كتب / جمال فتحي
استهل الشيخ العلامة بن بيّه” رئيس “مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي” ورئيس منتدى أبو ظبي لتعزيز السلم أعمال الملتقى الإفريقي الثالث لتعزيز السلم بحضور رموز وقادة سياسيين ودينيين أفارقة منهم: الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والسيد محمد بوخاري رئيس جمهورية نيجريا، محمد بازوم رئيس النيجر، رشاد حسين سفير الحريات الدينية بوزارة الخارجية الأمريكية ،السيد كاغامي رئيس رواندا ، سواريس صمبو نائب رئيس وزراء غينيا بيسا، وفي كلمته في المؤتمر الذي افتتحه السيد محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية في نواكشوط قال:
“فالسلم هو الخيار الوحيد لمستقبل العالم” لافتا إلى، حضور “منتدى أبوظبي للسلم” ومؤكدا أن ذلك الحضور اليوم له صيغة أخرى هي المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم وقال: إنّ خصوصية هذا المؤتمر تتسم بنوعية المشاركين فيه وتوقيت انعقاده. فموضوعه السلم والبحث عن أسباب العافية والسعي في إيقاف القتل والقتال في القارة.
وأشار الشيخ عبدالله بن بيه إلى بعض النقاط التي ينتظرها التباحث خلال المؤتمر الذي يستمر لثلاثة أيام قادمة من عمر يناير الجاري أولها:
1- الدخول في السلم -واجب الوقت، والطريق إلى السلم الذي يتم العمل عليه على مستويين رئيسين:
مستوى التوعية والتنبيه بأولوية السلم وضرورة حقن الدماء، ومستوى المبادرات الرامية إلى حل المعضلات ومعالجة الاشكالات المسببة لعدم استقرار الأوطان سواء الفكرية منها أو السياسية.
موضحا أن المستوى الأول تقوم فيه المؤتمرات السنوية والندوات المتكررة والتغطية الإعلامية بدور التحسيس والتذكير بهذا الموضوع والتنبيه إليه، وعلى المستوى الثاني، يتم العمل على حوارات ثلاثية الأبعاد:
1- حوارات ترتبط بالدين والمفاهيم الدينية (الفهم الخاطئ للجهاد، والولاء والبراء، وظاهرة التكفير).
2- حوارات ترتبط بالمشاركة السياسية (المفاوضات والمصالحات).
3- حوارات ترتبط بالتنمية (كيف تقام مشروعات تنموية).
وتوقف العلامة عند أهمية تصحيح المفاهيم وترسيخها وإزالة وتوضيح أي التباس أو شُبه يثيرها دعاة العنف والتطرف. ومن أهم أسباب الالتباس التي ذكرها : فك الارتباط بين خطاب التكليف وخطاب الوضع، حيث إن الأحكام الشرعية التكليفية – الوجوب والندب والحرمة والكراهة والجواز – محاطة بخطاب الوضع: الأسباب والشروط والموانع. ومن مجموع خطابي التكليف والوضع يتشكل المفهوم الصحيح: فإذا فككنا الارتباط بين الأوامر والنواهي، وبين الشروط توفراً والأسباب وجوداً والموانع انتفاءً كانت الأحكام لاغية ومُخالفة للشرع، وبعبارة أوضح فك العلاقة بين تطبيق الأحكام وبين مقتضيات المكان والزمان ومآلات المصالح والمفاسد.
كما أكد الشيخ عبدالله بن بيه على ضرورة رسم خارطة طريق لجغرافيا الأزمات، التي تستدعي الوساطات والحوار لتعزيز المصالحات على بساط التنمية. مؤكداً ضرورة إسهام الفاعلين من أهل الحل والعقد في تعزيز السلم والأمن؛ من خلال مبادرات بناء الجسور وفتح باب الحوار بين أطراف النزاعات المشتعلة. مشدداً على ضرورة رفد الجهد الفكري بجهود تنموية تقوم بها الحكومات. داعياً الدول الكبرى الصديقة لأفريقيا والمنظمات الدولية المعنية بها إلى دعم جهود السلم والتنمية في القارة.
وقال الشيخ ابن بيه: إنّ البشرية جمعاء مدعوة اليوم إلى الدخول في السلم كافة، لا باعتباره ممكنًا، بل باعتباره أمراً لا بد منه ومسار إجباري ، فالسّلام هو النهج وهو الغاية. وعلى العلماء الدعوة إلى ايقاف الحروب وتغليب منطق المصالحة. ملاحظاً في هذا السياق؛ اتفاق السلام بين الحكومة الإثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، الذي يجدد الأمل بأن فرص السلام موجودة دائماً؛ إذا توفرت النوايا الحسنة والجهود المخلصة، راجين أن يكون هذا نموذجاً يحتذى في المصالحات التي ننشد في القارة الافريقية.