الدولة تتجه لتوطين الصناعات الدوائية ودعم الصادرات
«بونابيلا» تجتاح السوق المصرية وتنافس المستحضرات التجميلية العالمية
مني الصاوي
طفرة صناعية هائلة شهدتها مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي على جميع الأصعدة، واستطاعت القيادة السياسية الحكيمة أن تضع موطئ قدم نحو صناعاتٍ عدة يتعطش لها السوق المصري بمواصفات عالمية.
واخترق شباب المستثمرين المجالات كافة، واستطاعوا تحقيق نجاحات عالمية بخامات مصرية، لعل أكثرها تأثيرًا على الاقتصاد المصري مجال «مستحضرات التجميل».
وعلى الرغم من الأزمات الاقتصادية والسياسية التي ألقت بظلالها على الأسواق التجارية العالمية، فإن هذا المجال حقق أرباحا كبيرة خلال الـ 20 عاما الماضية.
ويتجاوز معدل نمو صناعة «مستحضرات التجميل» السنوي نحو 4%، وبلغت مبيعات المنتجات التجميلية حول العالم في عام 2021، نحو 500 مليار دولار، فيما يرى خبراء الاقتصاد وصول الاستثمارات في هذا المجال نحو 511.4 مليار دولار خلال العام 2022، وأن تصل إلى 860 مليار دولار عام 2025.
وأشاد الدكتور حمادة لطيف ندا، رئيس مجلس إدارة شركة «إنتجرو فارما»، بالجهود التي تبذلها الدولة المصرية نحو توطين صناعة المستحضرات التجميلية.
وأكد خلال لقائه بـ «عقيدتي»، أن الرئيس السيسي يراهن دائمًا على الطاقات الشبابية، ويحاول توظيف الإمكانات الهائلة للنهوض بالدولة، كما يدعم شباب المستثمرين ويذلل أمامهم العقبات في سبيل إنعاش السوق المصرية بمنتجات تحمل عنوان «صنع في مصر»، وفي الوقت ذاته يستطيع منافسة أجود الماركات العالمية، واصفًا صناعة مستحضرات التجميل بـ«الدجاجة التي تبيض ذهبا».
وفيما يلي نص الحوار
⚫في البداية.. عرفنا بنفسك.
اسمي حمادة لطيف ندا، رئيس مجلس إدارة شركة «إنتجرو فارما»، تخرجت من كلية الصيدلة جامعة القاهرة عام 2008، وحصلت على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال بجامعة فيكتوريا بسويسرا.
⚫حدثنا عن بداياتك في مجال الدواء.
بدأت العمل بسوق الدواء في مصر وعدد من الدول العربية، منذ نحو 14 عامًا، كما عملت بمجال تسويق الأدوية والمستحضرات الطبية العلاجية في أكبر شركات الأدوية العالمية.
⚫إذن.. كيف اخترقت سوق مستحضرات التجميل؟
صناعة مستحضرات التجميل تعد نموذجا اقتصاديا يحتذى به على مستوى العالم، ففي الوقت الذي شهد انغلاقًا اقتصاديًا بسبب جائحة كورونا، استطاع سوق مستحضرات التجميل أن يحقق أرباحًا قدرت بنحو 135 مليار دولار تقريبا خلال عام 2020.
وخلال السنوات الأربع الماضية، بلغ حجم المبيعات العالمية في مستحضرات التجميل نحو 170 مليار دولار، كان نصيب إفريقيا منها نحو 10 مليارات دولار.
وبسبب انتشار السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الشباب من الفئتين يتطلعون إلى كل ما هو جديد في عالم التجميل، الأمر الذي رفع وعيهم تجاه أهمية تلك المستحضرات لديمومة الشباب والإشراق.
ووفقًا للإحصاءات، فإن حجم سوق مستحضرات التجميل في مصر يبلغ سنويا 40 مليار جنيه، بالإضافة إلى منتجات العناية بالبشرة واليدين والقدمين بنحو 746 مليون جنيه.
وأرى أن السوق المصرية متعطشة لهذا المجال، إذ اجتاحت المستحضرات التجميلية الأوروبية الصيدليات ومراكز التجميل، وحققت أرباحًا طائلة.
⚫كيف ترى السوق المصرية لصناعة مستحضرات التجميل في عهد الرئيس السيسي؟
تشهد مصر ثورة صناعية هائلة في المجالات كافة، وتولي الإدارة المصرية أهمية بالغة بصناعة الدواء المنبثق عنه صناعة مستحضرات التجميل.
وأرى أن هناك توجهًا سياسيًا لتوطين صناعة الدواء ومستحضرات التجميل أيضًا، فأصبحت المنتجات المحلية تجتاح الأسواق المصرية والعربية.
