في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الثالث والثلاثين تحت عنوان: “الاجتهاد ضرورة العصر” قدم أ.د/ شوقي علام مفتى الجمهورية الشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على الدعوة الكريمة وعلى اختياره لهذا الموضوع الهام والذي يحمل قضية الاجتهاد على أكتافنا جميعًا، وهي مهمة كبرى ينبغي أن نعطيها الاهتمام الذي تستحقه، مؤكدًا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) شجع أصحابه على الاجتهاد وأقرهم عليه ومن هذا الأمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لما بعث معاذ بن جبل (رضي الله عنه) إلى اليمن قال: “كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟ قال: أقضى بكتاب الله، قال فإن لم تجد في كتاب الله؟ قال فبسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال فإن لم تجد في سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا في كتاب الله؟ قال أجتهد رأيي ولا آلو، فضرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صدره وقال: الحمد لله الذي وفّق رسول رسول الله لما يُرضي رسول الله”.
ومع تطور العصور والأزمان وتغير الواقع فقد أصبح العمل المؤسسي التخصصي سمة من سمات هذا العصر وتطورت صور الاجتهاد ويظل أصل مفهومه ثابتا من حيث الماهية وهو بذل الجهد، ومن حيث الغاية وهي تحصيل الظن من الحكم الشرعي، إلى أن ظهر أول مفهوم الاجتهاد الجماعي، ونظرًا لتطور مفهوم الواقع للناس وتشعبها وطبقاً لقواعد العمل المؤسسي الحديث فقد يدخل في مفهوم الاجتهاد الجماعي الحديث الاستعانة بتخصصات أخرى كالطب والهندسة وغيرها وما ذلك إلا لتبلغ قضية الاجتهاد أقصى مداها الممكن، وهو يحقق معنى بذل الوسع في تحقيق الاجتهاد.
والاجتهاد الجماعي المؤسسي هو الاجتهاد الآمن الذي يحقق لنا مفهوم الفتوى الآمنة التي تدعم الأمن والسلامة والاستقرار للمجتمعات كافة وهو الضمانة الحقيقية لوحدة الأمة من هجمات الفتاوى الشاذة والمتطرفة التي يطلقها قوم تجرؤا على الشريعة الغراء فأفتوا بغير علم، كما سبّبوا كثيرًا من الفتن والاضطرابات والقلاقل فدمّروا دولًا وشرّدوا شعوبًا، كما أن الاجتهاد الجماعي المؤسسي هو الأمل في القضاء على مشروع الإرهاب الجماعي الذي تتبناه الجماعات المتطرفة والتي جعلت من السيطرة على الحكم بأي وسيلة هدفًا أسمى مهما كلف من دماء وفتن وانقسامات.
مؤكدًا أن هناك تعاونًا بين مؤسسات الدولة ومنها الإفتاء والأوقاف والأزهر تحت قيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية (حفظه الله) لدعم الأمن والاستقرار ودعم المشروعات الوطنية التنموية التي تجعل من مصر دولة عزيزة قوية، ينعم أبناؤها في الحاضر والمستقبل بالأمن والسلامة والرخاء والاستقرار.