الأمير فيصل بن سلمان لن يدخر جهدا في توثيق الثراث الإنساني لطيبة

السمهودي المصري صاحب أشهر المؤلفات وأخر من اطلع علي قبر المصطفي
جائزة سنوية لأفضل الأعمال وحققنا أكثر من 53 مرجعا

المدينة المنورة -.د اسامة زايد

من أفضل المدن الروحية والدينية لدي المسلمين مدينة رسول الله صل الله عليه وسلم من هذه البقعة الطاهرة انتشر النور فعمّ الدنيا وجلل أركانها واختصها الله عز وجل بفضائل مِن عنده، ومزايا من فضله، و كرمها الله وشرَّفها بوجود النبي الخاتم بها وعلي مدي العصور لقيت المدينة المنورة اهتماما كبيرا, وفي العصر الحديث يولي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة عناية خاصة بالأبحاث والدراسات العلمية التي توثق تاريخ وحضارة المدنية في محاولة جادة للحفاظ علي التراث الإنساني لما تحمله من قيمة كبيرة في نفوس المسلمين.
إلتقينا بالدكتور فهد بن مبارك الوهبي مدير مركز أبحاث ودراسات المدينة المنورة للتعرف علي طبيعة عمل المركز والانشطة العلمية التي يقوم بها والذي أكد ان لمصر دور كبير في الحفاظ علي تراث المدينة من خلال الشيخ السمهودي ابن الصعيد صاحب المؤلفات الكبري عن المدينة وآخر العلماء الذين اطلعوا علي قبر المصطفي صلي الله عليه وسلم قبل صب الرصاص عليه
إلي نص الحوار
متى بدا العمل بمركز ابحاث ودراسات المدينة المنورة؟
هو صرح معرفي، يجمع بين الريادة والتميّز في مجال البحوث والدراسات بالمدينة المنورة. تأسس على أنه وقــف خـيــري ثقافي (غير ربحي) بموجب الصك الشرعي الصادر عـن المحكمة الشرعية الكبرى بالمدينة المنورة بتاريخ 27/1/1418هـ. ويعد أول مركز علي مستوي العالم يوثق لمدينة من المدن
وما هي فكرة إنشاءه؟
المدينة المنورة تزخر بتراث حضاري عريق، منه ما هو ملموس وحاضر، ومنه ما هو موزع في كتب ومخطوطات ووثائق كثيرة جداً منتشرة في أنحاء العالم بلُغات عدة، وصارت الحاجة ماسة لإنشاء مركز متخصص بهذا التراث لتجمعه وتدرسه وتقدمه للأجيال الحاضرة والقادمة خدمة لمدينة رسول الله ﷺ خاصة وللتراث والثقافة عامة.

ما الهدف منه؟
هو مركز علمي، يُعنى بالبحوث والدراسات العلمية ذات العلاقة بالمدينة المنورة؛ بهدف الإسهام في تقديم ثقافة معرفية متجدّدة وتعزيز الانتماء الوطني، وبشراكة مجتمعية فاعلة لخدمة حضارة المدينة المنورة وتراثها. ونسعي إلي التعاون المثمر مع مراكز الأبحاث والدراسات المحلية والدولية، والخبراء، والباحثين لتنمية الثقافة المعرفية بتاريخ المدينة المنورة وحضارتها.

من ناظر المركز وأبرز من تولى النظارة؟
يترأس مجلس نظارة المركز حاليًّا الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة الذي لن يدخر جهدا لتقديم كل أوجه الدعم والرعاية من أجل أن يقوم المركز بدوره في نشر الثقافة والأبحاث العلمية ، وينوبه في رئاسة المجلس الأمير سعود بن خالد الفيصل نائب أمير منطقة المدينة المنورة، وقد تعاقب في رئاسة المجلس أمراء منطقة المدينة المنورة. كما تشرف المركز برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لمجلس نظارته إبان إمارته للرياض.

