خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الثالث والثلاثين تحت عنوان : الاجتهاد ضرورة العصر (صوره .. ضوابطه .. رجاله .. الحاجة إليه)، أشاد معالي السيد/ عادل عبد الرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي برعاية السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الثالث والثلاثين، مقدمًا خالص الشكر والتقدير لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية على توجيه الدعوة لحضور هذا المؤتمر الهام، مثمنًا الجهود التي بذلت من أجل إخراج هذا المؤتمر في هذه الصورة المشرفة.
مؤكدًا أن هذا المؤتمر يكتسب أهمية استثنائية موضوعًا وزمانًا ومكانًا، فمن حيث الموضوع يتصدى المؤتمر لقضية من أهم القضايا الملحة وهي قضية الاجتهاد في مفهومه الشامل والمعاصر، ومن حيث الزمان فإن تبادل الرؤى العلمية في قضية الاجتهاد أصبح ضرورة في عصرنا الحالي لمواكبة التطور السائر من كل مناحي الحياة، ومن حيث المكان فإن أعمال المؤتمر تنطلق من أرض الكنانة ونتشرف ونعتز أن يكون المؤتمر تحت رعاية فخامة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، ولا يفوتني في هذا السياق أن أثمن جهوده الحثيثة لنشر الفكر التنويري لدى النشء والشباب، وجهوده في مواجهة الفكر الظلامي المتطرف.
مبينًا أنه في ظل تغير الظروف من وقت لآخر أصبحنا نواجه قضايا وموضوعات جديدة في كثير من المجالات التي تحتاج إلى تطور في التعامل معها والتي تأخذ في الاعتبار كافة المستجدات التي تحيط بنا دون المساس في الوقت ذاته بالقواعد الثابتة والأصيلة التي يقوم عليها ديننا الإسلامي الحنيف، فإن الاجتهاد قائم على الفكر الوسطي المستنير، وقد بات ضرورة ملحة لتنظيم حياتنا اليومية وبناء الوعي الرشيد دينيًّا ووطنيًّا بما يضع مسئولية كبيرة على عاتقنا جميعًا لإنجاح الرسالة المهمة التي اجتمعنا لأجلها اليوم.
موضحًا أن الجماعات التكفيرية والمتطرفة استغلت غياب الوعي الديني لدى بعض الفئات لنشر فكرها الظلامي البغيض واعتقاداتها المنحرفة عن صحيح الدين مستهدفين الشباب عماد المستقبل، مما يستوجب علينا حماية هذا النشء من تلك الأفكار الهدامة التي يحاول المتطرفون بثها، مؤكدًا أن الاجتهاد المعاصر سلاحنا المباشر في معركة التطور الفكرية والحضارية التي يخوضها علماء الأمة في مواجهة تلك الجماعات، وأن نشر الوعي والفكر الرشيد حجر الأساس لتقدم المجتمعات ودعم كافة الجهود المخلصة.
مشيرًا إلى أن الاجتهاد يساعد على التأقلم مع ما يحيط بنا من تطورات متسارعة، مما يحملنا مسئولية كبيرة ملقاة على عاتقنا لوضع ضوابط وإطار مؤسسي لقضية الاجتهاد المعاصر لإعداد علماء متخصصين قادرين على التعامل مع القضايا بوعي ومهنية.
مؤكدًا أن مهمة المؤتمر ليست هينة وأن العلماء على قدر المسئولية الملقاة على عاتقهم لتحقيق غد أفضل ومستقبل مشرق للعالم أجمع.