بصدور هذا العدد الذى بين يدى القارئ الكريم تكون صحيفة عقيدتى قد أتمت عامها الثلاثون بالتمام والكمال لتبدأ مع قراءها عاماً جديداً من عمرها المديد بإذن الله تعالى مدافعة عن لحق فى مواجهة زيف الباطل والبهتان بقوة الله سبحانه وتعالى وبدعم كامل وتوجيه مخلص من المهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة وقيادات الهيئة الذين لا يألون جهداً فى الدعم المتواصل لتؤدى هذه الصحيفة دورها التنويرى على أكمل وجه كما أراد الله لها منذ صدورها وحتى الآن.
حين صدر العدد الأول من عقيدتى يوم ٥ ديسمبر عام ٢٩٩١ كان المناخ حينئذ فى مصر معبئاً بغيوم الأفكار المستوردة والمتطرفة دينياً، والتى كانت تقف وراء الأعمال الإرهابية التى انتشرت فى ذلك الوقت فى تسعينيات القرن الماضى.. لذا لم يكن قرار صدور جريدة دينية قومية قراراً عبثياً أو توجهاً عشوائىاً، وإنما صدر فى ظل ظروف عصيبة كانت تعانى منها البلاد من شرقها إلى غربها، وهذا يؤكد الدور الذى كانت تقوم به »عقيدتى« كإحدى آليات الإعلام الرسمى الإيجابى والذى ساهم ويسهم فى إبراز الصورة السمحة للإسلام الوسطى، ويحارب التطرف فى كل مكان، فتحملت عقيدتى منذ صدورها وحتى الآن عبء نشر الفكر الإسلامى الصحيح ومحاربة الأفكار المتطرفة من خلال كوكبة من علماء الأزهر وأئمة ودعاة الأوقاف وعدد من الصحفيين الشبان الذين حملوا على عاتقهم رسالة التنوير الحقيقى متخذين فى سبيل ذلك عدداً من الرسائل المختلفة لنشر رسالتهم وتوصيلها إلى كل مكان على أرض مصر، فالتحمت عقيدتى من خلال محرريها وعلمائها بالشباب فى كل مكان فهم كانوا ومازالوا هدفها الأول فى كل مكان بالمساجد والمدارس ومراكز الشباب بالقرى والنجوع والكفور لتوصيل الرسالة لهذه الفئات الهامة التى كانت فى أمس الحاجة إلى بيان صحيح الدين ومحاربة الأفكار الضالة والمضلة التى انتشرت فى ذلك الوقت خاصة بين شباب الجامعات لم يكن طريق النجاح لـ «عقيدتى» واستمرارها إلى الآن وهى قوية فتية تؤدى دورها على أكمل وجه مفروشاً بالورود ولكن كانت هناك عقبات وأشواك وصعاب تعترض طريقها خاضت معها معارك فكرية شرسة على صفحاتها وفى ساحات القضاء، ولكن وقفت شامخة تدافع عن رسالتها التى صدرت من أجلها فكان النجاح والفلاح حليفها بفضل الله.
كان لصدورها منذ العدد الأول ردود فعل متباينة حيث استقبلها التيار الوسطى بالترحاب وساندتها المؤسسة الدينية المتمثلة فى الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، فى حين هاجمها التيار المتشدد وخاصة رموز الجهل والضلال من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية آنذاك وقد كان من أبرز من هاجمها بشدة الإرهابى الهارب وجدى غنيم.
أيضاً لاقت عقيدتى منذ صدورها عداء شديداً من التيار العلمانى المتطرف الذى اعتبر صدورها شرياناً جديداً ينبض بقوة فى خدمة الدين الحنيف وهذا يناقض توجهات هذا التيار الذى يسعى إلى التحرر من قيد الأديان ناهيك عن التيار اليسارى والإلحادى الذى يناصبنا العداء الشديد ويتمنى لو أن عقيدتى تختفى من ساحة الوجود.
خاضت عقيدتى على مدى هذا التاريخ الذى لم يعد قصيراً العديد من المعارك مع الأفكار المسمومة والأفكار الهدامة التى تبنتها الجماعات المتطرفة دينياً وعلى ذات المستوى وبنفس القوة واجهت دعاوى الانحلال الخلقى وهدم الثوابت الراسخة فى وجدان الشعب المصرى الأصيل وكذلك كانت »عقيدتى« ومازالت حرباً على الدجالين والسحرة والمشعوذين وأدعياء العلاج بالقرآن.
واجهت عقيدتى فى سبيل استمرارها العديد من المعارك والجولات الطويلة الآن والتى خرجت منها أكثر صلابة وقوة فلم يرفع محرروها الراية البيضاء للحملات المضادة من غلاة العلمانية ومن على شاكلتهم من التيارات المتطرفة والمعادية للدين الإسلامى الوسطى المستنير وبكل جرأة وقوة وصلابة دخلت عقيدتى منذ أعدادها الأولى عش الدبابير من خلال حملات صحفية جريئة على أوكار التطرف، ناقشتهم ودحضت أباطيلهم من خلال القوافل الدينية والصالونات الثقافية التى تطوف أنحاء الجمهورية، تضم خيرة علماء الأزهر ودعاة الأوقاف والفقهاء بالتعاون مع الأوقاف ووزارة الشباب والرياضة وكانت لها جماهيرها الواسعة فمنيت بصدى كبير فى الرد على الأباطيل وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
لم تكتف عقيدتى بذلك، بل أسهمت إسهاماً كبيراً وحتى الآن وستظل بإذن الله فى نشر الوعى الدينى والثقافى من خلال المسابقات الدينية والثقافية الكبرى مما كان له أكبر الأثر فى جذب الشباب إليها وتطهير عقولهم من الأفكار الملوثة، وقد كانت رؤية الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة صائبة حين أمر بأن تكون صحيفة عقيدتى الدينية فى كل مراكز الشباب لتبصير الشباب بأمور دينهم ودنياهم.
كانت عقيدتى ومازالت وستستمر بعون الله بالمرصاد لفكر الجماعة الإرهابية ولم تتخل عن مبادئها وسياستها التى من أجلها صدرت فأظهرت فكرهم المغشوش وكانت للجماعة بالمرصاد حتى فى فترة حكم الإخوان كانت كالطود الأشم لم تستجب لدعوتهم ولم تحد عن طريقها الوسطى السمح.
وبصدور هذا العدد تبدأ عقيدتى عامها الجديد الحادى والثلاثون وهى فتية قوية لا تخشى فى الحق لومة لائم هدفها التبصير والتنوير، تواصل مسيرتها فى مواجهة أهل الباطل ونيران التطرف الذى يلفظ أنفاسه الأخيرة متسلحة بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتى هى أحسن آخذين على أنفسنا عهداً جديداً بالتصدى لكل محاولات الهدم التى يتخذها أعداء الدين والوطن تحت مسميات براقة معاهدين الله سبحانه وتعالى وجماهير القراء التى تنتظر الصحيفة صباح كل ثلاثاء وهى تمثل لنا كلمة السر فى مسيرة النجاح الذى حققناه على مدى ثلاثين عاماً ماضون فى طريقنا الذى رسمناه لأنفسنا متسلحين بكتاب الله تعالى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم متحدين به الصعاب، نواجه الفساد، نحارب الإرهاب، نكافح التطرف.. شعارنا الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
>>>
وختاماً:
قال تعالى
«ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ»
صدق الله العظيم.. النحل «٥٢١»