وقد أدى ارتفاع سعر الصرف إلى تراجع الإقبال على المستحضرات التجميلية المستوردة واللجوء للبديل المصري الذي يحمل نفس المواصفات والجودة بأسعار مناسبة للجميع.
ولعلمي بإدارة الأعمال يجعلني متحمسا دائمًا لقراءة الأسواق، والمؤشرات الاقتصادية، ومتطلبات الأسواق خاصة في أشد الأوقات صعوبة على المستوى العالمي. فقبل دخولي هذا المجال، أجريت أبحاثًا لقراءة السوق المصري والعربي على وجه الخصوص، وبحسب البيانات فإن متوسط قيمة مشتريات الفرد الواحد من مستحضرات التجميل يقدر بنحو 334 دولارًا، وتتصدر المرأة في دول الخليج نساء العالم في الإنفاق على مستحضرات التجميل، حيث تنفق نحو 7 مليارات دولارات سنويا على شراء مستحضرات التجميل، وهي الأعلى في العالم، كما تشهد نموا مرتفعا كل عام.
⚫إذن.. ما هي أبرز المنتجات التي تحمل اسم «إنتجرو فارما»؟
أطلقت «إنتجرو فارما» العلامة التجارية «بونتبل بونابيلا»، التي تحمل تحت مظلتها عددا من المنتجات التجميلية الخاصة بالعناية بالشعر، ومنها ” شامبو بونابيلا لعلاج تساقط الشعر، وبونابيلا حمام كريم لإصلاح الشعر الجاف والتالف، وكريمات تصفيف تعمل على إعادة نمو الشعر، وسيروم سائل لتحفيز بصيلات الشعر، بالإضافة إلى منتجات أخرى تعمل الشركة الأم عليها، على أن يتم الإعلان عنها لاحقًا.
وتستهدف الشركة إطلاق العلامة التجارية «بونتبل مان سي»، التي تتضمن عددا من المنتجات التجميلية للعناية بالرجل.
كما تستهدف الشركة إطلاق العلامة التجارية «بونتبل انتجرو»، للعناية بالبشرة للجنسين.
وتنوي الشركة الاستثمار في قطاعات عدة مثل «المكملات الغذائية» نظرًا للإقبال الشديد عليها من قبل المستهلك المصري.
⚫ما هي أبرز التحديات التي تواجه شباب المستثمرين؟
تحاول القيادة السياسية الحكيمة تذليل كافة العقبات أمام شباب المستثمرين لدعم الاقتصاد المصري، وإنعاش الأسواق بصناعات جديدة.
لكن بالتأكيد هناك بعض العقبات التي تواجه المستثمرين، لعل أبرزها جلب المواد الخام.
وتابع، لا أحد بإمكانه إنكار توجيهات رئيس الجمهورية بسرعة إصدار “الرخصة الذهبية” للمشروعات خاصة في قطاع الصناعة.
والحكومة تعي تمامًا التحديات التي تواجه الاقتصاد في الفترة الراهنة، ولن تسمح الدولة بأي تعقيدات في الإجراءات خاصة فيما يتعلق بملفات الإنتاج والتشغيل والصناعة التي تعتبر قضية “أمن قومي” ولن يتم السماح بعرقلتها.
⚫ما رأيك في المبادرات الوطنية لخدمة قطاعات الصناعة؟
تتبنى الدولة عددا من المبادرات لتطوير الصناعة المحلية بهدف توطين الصناعة الحديثة وتقليل الفجوة الاستيرادية.
وأبرز تلك المبادرات «ابدأ»، التي أرى أنها فرصة ذهبية لتصدير مستحضرات التجميل لدول إفريقيا من حيث الجودة والسعر التنافسي في هذه الأسواق.
هذه المبادرات خلقت أجواء تنافسية بين الشركات، لإنتاج أفضل منتج محلي ينافس المنتج المستورد، كما تهدف أيضًا إلى الاهتمام بالصناعات التكاملية وتخصيص خطوط إنتاج للعبوات البلاستيكية المستخدمة لتقليل الاستيراد من الخارج.
وهناك عدد من المبادرات التي تتبناها الكوادر التي تدير الكيانات الطبية، إذ تبنت مجموعة صيدليات مصر مبادرة «اشتري المصري»، بينما تبنت مجموعة صيدليات العزبي مبادرة «الجمال أصله مصري»، لدعم المنتجات المحلية، وأتاحت الفرصة لها للمنافسة.
وتبنى اتحاد الغرف التجارية المؤتمر الأول لصناعة الدواء ومستحضرات التجميل، ذلك لدعم توطين صناعة الدواء ومستحضرات التجميل بمصر، من خلال إطلاق منتجات وطنية وتصديرها لـ 10 دول بالخارج.
