نظم مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس، مؤتمر “اليوبيل الذهبي للعلاقات المصرية الإماراتية”، اليوم الأربعاء، بمشاركة صالح السعدي، نائب سفير دولة الإمارات لدى مصر، وبحضور الدكتور محمود المتيني، رئيس جامعة عين شمس، ونواب رئيس الجامعة.
عقد المؤتمر بحضور الدكتورة غادة فاروق، نائب رئيس جامعة عين شمس، ورئيس مجلس إدارة المركز، والدكتور حاتم العبد، مدير المركز، واللواء طارق المهدي وزير الإعلام الأسبق، والمستشار الدكتور عبدالحميد النجاشي نائب رئيس هيئة قضايا الدولة، وعدد كبير من الشخصيات العامة.
وخلال كلمته أكد نائب سفير دولة الإمارات، أن هذا المؤتمر المهم يأتي تعبيرًا عن العلاقات الأخوية المتميزة التي تربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية الشقيقة، في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية، والتي تتسم بأنها علاقات استراتيجية ونموذج متميز مـــــن الشراكة، والتي تقوم على التكامل وتعزيز المصالح المشتركة، والتنسيق المتواصل في المواقف والقضايا الإقليمية والدولية.
وقال إن التقارب بين دولة الإمارات ومصر يستند إلى الوعي والفهم المشترك لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية والتحديات التي تشهدها المنطقة والعالم، وأهمية التعامل معها بسياسات ومواقف حكيمة ومتكاملة ترسخ الأمن العربي والإقليمي، وتحافظ على استدامة التنمية.
وأشار إلى أن الدولتين يتمتعان بحضور ومكانة دولية، خاصةً مع ما تتميز به سياستهما من توجهات حكيمة ومعتدلة ومواقف واضحة في مواجهة التحديات الإقليمية المرتبطة بإرساء السلام، ودعم جهود استقرار المنطقة، ومكافحة التطرف والإرهاب، وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات، وذلك تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأوضح أن تاريخ العلاقات الإماراتية- المصرية يرجع إلى ما قبل عام 1971 والذي شهد قيام دولة الإمارات تحت قيادة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه، والذي قال: “مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة”، وقد ترك سموه وصية خاصة بمصر، قال فيها: “نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائما إلى جانب مصر”.
وأشار إلى أن مصر من جانبها كانت من أوائل الدول التي دعمت قيام اتحاد دولة الإمارات العربية عام 1971، والاعتراف به فور إعلانه ومساندته دوليا وإقليميا، باعتباره إضافة جديدة لقوة العرب.
وأضاف السعدي: منذ ذلك التاريخ استندت العلاقات الإماراتية المصرية على أسس الشراكة الاستراتيجية بينهما، لتحقيق مصالح الشعبين ومواجهة تحديات المنطقة. وبمراجعة كافة الأحداث التي شهدتها منطقتنا خلال العقود الخمسة الماضية سنجد أن مواقف الدولتين حيال تلك الأحداث متقاربة في غالبيتها إن لم تكن جميعها، لأن محددات سياسة الدولتين دائما ما تقوم على تقديم الخير لدول المنطقة، ودرء كافة الأخطار عنها.
وأكد أنه منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي قيادة الدولة المصرية عام 2014، شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين دفعة كبيرة، حيث تعاظمت آليات التنسيق والتشاور بين البلدين للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة في عدد من دول المنطقة والعالم، وتعظيم التحالف المصري الإماراتي كدعامة أساسية لحماية الأمن القومي العربي، ومواجهة التدخلات الخارجية في الشؤون السيادية لدول المنطقة.
ولفت إلى أن العلاقة بين الإمارات ومصر خلال السنوات الماضية تشهد تطورًا كبيرًا ونوعيًّا في عدة قطاعات رئيسية، لاسيما في المجالين الاقتصادي والتجاري، والذي أدى إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري إلى مستويات قياسية.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تعد أكبر مستثمر في مصر على مستوى العالم، حيث توجد أكثر من 1250 شركة إماراتية في مصر تعمل في كافة القطاعات الاقتصادية، كما أن الاستثمارات الإماراتية في مصر مرشحة للزيادة بسبب ارتفاع عائد الاستثمار، إضافة إلى النجاحات التي حققها الاقتصاد المصري رغم جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية، وذلك نتيجة لنجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي.
وأوضح أن الإمارات ومصر ترتبطان بعلاقات ثقافية وإعلامية قديمة، حتى قبل تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، وذلك من خلال إرسال البعثات التعليمية الإماراتية إلى مصر، كما تحظى مجالات الثقافة والإبداع والإعلام برعاية ودعم المسؤولين في البلدين، حيث تعبر هذه المجالات عن روح المودة والأخوة بين الشعبين الشقيقين، مشيرًا إلى أن دولة الإمارات تحرص على المشاركة بفاعلية في المعارض والمنتديات الثقافية والإعلامية والمهرجانات التراثية المصرية، وفي المقابل تشارك المؤسسات الثقافية والإعلامية المصرية في المعارض التي تنظمها الإمارات، وكان أبرزها مؤخرًا معرض “إكسبو دبي”، والذي اختتمت فعالياته نهاية شهر مارس الماضي، حيث شاركت مصر بجناح رائع أبهر زوار الإكسبو من كافة دول العالم.
ولفت إلى أن مؤسسات صحفية وإعلامية مصرية شاركت بداية شهر أكتوبر الجاري في منتدى الإعلام العربى، الذي ينظمه “نادى دبى للصحافة”، وقد فاز عدد من الإعلاميين والصحفيين المصريين بجوائز المنتدى، وشاركت مؤسسات ثقافية ودور نشر مصرية في الدورة الـ41 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب التي نظمت خلال نوفمبر الماضي، وفي المقابل تقوم المؤسسات الثقافية الإماراتية بالاستعداد للمشاركة بفاعلية- كعادتها كل عام- في الدورة الـ54 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الذي تنطلق فعالياته خلال شهر يناير 2023م.
وعن العلاقات الرياضية بين البلدين الشقيقين أكد أنها وصلت لمستوى التوأمة، حيث تتعاون الدولتان في استضافة الفعاليات المختلفة، فتستضيف الإمارات مباريات السوبر المصري لكرة القدم، وآخرها كانت خلال شهر أكتوبر الماضي، وبدورها تستضيف مصر العديد من بطولات السوبر الإماراتية، بالإضافة إلى الرياضات الأخرى، ومنها الرماية والفروسية وكرة السلة وكرة اليد، بالإضافة إلى الرياضات التراثية مثل سباقات الهجن.