ما هي الأعمال التي تقومون بها من أجل توثيق تاريخ المدينة المنورة؟
جمع المعلومات عن المدينة المنورة في ملفات متنوعة من مختلف المصادر، وأوعية المعلومات كالكتب، والبحوث والمقالات والوثائق وحفظها والتعامل معها بالوسائل الملائمة لها، وتوثيقها علمياً في كل ما يتعلق بذلك من دراسات ومعلومات ووثائق، وخرائط، وصور، وأفلام، وكتب، ومخطوطات ومقتنيات، ورسائل جامعية، ومقالات، وروايات شفوية. وكذلك القيام بالبحوث والدراسات المتعلقة بالمدينة المنورة، ويكون ذلك الإجراء في شتى الجوانب بالتحقيق العلمي للمخطوطات، وإعداد المعاجم والموسوعات، وعقد ورش العمل العلمية لتحقيق المعلومات التاريخية فيما يتعلق بالمدينة المنورة.تقديم المعلومات الموثقة للجامعات، ومراكز البحوث، والباحثين، ولكل من يستفيد من تلك المعلومات سواء كان ذلك بطريق مباشر أو غير مباشر، وسواء تم بالطرق العادية أو الطرق المستخدمة كشبكات الاتصالات المحلية والعالمية. وتوفير مكتبة متخصصة عن المدينة المنورة ببعض اللغات، وقواعد المعلومات الإلكترونية ذات العلاقة
الشيخ السمهودي يعد عمدة المؤلفات التي تعمدون عليه ما وجه ذلك ..
يعدّ السمهودي من أشهر المؤلفين الذين كتبوا عن المدينة المنورة وتاريخها، حيث تصدر في كتبه باهتمام كبير بوصف معالم المدينة سواء المعالم الموجودة في زمانه أو المعالم التي ذكرها من سبقوه، فكتب عنها كتابة شاهد عيان ووصفها بدقة كما كتب عن المعالم التي زالت فحاول أن يتتبع آثارها ونقل عمن كتب عنها. مثل المساجد التي صلى فيها رسول الله ولم تعد قائمة. كما كتب عن الأحداث التاريخية، وركز على التاريخ القديم فنقل الروايات المختلفة عن تأسيس يثرب والقبائل التي استوطنتها وسرد أخبارهم في الجاهلية كما سرد أخبار المدينة في العهد النبوي. وأرخ لعدد من الأحداث التاريخية الهامة منها البركان الذي انفجر في حرة واقم سنة 654 هـ، والحريق الذي شب في المسجد النبوي سنة 654 هـ وسنة 886 هـ .

قام المركز في الفترة الأخيرة بعمل علمي في تحقيق العديد من كتب التراث ما أهمها
عمل المركز على تحقيق عدد من المراجع العلمية القيمة، أبرزها:
التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة (10 مجلدات ).والمغانم المطابة في معالم طابة ( 5 مجلدات ).والوفا بما يحب بحضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. فضلا عن العديد من الكتب وبلغات مختلفة

يعلن المركز عن جائزة سنوية كيفية التقديم لها وما هي الأبحاث المطلوبة لها.
أطلق المركز برعاية الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس نظارة المركز جائزة الدكتور نزار مدني لتاريخ المدينة المنورة الحضاري، وهي جائزة تستهدف الكتب، والأبحاث المتعلقة بالمدينة المنورة، وتبلغ قيمتها الإجمالية: 100،000 ريال.
ما خطة العمل بالمركز المستقبلية؟
يعمل المركز حاليًّا على عدد من المشاريع العلمية والثقافية ضمن خطته السنوية لعام 2023م، أهمها: استكمال وإطلاق مشروع موسوعة عمارة المسجد النبوي الشريف، والذي تشرف بتدشينه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وتحقيق أمهات المراجع التاريخية للمدينة المنورة، ونهدف إلى تحقيق كتابي: وفاء الوفا، وخلاصة الوفا للسمهودي، وكذلك كتاب تاريخ المدينة لابن شبة. إضافة إلي توسيع التوثيق الشفهي ليشمل عددًا من الشخصيات البارزة في المجتمع لتوثيق تاريخ المدينة المنورة. فضلا عن إقامة عدد من الفعاليات الثقافية موزعة بين محاضرات وندوات ولقاءات علمية وثقافية وورش عمل ودورات تدريبية.
ما هي محتويات معرض المدينة وأبرز المعرض به
المسجد النبوي الشريف هو قلب المدينة النابض، وأشهر معالمها التاريخية، أسسه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أيام من وصوله منازل أخواله بني النجار، ونزوله على أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه.
وقد شارك النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في بنائه، فكان يحمل معهم اللبن والحجارة، ويشرف على كل مرحلة من مراحل العمل.
ومنذ ذلك الوقت أصبح المسجد النبوي محط أنظار المسلمين في العالم، يفدون إليه في كل عام، لينعموا بالصلاة فيه، وزيارة خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد حظي المسجد النبوي خلال القرون المتلاحقة باهتمام الخلفاء والملوك والسلاطين، وأجروا فيه الكثير من التوسعات والعمارات.
وهذا المعرض يقدم من خلال اللوحات والمجسمات والأفلام تصوراً لأبرز التوسعات التي جرت عليه عبر التاريخ؛ لينقل الزائر الكريم من المعلومة المجردة إلى الصورة المعبرة، بالإضافة إلى عدد من المقتنيات الأثرية المتعلقة بعمارة المسجد النبوي عبر العصور.