⚫إذن.. ما الهدف الذي تسعى إليه «انتجرو فارما» خلال الفترة المقبلة؟
نحن نركز بشكل رئيسي على المنتجات الفريدة في قطاعات السوق المختلفة، كما نحدد باستمرار الاحتياجات غير الملباة، ونقدم منتجات فريدة لتلبية تلك الاحتياجات بأسعار تنافسية.
وتسعى «إنتجرو فارما» خلال الفترة المقبلة إلى رفع قيمة المنتج التجميلي المصري في السوق المحلي والأسواق العالمية.
وعلى المدى القريب نسعى إلى أن تكون الشركة مركزًا إقليميًا للتصنيع، وتعبئة مستحضرات التجميل في الشرق الأوسط، وتقليل الفجوة بين المنتج المحلي والمستورد.
كما نسعى إلى تحسين صورة المنتج المحلي داخل مصر وخارجها، واستقطاب مستثمرين أجانب لدعم صناعة مستحضرات التجميل في مصر، لجلب العملة الصعبة للبلاد.
كما نتطلع إلى إدخال التكنولوجيا الحديثة وخطوات التصنيع الجيد، في تصنيع مستحضرات التجميل داخل مصر، والاعتماد بشكل كامل على القوى المصرية بداية من الأيدي العاملة مرورًا بالمواد الخام، وصولًا إلى وصول المنتج إلى مرحلته النهائية ومن ثم التصدير.
⚫النجاح منظومة مشتركة.. برأيك من هم شركاء نجاح شركة «انتجرو فارما»؟
الناجحون دائمًا يقدمون سبل الدعم لكل من حولهم، وفي مجال الدواء ومستحضرات التجميل خصوصًا، فالجميع يقف على خط التماس للنهوض ببيع المنتجات وتشجيع الصناعة المحلية.
وينقسم شركاء النجاح إلى شقين، الأول يتركز على البيع والتسويق، والثاني يخص التوزيع وانتشار المنتجات.
وأبرز شركاء نجاح «إنتجرو فارما» هم مجموعة من أكبر سلاسل الصيدليات الكبرى، مثل صيدليات العزبي، وصيدليات مصر، وصيدليات آل عبد اللطيف الطرشوبي، وصيدليات أسامة الطيبي.
وفيما يخص شق التوزيع، فتأتي شركات فاست لتوزيع مستحضرات التجميل، والحافظ للتجارة والتوزيع، والأوائل لمستحضرات التجميل ومستلزمات الصيدليات، على رأس قائمة شركاء النجاح.
⚫أطلق الرئيس السيسي إشارة بتشغيل مدينة الدواء.. ما رأيك في هذه الخطوة؟ وكيف تخدم قطاع المستحضرات الطبية؟
هناك مساعٍ حثيثة تقودها الدولة المصرية كي تصبح مركزا إقليميا لصناعة الدواء في الشرق الأوسط.
كما تهدف مصر إلى ضبط سوق الدواء والعمل على مواجهة نقص الأدوية، تمهيدًا لمرحلة التصدير.
وتود الحكومة زيادة التعاون بين الدولة والقطاع الخاص، الأمر الذي يعود إيجابًا على المستثمرين في قطاع مستحضرات التجميل، ويشجع أكثر على دعم الصناعة المحلية.
⚫وما رأيك في المبادرات التي تتبناها هيئة الدواء المصرية لدعم صناعة مستحضرات التجميل؟
خلال الآونة الأخيرة، واجه المستثمرون أزمات وعراقيل تتعلق بالمنظومة الجمركية، وعكفت هيئة الدواء المصرية على حل الأزمة المتجذرة وإيجاد حلول مستدامة في محاولة لدرء الشبهات، الأمر الذي يضمن سلاسة عملية الإمداد والتوريد.
كما طبقت هيئة الدواء نظام التسجيل المسبق للشحنات «ACI »، وهو النظام الذي يسمح بتبادل بيانات ومستندات الشحنات إلكترونيًا بين المستوردين والجمارك المصرية، في محاولة لسد الفجوة بين الشركات وهيئة الجمارك.
كما أطلقت المنصة الإلكترونية “EgyCosm “، بشأن إدراج وتداول مستحضرات التجميل.
وتهدف هذه المبادرة إلى تشجيع الصناعات المحلية، وضبط الأسواق في استيراد مستحضرات التجميل، من خلال تبسيط كامل الإجراءات اللازمة للموافقة على تداول مستحضرات التجميل، والاعتماد على المتابعة في الأسواق، ذلك لضمان جودة وسلامة وأمان مستحضرات التجميل، وجذب كافة العاملين في هذا المجال إلى اتباع نظام إدراج منتجاتهم، ومنع السوق السوداء وتقليل المخالفات.