرئيس عبدالفتاح السيسى لتحسين مستوى المعيشة وجودة الحياة والإرتقاء بمستوى الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين .
وفى محافظة أسوان نجد قصة عمل وكفاح متميزة كتبت فصولها من عرق وجهد وإخلاص الجميع فى ظل تحديات عديدة كان فى مقدمتها تقلبات الطقس وتعرض المحافظة لموجة غير مسبوقة من السيول وصلت إلى 8 مليون م3 ،
وهو الذى تواكب مع وقوع معظم قرى حياة كريمة على مرتفعات جبلية غير مستوية ، بالإضافة إلى الطبيعة الصخرية للأراضى والتى يصعب معها أعمال الإنشاءات والحفر والمد والتركيب للشبكات ، فضلاً عن أننا إستثمرنا جائحة كورونا فى تكثيف الأعمال ، وتحويل تداعياتها السلبية إلى نقاط مضيئة تفتح الخير لأهلنا الطيبين .. أهل أسوان ، حيث تتراوح نسب التنفيذ ما بين 50% إلى 100 % على الرغم من كل هذه التحديات ، وفى ظل توجيهات الرئيس السيسى بضم قرى 3 مراكز ( إدفو وكوم أمبو ونصر النوبة ) فى المرحلة الأولى بإجمالى 1106 مشروع ، ثم قرار رئيس الجمهورية بضم قرى مركزى ( أسوان ودراو ) أثناء زيارته للمحافظة لمتابعة جهود مواجهة تداعيات السيول لتصبح جميع قرى المحافظة مدرجة فى مشروعات المبادرة الرئاسية حياة كريمة بإجمالى 2321 مشروعا داخل 39 وحدة محلية قروية أم ، و 116 قرى توابع و 380 نجعا وكفرا وتابعا .
وهناك مشروعات موازية أخرى مثل مشروعات تحيا مصر ومنظومة التأمين الصحى الشامل ، وإحلال وتجديد البنية التحتية والإسكان وتطوير المناطق العشوائية والخطة الإستثمارية .
فرص العمل
– ما هى جهودكم لدعم توفير فرص عمل للشباب والفتيات، حتى يتم إستيعاب الأيدى العاملة بدلا من هجرتها الى المحافظات الأخرى؟
= محافظة أسوان تصدرت المركز الأول بين المحافظات المستفيدة من قروض صندوق التنمية المحلية خلال العام المالى 2021/2022 بإجمالى 159 مشروعا ، مما يعكس مدى إهتمام المحافظة بتوفير فرص عمل للشباب مع الاهتمام بمحور التمكين الإقتصادى للمرأة وأعطاؤه أسبقية أولى من ضمن المحاور التنموية المتعددة فى هذا الشأن لتقديم قروض ميسرة للمرأة ، للحد من نسبة البطالة وتوفير فرص عمل حقيقية ومستدامة ، وكذا سد إحتياجات السوق المحلى من المنتجات المتنوعة ، وهو الذى تكامل مع تنفيذ 303 مشروعات من خلال المبادرة الرئاسية ” مشروعك ” خلال العام الحالى وفرت 101 فرصة عمل وذلك من إجمالى 5064 مشروعا بمبالغ مالية وصلت إلى 841 مليون و 161 ألف و 484 جنيها ساهمت فى توفير نحو 23 ألف فرصة عمل منذ إنطلاق المبادرة فى مارس 2015 وحتى مايو 2022 .
المجتمع المدني
– كيف ترى دور منظمات المجتمع المدنى فى خدمة البيئة المحيطة؟ مع ضرب بعض الأمثلة إن أمكن؟
= إن إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن 2022 هو عام المجتمع المدنى يعتبر قاعدة ينطلق منها التكامل والتلاحم بين الجهود الحكومية والأهلية ، ولذا فإننا إطلقنا المبادرة الإنسانية والمجتمعية ” الناس لبعضهم ” من رحم تداعيات أزمة كورونا في ٢٦ مارس من العام الماضى مع الموجة الأولي لجائحة كورونا جهودها وأنشطتها الإنسانية والمجتمعية المختلفة لدعم الفئات الأكثر إحتياجاً والأولي بالرعاية بهدف تلبية مطالبهم ورسم البسمة والفرحة على وجوههم .
وبالتوازى دعمنا أواصر التعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى بإيجاد جسر مشترك بين الجهود التنفيذية والمجتمعية لرفع المعاناة عن كاهل الأسر والمواطنين الأكثر إحتياجاً والعمل على دعمهم فى مواجهة متطلبات الحياة المعيشية ، ومن أمثلة ذلك مع ما نشهده من تعاون مع مؤسسة أم حبيبة والاغاخان ومصر الخير والأورمان ورسالة وغيرها .
التنمية المستدامة
– ماذا عن مشاريع التنمية المستدامة على أرض المحافظة ؟
توجد عدة مشروعات بهدف التنمية المستدامة على ارض المحافظة، منها ما هو خاص بالحرف اليدوية التراثية للمرأة المعيلة، ومنها ما هو لتدريب الكوادر البشرية، ومنها ما يهدف إلى تطوير التعليم الفنى وإكساب الخبرات العالية فى مجالات مختلفة لطلاب المدارس الفنية الصناعية.