ساعات قليلة ويبدأ شهر رمضان المبارك، وحسنا فعلت القيادة السياسية بإطلاق مبادرة “كتف في كتف” كمنارة للخير وتعزيزًا لبرامج الحماية الاجتماعية، لتخفيف العبء عن الفئات الأولى بالرعاية، والحد من الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية.
تعد هذه المبادرة ترجمة فعلية وعملية لقول الله تعالى «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ» لأنها تعتمد المبادرة على التكاتف بين مؤسسات المجتمع المدني الأعضاء، وظهر ذلك من خلال التدخل السريع لتقديم المعونة والمساعدة للفئات الأكثر احتياجًا والذي يعد استثمارًا ناجحًا لجهود المجتمع المدني، وإعادة توظيف لدوره، وترسيخ لفعالية المجتمع المدني كشريك أساسي في العملية التنموية.
تعد مبادرة «كتف في كتف» الأكبر من نوعها نظرا لما يميزها من انتشار على مستوى المحافظات وصولًا إلى المحافظات الحدودية، واختلاف مكوناتها، وتم الاعتماد على قواعد البيانات الموحدة لدى التحالف والتي تضمن وصول الدعم لمستحقيه بالفعل، ومنع ازدواجية المنفعة بما يضمن النجاح الكامل للمبادرة.
تهدف المبادرة إلى توفير أكثر من 4 ملايين صندوق من المواد الغذائية في جميع المحافظات قبل رمضان، وسيتم إنشاء مطابخ على مستوى المحافظات لتوفير الوجبات الساخنة للمواطنين، الاعتماد على 50 ألف متطوع من متطوعي التحالف الوطني حيث تم التركيز في البداية على استهداف المحافظات التي بها تجمعات أكثر وأعداد متطوعين أكثر، لكن المبادرة بشكل عام تستهدف كل الأسر الأكثر احتياجًا ،ويبلغ عدد المستفيدين من المبادرة 25 مليون مواطن مصري.
لم تكتف المبادرة بتقديم المساعدات العينية والمواد الغذائية فقط، بل نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة عددًا من الفعاليات الثقافية والفنية بالمحافظات، من خلال ورش حكى للأطفال عن أهمية المشاركة المجتمعية، واقامة العروض الفنية التي تناولت أهمية العمل التطوعي والتفاعل مع المجتمع.
وواجب المؤسسات الدينية أن تقوم بدور أكبر في تفعيل هذه المبادرة من خلال المساهمات المادية والعينية فضلا عن تحفيز الهمة والوعي الديني الذي يحث على التكافل كتطبيق عملي لما فعله الرسول حين آخى بين المهاجرين والأنصار، وكذلك ما رواه الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري قال: بينما نحن في سفر مع النبي إذ جاء رجل على راحلة له فجعل يصرف بصره يميناً وشمالاً، فقال رسول الله: من كان معه فضل ظهر فليَعُدْ به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له، فذكر من أصناف المال ما ذكر، حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل».
كلمات باقية:
يقول الله تعالى: «قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