رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعشها الشعب المصري، إلا أن الأحداث تؤكد أنه شعب”كريم مضياف”بدليل أفواج اللاجئين التي تأتي إلى أرض مصر الطاهرة من كل المناطق التي تحترق بالحروب سواء بين أبنائها فيما بينهم،أو بينهم وبين غيرهم من المعتدين عليهم
تؤكد الاحصائيات الصادرة عن مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين في مصر أن هناك طالبات للجوء إليها من أكثر من 60 دولة وفيها أبناء 50 جنسية، وأنه يوجد الملايين الموجودين حاليا بأعداد كبيرة غالبيتهم من سوريا تليها السودان ثم جنوب السودان ثم إريتريا ثم إثيوبيا ثم اليمن ثم الصومال ثم العراق ثم ليبيا وغيرها، ومعظم هؤلاء أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب النزاع والاضطهاد.
تسبب المأساة الحالية في السودان والتي تؤكد كل المؤشرات أن نظام البشير الإخواني البائد سببا رئيسيا في إشعالها- بالتعاون مع أطراف أخرى- حتى لا يهنأ بحكم السودان غير الإخوان – كما كان الحال في مصر- ويدخل مصر يوميا عشرات آلاف من الأشقاء السودانيين الذين دفعوا ثمن حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
تؤكد الأحداث أم مصر كانت وستظل”أم الدنيا” بحق مهما كانت تعاني من مشكلات اقتصادية فهي الملاذ الآمن لكل المظلومين والمضطهدين وسيظل التاريخ مسجلا مقولة نبي الله يوسف الصديق لأهله وسجلها القرآن لتقرأ الى يوم القيامة رغم أنف الحاقدين”فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ”
ستظل شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لجيش مصر العظيم:«إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض» فقال له أبو بكر:ولم ذلك يا رسول الله؟ قال:«لأنهم في رباط إلى يوم القيامة”.
الأيام القادمة ستكون صعبة بلا شك في ظل الآثار المدمرة للحروب في بلادنا العربية والإسلامية والتي تستمر لسنوات وعقود، وكأنه مكتوب على هذه الشعوب الشقاء والدمار في الوقت الذي تنهض فيه شعوب العالم وتنعم بالرخاء والسعادة.
أخشى في ظل شيطان الغباء الذي يسيطر على قلة من القائمين على شئون بعض دولنا العربية أن يأتي اليوم التي نصدق فيه ما قاله نزار قباني في قصيدته”متى يعلنون وفاة العرب”
أنا منذ خمسين عاما
أراقب حال العرب.
وهم يرعدون، ولايمطرون
وهم يدخلون الحروب، ولايخرجون
وحين انتهى الرسم، ساءلت نفسي:
إذا أعلنوا ذات يومٍ وفاة العرب
ففي أي مقبرةٍ يدفنون؟
ومن سوف يبكي عليهم؟
أيا وطني:جعلوك مسلسل رعبٍ
نتابع أحداثه في المساء.
فكيف نراك إذا قطعوا الكهرباء؟؟
كلمات باقية:
يقول الله تعالى:” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا…”