كنعيش جميعا فى نعم لا تعد ولا تحصى ورغم أننا ندرك جميعا حجم التحديات التى تواجهنا وحجم المكائد التى تكاد ضد مصر إلا أننا نجد الكثير من الناس ينساق وراء من يريد هدم الوطن وزعزعة الأمن والاستقرار الذى أصبحنا نعيش فيه، حقا هناك من يريد هدم مصر حتى نصبح مثل غيرنا مشردين فى البلدان نعيش فيها غرباء ليس لنا غير الله يحمينا، فنسمع من وقت إلى أخر عن غلاء الأسعار والسخط والتذمر والناس تنساق وراء تلك الدعاوى ولا تريد أن تصبر فالأزمة عالمية ونحن نحتاج أن نتكاتف جميعا ونكون يدا واحدة حتى نحافظ على وطننا ونعبر هذه الأزمة. الناس تريد كل شيء ؛تريد أن تحيا كما يقولون فى رغد العيش فهى تريد الأمن والأمان والاستقرار وكان يكفيهم قول النبى صلى الله عليه وسلم ( من أصبح منكم أمنآ فى سربه، معافى فى جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) أتدرون معنى هذا الحديث، أى إذا كنتم تعيشون فى أمن وأمان وعندكم صحة وعافية ولديكم فقط طعام يوم واحد فأنتم قد ملكتم الدنيا كاملة بين أيديكم أى أنكم غلبتم الملوك؛ ولم لا ؟ فأنتم تملكون الدنيا، لكن هؤلاء يريدون كذلك مع رغد العيش السعادة والهناء وأبناء ذو تربية عالية وأموال كثيرة وأسعار زهيدة وشفاء من كل داء ومنصب مرموق والتمتع بلذات الحياة والعيش فى وطن مستقر دون خوف ولا فزع، للأسف الناس تريد كل شيء، وهذا طبع الإنسان، لكن دعونى أذكركم حتى لا تنسوا من حولنا بماذا يمرون الأن بعد فقد نعمة الامن والاستقرار، أذكركم أيها السيدات والسادة بأن الأمن من آجل النعم التى نعيش فيها بل قولوا نحن نعيش في نعيم كبير ما بعده نعيم لأن كثيرا من الناس التى سقطت بلادها فى فخ الفوضى والتمزق والتفكك ما بين لاجىء ومشرد ومحاصر ومعتقل أو شهيد أو مصاب أو مشوه أو عاجز، يتمنون يوما واحدا يعود لهم فى بلادهم كما كانوا، وأنتم أيها المصريون ألا يكفيكم ما نحن فيه حتى تصبروا على أى أزمة عابرة لنحافظ على وطننا من التفكك والدمار، إن الحفاظ على نعمة الوطن يحتاج منا إلى أمرين: أولاهما: شكر النعمة؛ وهو بدوره يتطلب شكر الله تعالى أن أسبغ علينا من واسع فضله وإحسانه وحافظ على مصرنا، فالله سبحانه قد قال فى كتابه( ادخلوا مصر إن شاء الله ءامنين ) وشكر الله ليس فى المال فقط ولا البنون ولا الصحة ولكن فى كل النعم التى منها الأمن والأمان ولذلك كلما شكر العبد ربه على نعمه عليه زاده حفاظا عليها مصدقا لقوله تعالى( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ) أخواتى فى الله أشكروا الله واحمدوه حتى يحافظ لنا على هذه النعمة ويحمينا من التشرد والضياع، وأما الثانية: فهى وحدة الصف ونكون جميعا يدا واحدة حتى نستطيع الدفاع عن وطننا والتصدى بقوة لمن يريد خراب البلاد ويريد أن نظل فى سخط على بلدنا وعلى أقدارنا ، مصر أيها السادة ستظل إلى الأبد ذو عزة وكرامة شئتم أم أبيتم ، اللهم أحفظ مصر وأهلها من شر كل حاقد لا يريد لها الخير واحفظنا وأهلونا وأدم علينا نعمائك وفضلك يا رحيم، واجعلنا نحيا يا ربنا فى أمن وأمان ورغد العيش يا رحمن.