شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عيّاد في فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العلميّ الثالث لكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، والذي يعقد تحت عنوان: «الرعاية الشرعية والقانونية لذوي الهمم في ضوء رؤية مصر ٢٠٣٠»، وذلك بحضور فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، وفضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، ونواب رئيس الجامعة وعدد من عمداء وأساتذة جامعة الأزهر.
وقال الأمين العام خلال كلمته التي ألقاها : حسنًا فعلت كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عندما اختارت «الرعاية الشرعية والقانونية لذوي الهمم في ضوء رؤية مصر ٢٠٣٠» ليكون عنوانًا لمؤتمرها الثالث؛ فهو أبلغ دليل على دور مؤسسة الأزهر الشريف بجميع قطاعاتها الدعوية والعلمية والبحثية بقيادة إمامها الأكبر تجاه قضايا الواقع ومشكلات المجتمع، فهي مؤسسة لا تنفصل عن الواقع وقضاياه، بل تشتبك معه وتتداخل فيه قيامًا بواجب الدعوة وأمانة الكلمة ودور الرسالة العظيمة التي يقوم بها الأزهر الشريف، ومن هنا فإن هذا المؤتمر شاهد حق، ودليل صدق على دور هذه المؤسسة اجتماعيًّا وثقافيًّا ودينيًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا إلى غير ذلك من أدوار تأتي متجاوبة مع رؤية الدولة المصرية وتطلعات قيادتها.
وأوضح عياد أن الإسلام اهتم بذوي الاحتياجات الخاصة اهتمامًا كبيرًا؛ حيث ورد في القرآن الكريم ذكر لعدد كثير من صور الإعاقة الشائعة في الناس، كما تناول -صلى الله عليه وسلم- شأن هذه الفئة في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة، كما اهتمت أحكام الشريعة الإسلامية بالضعفاء، وذوي الاحتياجات الخاصة اهتمامًا عظيمًا يرقى إلى أعظم درجات الاهتمام وأسماها، حيث حثّت النصوص الشرعية أبناء المجتمع على وجوب رعايتهم، والوقوف بجانبهم ليحيوا حياة كريمة.
وأضاف الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن صور الاهتمام تمثلت في تكريم الإسلام لهم ومواساتهم، وجاء ذلك واضحًا في تعامل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع ذوي الاحتياجات الخاصة، والقيام برعايتهم والاستجابة لهم، كما حرصت الشريعة الإسلامية على إتاحة الفرصة لذوي الاحتياجات الخاصة؛ للقيام بدورهم في المجتمع، والدعوة إلى مشاركتهم في المجتمع، والنهي عن تقليل من شأنهم أو احتقارهم أو فعل ما يضرهم.
أوضح الأمين العام أن الشريعة الإسلامية دعت كل أفراد المجتمع لتحمّل المسئولية المجتمعية تجاههم، كما قامت بتخفيف بعض الواجبات عنهم، ولم تفرق الشريعة الإسلامية في الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة بين المسلمين وغيرهم بل ساوت بين الجميع، والشواهد على ذلك كثيرة، حيث اعتنى خلفاء المسلمين بذوي الاحتياجات الخاصة سواء من المسلمين أم غيرهم، وأعانوهم، وحفظوا لهم حقوقهم.
وختم عياد كلمته بالتأكيد على عناية الدين الإسلامي أشد العناية بذوي الاحتياجات الخاصة ووضعهم في مكانتهم اللائقة، وأتاح الفرصة لهم؛ ليقوموا بدورهم في نشاطات الحياة والمشاركة في فعالياتها اليومية بكل ميادينها، وأن يندمجوا في مجتمعاتهم كبقية الأفراد والمواطنين.