إِحْدَى اَلصَّفَحَاتِ عَلَى اَلسُّوشْيَالْ مِيدْيَا طَرَحَتْ سُؤَالاً لِلسَّيِّدَاتِ وَالْبَنَاتِ يَقُولُ اَلسُّؤَالُ: عَايِزْ سِت جَدَعَهُ تَطَلُّعُ عَيْبٍ فِى نَفْسِهَا بِصَرَاحَةٍ! اِنْهَالَتْ اَلْإِجَابَاتُ مِنْ مِئَاتِ اَلسَّيِّدَاتِ وَالْبَنَاتِ وَتَحَلَّيْنَا بِنَوْعِ وَانْ كَانَ قَلِيلاً مِنْ اَلصَّرَاحَةِ، جَاءَتْ اَلْإِجَابَاتُ بَلْ أَجْمَعَتْ عَلَى أَنَّ اَلْمَرْأَةَ عَصَبَيْة وَعَنِيدَةً وَمُتَسَرِّعَةً، إِحْدَاهُنَّ تَقُولُ أَنَا عَصَبَيْهِ وَعَنِيدَةً، وَالْأُخْرَى تَقُولُ أَنَا مُتَسَرِّعَةٌ وَعَصَبِيَّةٌ، وَأُخْرَى تَقُولُ عَصَبِيَّةً جِدًّا بَسْ بِسَامِحِ بِسُرْعَة، وَأُخْرَى تَقُولُ أَنَا عَصَبِيَّةٌ مَجْنُونَةٌ وَغَضَبٌ أَجَارَكَ اَللَّهُ مِنْهُ، وَأُخْرَى تَقُولُ أَنَا عَصَبَيْهِ وَعَنِيدَةً، وَمِنْهُنَّ مِنْ تَقُولُ إِنَّهَا عَصَبَيْهِ لَكِنَّ حَنِينَهُ وَطَيَّبَهُ. هَذِهِ اَلِاعْتِرَافَاتِ مِنْ اَلسَّيِّدَاتِ تَعُدْ رَدًّا قَوِيًّا عَمَلِيًّا شَعْبِيًّا عَلَى قَطِيعِ عُمَلَاءِ اَلْغَرْبِ فِى مِصْرَ وَالْعَالَمِ اَلْغَرْبِيِّ اَلَّذِينَ يُحَاوِلُونَ هَدْمِ اَلْأُسْرَةِ اَلْمِصْرِيَّةِ وَدَفْعِ اَلْمَرْأَةِ لِلتَّمَرُّدِ عَلَى دِينِهَا وَمِصْرِيَّتَهَا بَلْ أُسْرَتُهَا. وَيُقْنِعُونَ اَلْمَرْأَةَ أَنَّهَا هِيَ وَالرَّجُلُ سَوَاءٌ فِى اَلتَّكْوِينِ اَلنَّفْسِيِّ وَالْجَسَدِيِّ . فَالسَّيِّدَاتُ اِجْمَعْنَ أَنَّ أحدَ تَكْوِينِهِنَّ اَلسَّيْكُولُوجِيِّ لَا يَتَخَطَّى الْعَنْدِيَّهْ وَالتَّسَرُّعُ وَالتَّسَامُحُ اَلسَّرِيعُ وَهَذِهِ حَقَائِقُ أَثْبَتَهَا اَلْعَلَمُ، فَعَلِمَ اَلنَّفْسَ يَقُولُ اَلْمَرْأَةَ تَتَمَيَّزُ بِالتَّكْوِينِ اَلنَّفْسَ اَلْعَاطِفِيَّ غَيْرَ اَلرَّجُلُ فَإِنَّهُ يَتَمَيَّزُ فِى مُعْظَمِ اَلْأَحْيَانِ بِالتَّكْوِينِ اَلْعَقْلَانِيِّ وَهَذَا اَلتَّكْوِينُ اَلنَّفْسِيُّ لَدَى اَلْمَرْأَةِ يَجْعَلُهَا أَكْثَرَ حَسَاسِيَةٍ وَتَأَثَّرَا بِضُغُوطِ اَلْحَيَاةِ مِمَّا يَجْعَلُهَا أَكْثَرَ عُرْضَةً للِاكْتِئَابِ وَالْحَسَاسِيَةُ، هَذِهِ اَلْمَعْلُومَاتِ اَلْقِيمَةِ اَلَّتِى أَفَاضَتْ بِهَا اَلسَّيِّدَاتُ وَتَحَدَّثَ بِهَا عِلْمُ اَلنَّفْسِ هِيَ جُزْءٌ مِنْ اَلتَّصَوُّرِ اَلشَّامِلِ اَلْكَامِلِ لِلَاسَلَامِ بِالنِّسْبَةِ لِلْمَرْأَةِ وَلِذَلِكَ جَاءَتْ اَلتَّشْرِيعَاتُ اَلْقُرْآنِيَّةُ اَلَّتِى تَخُصُّ اَلْمَرْأَةُ وَالتَّصَوُّرُ اَلْعَامُّ لِلْمَرْأَةِ مُوَاكِبًا لِهَذَا اَلتَّكْوِينِ اَلنَّفْسِيِّ أَوْ اَلسَّيْكُولُوجِيِّ لِلْمَرْأَةِ فَاَللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هُوَ اَلَّذِى خَلَقَهَا وَيُدْرِكُ مَا يُصْلِحُهَا فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا مَا يُصْلِحُهَا مِنْ تَشْرِيعَاتٍ وَآدَابٍ وَأَخْلَاقٍ أَمَّا خَرَابُ اَلْبُيُوتِ وَهَدَّامٍ اَلْأُمَمِ مِمَّنْ يَتَبَرَّعُونَ بِحُرِّيَّةِ اَلْمَرْأَةِ وَيُقْنِعُونَهَا أَنَّهَا رَجُلُ، وَالرَّجُلِ مِرْآة وَيُحَاوِلُونَ تَمَرُّدَهَا عَلَى حَيَاتِهَا كُلَّهَا بَلْ عَلَى نَفْسِيَّتِهَا وَلِذَلِكَ تَجْنِى اَلْمُجْتَمَعَاتُ اَلْعَرَبِيَّةُ اَلْآنَ تَفَسُّخَاتٍ فِى نَسِيجِهَا اَلْمَتِينِ وَخَرَجَتْ اَلْمَرْأَةُ مِنْ كَوْنِهَا بِنْتَ عَفِيفَهُ إِلَى فَتَاةٍ لَا هِيَ زَوْجُهُ تَعْتَصِرُ أُمُومَةً إِلَى زَوْجَةٍ تُذْهِلُ عَنْ أَطْفَالِهَا وَزَوْجِهِ تَبَنى مَعَ زَوْجِهَا عُشَّ اَلْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ إِلَى زَوْجَةٍ تَهْدِمُ عُشَّهَا وَتَحْرُقُ اَلْمَوَدَّةُ وَالرَّحْمَةُ وَتُفَضِّلُ اَلطَّلَاقَ عَنْ اَلْعَيْشِ كَأسِرِة زَوْجٌ وَزَوْجَةٌ وَأَبْنَاءٌ! وَصَلَتْ اَلْمَرْأَةُ إِلَى أَنْ تُفَضِّلَ أَنْ تَكُونَ أُمّا مُطلَّقَةٌ وَلَيْسَتْ أُما حَانِيَةٍ تُضْفِى حُبَّهَا وَحَنَانَهَا عَلَى أُسْرَتِهَا بِمَا فِيهَا اَلْأَبُ وَالْأَوْلَادُ. هَذِهِ اَلْمَفَاهِيمِ تَوَجَّهَ إِلَى فَتَيَاتِ اَلْيَوْمِ اَللَّاتِى تخْدَعُهُنَّ حَرَكَاتِ اَلتَّحَرُّرِ وَمَا اَلتَّحَرُّرُ عِنْدَهُنَّ إِلَّا مِنْ اَلْقِيَمِ وَالْمَبَادِئِ وَتَعَالِيمِ دِينِ اَللَّهِ! اِرْجِعِى أَيَّتُهَا اَلْفَتَاة إِلَى مَا صَارَتْ عَلَيْهِ اَلْأُمَّهَاتُ سَلَفًا فِى حُبِّ وَتَقْدِيسِ مَنْزِلِ اَلزَّوْجِيَّةِ فِى اَلتَّفَانِى وَالِاحْتِرَاقِ مِنْ أَجْلِ أَنْ نُشْعِلَ اَلضَّوْءُ لِأَبْنَائِنَا وَنُضفِى اَلرَّحْمَةَ وَالسَّكِينَةَ عَلَى بُيُوتِنَا.