إسراء طلعت
يعد مركز الشيخ زايد من أهم المراكز الموجودة فى مصر التى تستقبل عدد كبير من الطلاب الوافدين لتعلم اللغة العربية، كبعد ثقافى وتوسعى للحفاظ على اللغة العربية وانتشارها.
«عقيدتى « ترصد فى السطور التالية جهود المركز ورؤيته وأهدافه فى تعليم اللغة العربية والحفاظ عليها.
أوضح المهندس، محمد عبد الغفار المدير الادارى للمركز، أن مركز الشيخ زايد مركز عالمى لتعليم الفصحى لغير الناطقين بها، طبقا لمعايير الجودة العالمية لتعليم اللغات الثانية، ويوفر أفضل العناصر من الهيئة التدريسية والخبراء المؤهلين لتنفيذ وتطبيق أحدث المناهج والمواد التعليمية، باستخدام مداخل التدريس وطرائقه وفنياته، وتفعيل الوسائط والتقنيات التعليمية الحديثة، وذلك استهدافا لتمكين الدارسين من اللغة العربية استماعا وتحدثا وقراءة وكتابة بالمستوى الذى يؤهلهم للدراسة بالأزهر الشريف، ولاستعمال اللغة العربية مع أبنائها فى شتى مجالات النشاط الإنساني، ويسهم المركز المساهمة فى إعداد اختبار كفاءة لغوية وبرامج تعليمية إلكترونية.
وأضاف عبد الغفار، أن المركز يستقبل سنويا من 2000 لـ 3000 طالب من 75 جنسية حول العالم، أبرزهم من تايلاند وماليزيا وإندونيسيا ونيجيريا، مشيرًا إلى أن الطالب يمر خلال دراسته على 7 مستويات من مبتدأ أول ومبتدأ ثانى ومتوسط أول ومتوسط ثاني، ومتقدم أول ومتقدم ثاني، ومستوى متميز يدرس الطالب فيه المصطلحات الشرعية التى يدرسها فى جامعة الأزهر .
وأكد أن المركز لديه رؤية لإعداد طالب متمكن من مهارات اللغة العربية الفصحى ـ استماعا وتكلما وقراءة وكتابة، وتأهيل الطالب لمتابعة الدراسة بكليات جامعة الأزهر الشريف، وإعداد مواد تعليمية أساسية تتمثل بشكل رئيس فى كتاب أساسى يصدر باسم الأزهر الشريف، وإعداد مواد تعليمية مختلفة تتعدد بتعدد الجنسيات واللغات والأغراض، واستخدام تقنيات التعليم والتعلم الحديثة داخل المركز وبرامج إلكترونية، مع إعداد اختبارات علمية منضبطة للقبول ولتحريك المستويات وإنهائها، إضافة إلى إعداد اختبار دولى فى الكفاءة اللغوية ;اختبار معيارى موحد، وإعداد برامج تدريبية للمعلمين الراغبين فى تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، والمعدين لذلك.
وأشار إلى أن أهـداف المركز تكمن فى تقديم الخدمة للطلاب الوافدين لتعلم اللغة العربية تمهيدا لالتحاقهم بجامعة الأزهر، ويقدم للباحثين من غير العرب لتعلم اللغة العربية، كما يقدم خدمة أعضاء البعثات الدبلوماسية الراغبين فى تعلم اللغة العربية، على أن تقدم خدمة للطلاب الوافدين بالجامعات الأخرى، وتدريب المدرسين وتأهيلهم معرفيا ومهنيا، مع توسع الخدمة لتقديمها خارج مصر عن طريق افتتاح فروع بالخارج، وبلورة وتطوير اختبار معيارى عالمي، إضافة إلى إعداد منهج أزهرى لتعلم اللغة العربية وفقًا لأحدث النظم التربوية والتعليمية وذلك من تلك البرامج، وتطوير برنامج تعلم العربية عن طريق التعليم عن بعد.
وذكر أن من بين الدورات والورش التى يقدمها المركز تشمل أهمية مهارة التحدث، خاصة وأن التحدّث يمثل ركنا أساسيا فى عملية الاتصال، ويعد من أهم ألوان النشاط اللغوي، و شكل من أشكال الإيصال اللغوى بالنسبة للإنسان وعلى إثر ذلك يعتبر أهم جزء فى ممارسة اللغة واستخدامها.
وتتناول الورشة طرق التدريس الحديثة، المشكلات التى تعيق تطوير المحادثة لدى الطالب توظيف بعض استراتيجيات التحدث بطريقة فعالة، طبيعة ونوع الأخطاء التى يقع فيها المتعلم، معالجة الخجل اللغوى لدى المتعلمين، تقويم التحدث.
ولفت إلى أن المركز يضم كوكبة من العلماء الذين يقدمون تلك الدورات التدريبية، منهم الدكتور محمد المحرصاوى رئيس جامعة الأزهر السابق رئيس الرابطة العالمية لخريجى الأزهر وأحد المشرفين على المركز، والدكتور إبراهيم الهدهد، المستشار الثقافى والعلمى للمنظمة العالمية لخريجى الأزهر، والدكتور محمود الناقة والدكتورة إيمان هريدي.
تحديات وطموحات
من جانبه قال د. إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق والمستشار العلمى والثقافى للمنظمة العالمية لخريجى الأزهر: الأزهر المؤسسة الوحيدة التى تقوم على الحفاظ على اللغة العربية والعلوم الشرعية، ليس فى مصر وحدها بل فى شتى بقاع العالم، من خلال الآلاف من الطلاب الوافدين من جميع أنحاء العالم الذين وفدوا إلى مصر الأزهر للدراسة فى الأزهر وجامعته العريقة، كما أن مركز الشيخ زايد يعد من أحد أهم الروافد التعليمية للوافدين وغير الناطقين باللغة العربية.
وأكد أن اللغة العربية تواجه تحديات جسيمة تتطلب تضافر جميع أبناء الأمة العربية والإسلامية جميعاً من أجل مجابهة تلك التحديات، كما أكدوا أهمية الحفاظ على اللغة العربية لغة القرآن الكريم ووعائه فى ظل عالم يموج بتحديات كبيرة وعولمة متوحشة تلتهم الأخضر واليابس فى طريقها، مشيرا إلى أن هناك العديد من اللغات ماتت واندثرت، وقد تخطى عددها أكثر من 400 لغة اندثرت وماتت فى مختلف أنحاء العالم، بسبب عدم رعايتها والاهتمام بها. وأوضح أن جهود الأزهر فى الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية جهود حثيثة وعديدة تمثلت فى رؤية الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، الصادقة وسعيه الدؤوب فى سبيل الحفاظ على اللغة العربية من الاندثار كسائر اللغات، مشيرا إلى أن فكرة إنشاء مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها كانت تجسيدا حقيقيا لذلك الاهتمام المتزايد من شيخ الأزهر تناسق معه جهود مضنية لمؤسسة الشيخ زايد الخيرية فى دعم إنشاء هذا المركز العريق، الذى يقدم خدمة متميزة لأبناء العالمين العربى والإسلامى على مدار اليوم وتخرج فيه الآلاف من الوافدين، وأصبحوا سفراء للغة العربية كل فى بلده، ما يجسد جهود مخلصة للأزهر الشريف وإمامه الجليل.