بالتزامن مع الأجواء التي تعيشها سلطنة عُمان احتفالاً بعيدها الوطني الثاني والخمسين، والذي يُعلن عن ميلاد عاماً جديداً من البناء والنهضة المتجددة بقيادة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، ويطوي عاماً آخر من المبادرات والخطط والاستراتيجيات اللازمة لتنفيذ رؤية عُمان 2040، أعلنت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة عن تدشين رؤيتها ورسالتها، وذلك ضمن خطتها الاستراتيجية لعام 2022 الرامية إلى تعزيز بيئة الاستثمار في المناطق التابعة للهيئة التي بدورها تسهم في رفد الاقتصاد الوطني من خلال جذب الاستثمار في المجالات الاقتصادية المختلفة في المناطق التي تشرف عليها للهيئة.
الوجهة المثلى للاستثمار
تأتي رؤية الهيئة في أن تكون المناطق التابعة لها “الوجهة المثلى للاستثمار”، الأمر الذي تعكسه رسالتها في “تنمية وتنظيم المناطق التابعة لها وتوفير بيئة استثمارية جاذبة ومستدامة” تسعى لجذب المستثمرين المحليين ومن مختلف دول العالم. من جانب آخر، اعتمدت الهيئة القيم الرئيسية التي تمكّن موظفي الهيئة والمتعاملين معها من تحقيق رسالتها وهي “المسؤولية والتعاون والشفافية والإبداع”، وذلك من منطلق الإيمان بأهميتها في أداء أعمال الموظفين والقيام بواجباتهم لخدمة وطنهم وتحقيق الرضا للمستثمرين وكافة المستفيدين من الخدمات التي تقدمها الهيئة والمناطق التابعة لها.
ولقد ساهم موظفو الهيئة في إعداد هذه الرؤية والرسالة انطلاقا من اختصاصات الهيئة الواردة في المرسوم السلطاني رقم (105/ 2020) بشأن إنشاء الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، والذي قضى بتحديد أدوار وأهداف الهيئة في المناطق التي تشرف عليها والمرسوم السلطاني رقم (53/ 2022) بنقل تبعية المناطق الصناعية إلى الهيئة، والتي تتمثّل في أدوار أساسية هي التخطيط والتنظيم والمساندة، إضافة إلى التشغيل في بعض الحالات.
شراكة حقيقية بين المؤسسة وموظفيها
مشروع صياغة رؤية ورسالة وقيم الهيئة قام بتنفيذه فريق عمل من موظفي الهيئة، وذلك بمشاركة حوالي 100 من موظفي الهيئة والمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وإدارات المناطق الحرة التابعة للهيئة، مما يدل ذلك على ثقة مجلس إدارة الهيئة بالموظفين وأهمية دورهم كشركاء في العمل على رسالة الهيئة وتحقيق رؤيتها.
تمثّل رؤية ورسالة الهيئة أهمية بالغة وتُعد ركيزة أساسية ترتكز عليها توجهات الهيئة وخططها واستراتيجيتها نحو تنمية وتنظيم وتطوير المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة والصناعية والإشراف عليها. إضافة إلى ذلك، فإن إشراك الموظفين في إعداد هذه الرؤية والرسالة وتحديد أهم القيم التي يتوجّب التركيز عليها يُعد شراكة حقيقية بين المؤسسة وموظفيها لرسم خطّة واضحة يعتمد عليها الجميع في ممارسة اختصاصات الهيئة ووضع السياسات وأداء أعمالهم في مختلف المناطق التابعة للهيئة.
منصة “روتسكانر” تعزز استدامة سلاسل التوريد
كان ميناء صحار والمنطقة الحرة، قد أطلق منصة “روتسكانر” الجديدة وهي عبارة عن مخطط متكامل لطرق الشحن العالمية ستتيح لوكلاء ومتعهدي الشحن الفرصة لعرض جميع طرق الشحن المتوفرة في منصة واحدة سهلة الاستخدام.
وتم تصميم هذه المنصة لتعزيز كفاءة وفعالية وشفافية واستدامة سلاسل التوريد حيث يمكن لمستخدميها عرض جميع طرق الشحن عبر ميناء صحار والمنطقة الحرة باستخدام ميزة “الربط المباشر” إضافة إلى تصميم طرق مخصصة والتعرف على أسرع طرق الشحن عبر الموانئ البحرية والمواقع الداخلية والطرق والسكك الحديدية واختيار الطرق ذات الانبعاثات الأقل لثاني أكسيد الكربون.
وتم تطوير هذه المنصة من جانب ميناء روتردام، إذ تهدف إلى تحسين سلاسل التوريد عبر التخطيط الكامل وتعزيز الشفافية وإتاحة الفرصة أمام وكلاء الشحن في القطاع لاتخاذ قرارات واختيارات أكثر ذكاء.
تستند منصة “روتسكانر” إلى قاعدة بيانات عالمية تضم أكثر من 4000 محطة حول العالم بحيث تعرض مواعيد العبور ومواعيد المغادرة والوصول المتوقعة وجميع الشركاء اللوجستيين فضلا عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل طريق.
أصبحت الأدوات الرقمية ضمن أهم العناصر اللازمة لإدارة علاقات الأعمال ومن هنا جاء إطلاق “روتسكانر” التي ستساهم بتمكين العملاء من اختيار أكثر الطرق فعالية من وإلى ميناء صحار والمنطقة الحرة وانضم فعليا أكثر من 160 مشغلا وشركة نقل من أنحاء العالم إلى منصة “روتسكانر” مما سيطور الإمكانات اللوجستية ويعود بالنفع على قطاع الشحن بأكمله من خلال تعزيز الشفافية في سلسلة التوريد ويعزز نمو ميناء صحار والمنطقة الحرة عبر إبراز أكثر الطرق المباشرة فضلا عن تسريع أوقات العبور للبضائع حول العالم. ويعد ميناء صحار والمنطقة الحرة رائدا للتحول الرقمي في قطاع الخدمات اللوجستية في سلطنة عُمان وأحد أسرع المراكز الصناعية واللوجستية المتكاملة نموا في العالم.