كتبت إسراء طلعت
أقامت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية مصر العربية حفل استقبال بمناسبة عيد الاتحاد الـ51 للدولة، حضره عدد كبير من الوزراء وكبار رجال الدولة المصرية، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى مصر، وكبار الصحفيين والإعلاميين، والفنانين، ورجال الدين الإسلامي والمسيحي.
واستقبلت مريم خليفة الكعبي سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية مصر العربية وأعضاء السفارة ضيوف حفل الاستقبال الذين تقدمهم الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، ممثلًا لرئيس مجلس الوزراء، والدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، والمستشار عمر مروان وزير العدل، والدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، والسيد القصير وزرير الزراعة واستصلاح الأراضي، واللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، وحسن شحاتة وزير القوى العاملة، والدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، والسيد عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، وحسن عبدالله محافظ البنك المركزي المصري، والسفيرة هيفاء أبوغزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية.
ونقل رئيس مجلس الوزراء المصري المهندس مصطفى مدبولي تهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بمناسبة اليوم الوطني الإماراتي.
وأشاد مدبولي في كلمته بالحفل والتي ألقاها نيابة عنه المهندس محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة بمواقف دولة الإمارات الشقيقة في دعم مصر، لافتا إلى أنه يترجم العلاقات القوية التي أرسي قواعدها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، والذي يتمتع بحب كل مصري.
من جانبها قالت السفيرة مريم خليفة الكعبي إن دولة الإمارات ومصر ترتبطان بعلاقات تاريخية وثيقة تستند إلى الوعي والفهم المشترك لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية، التي شهدتها وتشهدها المنطقة، مشددة على أهمية التعامل معها بسياسات ومواقف متسقة ومتكاملة ترسخ الأمن العربي والإقليمي والتي أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من خلال قناعة راسخة بمكانة مصر ودورها المحوري في المنطقة .
وأضافت الكعبي إن العلاقات الثنائية اليوم بلغت تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ذروتها، بعد أن شهدت تطورًا كبيرًا ونوعيًا في كافة المجالات، حتى أصبحت النموذج الأبرز للعلاقات العربية العربية القادرة على مواجهة جميع التحديات في مختلف المجالات.
وشددت على أن الإمارات ومصر تمكنتا من بناء علاقات اقتصادية قوية ترتكز على محورين رئيسيين، وهما التعاون التنموي والتعاون التجاري والاستثماري، وتطوير شراكات ناجحة، سواء على المستوى الحكومي أو على صعيد القطاع الخاص.
ولفتت الكعبي إلى أن مصر شريك تجاري استراتيجي للإمارات في المنطقة، فيما تأتي الإمارات ضمن أهم الشركاء التجاريين لمصر. وعلى صعيد الاستثمارات تأتي الإمارات في طليعة الدول المستثمرة في مصر، حيث بلغ عدد الشركات نحو 1485 شركة في مختلف المجالات الاقتصادية الاستراتيجية كالاتصالات والسياحة والقطاع المالي والمصرفي والقطاع العقاري والبنية التحتية والموانئ، إلى جانب الزراعة والتجارة والصناعية وغيرها.
وتوجهت الكعبي بالتهنئة لجمهورية مصر العربية الشقيقة على النجاح الذي حققته من خلال رئاستها للدورة الـ 27 لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في مدينة شرم الشيخ، وخاصة الاتفاق على إنشاء صندوق للخسائر والأضرار، وقالت: إن استضافة مصر لـ COP27 واستضافة دولة الإمارات لـ 28 COP المقبلة فرصة لتعزيز التعاون بين البلدين في مجال العمل المناخي والبيئي، ودعم خطط البلدين لتحقيق التنمية المستدامة.
وقالت الكعبي: إنه خلال العام الماضي 2021 احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة باليوبيل الذهبي لتأسيسها، موضحة أنه منذ ذلك التاريخ بدأت الدولة في العمل من أجل خمسين عامًا جديدة من التطور والازدهار، وفي سبيل تحقيق ذلك الهدف السامي أقرت الإمارات وثيقة مبادئ الخمسين”، وهي عشرة مبادئ تمثل مرجعاً للدولة خلال الخمسين عاماً القادمة، حيث ترسم المسار الاستراتيجي لدولة الإمارات في المجالات الاقتصادية والسياسية والتنموية لتعزيز أركان الاتحاد.
وأشارت إلى أن دولة الإمارات أطلقت حزمة مشاريع ومبادرات استراتيجية محفزة على التنويع الاقتصادي بعيدا عن النفط، حيث توفر زخما للاستثمار في الاقتصادات الرقمية فضلا عن القطاعات القائمة على الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة، ومنها إطلاق برنامج الإمارات الوطني للفضاء وتأسيس قطاع العلوم والتكنولوجيا ونقل المعرفة والتعاون الدولي.
وشددت الكعبي على أن التقدير في شتى بقاع العالم قد ازداد للأجندة المستقبلية لدولة الإمارات وقيمها الراسخة، وذلك نتيجة المبادرات مثل معرض إكسبو 2020 دبي ومتحف اللوفر أبوظبي، والاتفاق الإبراهيمي للسلام، ووثيقة الاخوة الانسانية، علاوة على العديد من المبادرات الأخرى.
وقالت الكعبي إن دولة الإمارات أصبحت حاضنة لقيم التسامح والسلم والأمان والتعددية الثقافية، حيث تضم أكثر من 200 جنسية، ينعمون بالحياة الكريمة والاحترام وبممارسة شعائرهم الدينية، حيث كفلت قوانين دولة الإمارات للجميع العدل والمساواة وجرمت الكراهية والعنصرية.
ونوهت إلى أن المبدأ التاسع من المبادئ العشرة للخمسين عاماً القادمة يؤكد على التزام دولة الإمارات بالمساعدات الخارجية والتي تنطلق من مبدأ إنساني، والتي لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية أو العرق أو اللون أو الطائفة أو الديانة. وعلى مدى مسيرة امتدت خمسين عاما، قدمت دولة الإمارات مساعدات خارجية بقيمة 322 مليار درهم إماراتي، لتصل إلى أكثر من 175 دولة ومنطقة جغرافية حول العالم.
وأشارت الكعبي إلى أن دولة الإمارات ترتبط بعلاقات عميقة ومتميزة مع كافة الدول، ما يعزز ويعكس مبادئها القائمة على الانفتاح والشراكة وبناء الجسور والعمل على ترسيخ السلام والمصالح المشتركة للدول والشعوب، وبما يسهم في تحقيق الأمن والسلم الدوليين، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مشددة على ضرورة تعزيز ثقافة التسامح والانفتاح وتمكين المرأة وإعلاء الحداثة والعقلانية، والتي لا تتعارض مع قيم الإسلام السمحة.