الرياض – د. أسامة زايد
انطلقت أمس بالرياض النسخة الثانية من المنتدى السعودي للإعلام بحضور أكثر من 1500 إعلامي من دول عربية وعالمية، ومسؤولين سعوديين ودوليين، لمناقشة العديد من القضايا المتعلقة بالإعلام والاتصال
وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود وزير الطاقة السعودى أن الإعلام يقوم بدور كبير في حركة النهضة الكبرى التي تشهدها السعودية مشيرا إلى ضرورة أن يتعامل كل مسئول بالشفافية فى التعامل مع الاعلام لأنه هو الذى يعزز الثقة مع المواطنين.
وأكد وزير الطاقة أننا لا يجب أن نتعامل بحساسية مع ما يواجه الاعلام من انتقادات ويجب أن يتعامل معها بنظرة إيجابية لأنها كفيلة بتقويم الأداء وتقيم النشاط وكشف اى سلبيات
وطالب الأمير عبد العزيز المسؤولين بالتحلى بالمصداقية فى التعامل مع الاعلام وان نوفر له المعلومة الصحيحة في الوصول إلى الحقيقة
ومن جانبه أكد محمد بن فهد الحارثي رئيس المنتدى ورئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون السعودية أن المملكة تشهد حراكا تنمويا شاملاً يضم جميع مناحي الحياة فى إطار رؤية 2030 التى تسعى إلى تطوير الإنسان وبناء القدرة مشيرا إلى أن السعودية تراهن على صناعة المستقبل وتشكيل خريطته ورسم ملامحه حيث يعد الاعلام جزءًا أصيلا من عملية التطوير لذلك أطلقنا على هذا المنتدى شعار الاعلام فى عالم يتشكل .
واوضح الحارثي أن المرحلة الحالية هى مرحلة مخاض تعيد النظر في صناعة الإعلام
وقد فرض هذا التطور بحث مسألة الاندماج الشكل والمحتوى
واضاف أن هناك اعلام جديد له لغته ومشاهده واقتصاده ونسعى لوجود خبراء يساهمون فى ريادة الاعلام حيث يبقى السؤال الذي يراودنا إلى أين نذهب بعد 5سنوات
وتابع أن الإعلام أحد وسائل القوى الناعمة فى عملية التغيير وهو لكى يبدع يحتاج إلى فراغ واسع ولكن الحرية تقابلها المسؤلية ويبقى الفيصل الأساسي هو المحتوى الإعلامي.
وشهد المنتدى فى يوميه الاول عدة جلسات من بينها جلسة عن التكامل والاندماج بين وسائل الإعلام وأخرى عن إسهامات قطاع الطاقة فى الاقتصاد السعودي وفق رؤية 2030.
ويسلط المنتدى الضوء على دور المرأة في المجال الإعلامي، وسبل الاستفادة القصوى من الخبرات الإعلامية النسائية عبر جلسة عن “مكين القيادات النسائية في الإعلام” يتحدث فيها خبيرات في مجالات الإعلام من دول عدة عن تجاربهن في وسائل الإعلام العربية والجهات الحكومية، والدور الذي تؤديه الجهات المعنية في الدول لتمكين المرأة، وتعزيز مكانتها إعلامياً وتكليفها بأدوار قيادية في مجالات التخطيط الإعلامي والتنفيذ، بما يعكس المكانة والأهمية التي تمثلها المرأة في المجتمع.
ويناقش المنتدى التحديات الجديدة التي تواجهها صناعة المحتوى الإعلامي في خضم الثورة التقنية الهائلة للذكاء الاصطناعي، ويوسع آفاق النقاش حول التحولات المتسارعة التي تشهدها هذه الصناعة بمفهومها الشامل، من خلال جلسة النقاش التي ينظمها بعنوان “شات جي بي تي.. ملامح وتحديات الثورة القادمة” بمشاركة نخبة من خبراء ورواد الإعلام والتقنية.
ويستعرض المشاركون تداعيات هذا التحول الهائل على مستقبل الإعلام بأشكاله التقليدية والحديثة، والتطرق إلى نموذج الذكاء الاصطناعي الأشهر في كتابة المحتوى ومعالجة اللغة على الإنترنت (ChatGPT)، والأثر الذي سيشكله على مستقبل الإعلاميين والمؤلفين وكتّاب المحتوى، بوصفه مثالًا حيًا على المُهددات المستقبلية لاستدامة الرسالة الإعلامية والكتابة الإبداعية بشكلها الطبيعي.
وأطلق المنتدى بالتزامن مع فعاليات دورته الثانية أول مبادرة من نوعها لتأهيل المذيعين السعوديين، بمشاركة هيئة الإذاعة والتلفزيون ومجموعة MBC وشبكة قنوات روتانا وقناة العربية، إذ تشمل المبادرة تجربة ميدانية لتقييم المواهب الشابة عبر لجنة تحكيم متخصصة مكونة من كفاءات إعلامية ذات خبرات متنوعة.
وجاءت فكرة إقامة المنتدى السعودي للإعلام نتيجة لتطورات المشهد الإعلامي على المستويين المحلي والعالمي، بالاضافة الي ما تشهده المملكة من تحولات اقتصادية وثقافية واجتماعية مدفوعة برؤية 2030، وهو ما حدا بهيئة الصحافيين السعوديين للمبادرة بطرح فكرة إقامة منتدى سنوي للإعلام.
ويؤكد المنتدى أهمية الإعلام والاتصال في المجتمعات الإنسانية، ويشجع الحوار الثقافي والحضاري المبني على الإيجابية والانفتاح، لذا يعمل على توضيح دور الإعلام والاتصال في الرسالة، التي تقوم عليها المجتمعات المعاصرة نحو تعزيز قيم التنوع والتسامح والسلام والتعايش واحترام الآخر.
ويسعى المنتدى إلى أن يكون مناسبة دورية تجمع قيادات الإعلام والفكر والثقافة والخبراء والمهنيين في منصة واحدة، لتبادل الأفكار والرؤى وإجراء حوارات مثمرة والتعرف على مستجدات القطاع.
ويؤسس المنتدى منذ انطلاق نسخته الأولى ليكون منصة مهمة لقيادات وخبراء وباحثي صناعة الإعلام للنقاش والحوار، كما يتيح المنتدى بيئة مهنية متقدمة لتعدد الآراء ومناقشتها، من أجل إثراء المعرفة المتخصصة في مجالات الإعلام والاتصال، إذ تتضح يوماً بعد يوم أهمية صناعة الإعلام لإيجاد قوة فاعلة في المجتمعات الإنسانية.
وتزامنا مع المنتدى؛ فتحت جائزة المنتدى السعودي للإعلام أبوابها للمتنافسين، من الإعلاميين في الصحافة والتلفزيون والإعلام الرقمي، ويتنافس 720 عملا إعلاميا على جائزة “المنتدى ” التي تنوعت فئاتها ومجالاتها، إذ ستعلن نتائجها بالتزامن مع اعمال المنتدي.
وتهدف الجائزة إلى تطوير المحتوى الإعلامي والمنظومة الإعلامية في المملكة، وتحفيز التنافس والإبداع المهني، وتكريم المبدعين.
وتتوزع فروع الجائزة على الصحافة المطبوعة، والصحافة الالكترونية، والإنتاج المرئي، والإنتاج المسموع، ومحتوى تويتر، وريادة الأعمال في المجال الإعلامي، والإنتاج العلمي (الكتب والبحوث العلمية المحكّمة، بحوث الماجستير والدكتوراه في مجالات الإعلام)، إضافة إلى شخصية العام الإعلامية.