بعض المتربصين بالوطن من أهل الشر أو المتعاطفين معهم، يحاولون تسفيه فكرة الحوار الوطنى منذ أطلقها الرئيس السيسى، ويشككون فى جدوى هذا الحوار قبل انعقاده، ولا يرون له فائدة ـ على حد زعمهم ـ سوى محاولة توريط الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدنى فى الأزمة الاقتصادية الراهنة، وكأن مصر وحدها هى التى تتعرض لارتفاع أسعار السلع الأساسية وانخفاض قيمة العملة المحلية، وزيادة معدلات التضخم، وكل التداعيات الاقتصادية المترتبة على الحرب الروسية الأوكرانية التى طالت معضم دول العالم بما فيها الدول الكبرى ذات الاقتصاديات القوية. وبعيدا عن السياسة، فإننى سأتحدث عن أهمية الحوار فى الدين الإسلامى الذى يتدثر به هؤلاء المعاندون لأوطانهم المتسترون خلفه لارتكاب جرائمهم، والإسلام برئ منهم، وعليهم لعنة الله ورسوله. إن الحوار أيها السادة يعد ركنا أساسيا من أركان الدعوة الإسلامية، التى تقوم فى الأساس على حوار المخالفين وإقناعهم بالحجة والمنطق والدليل، وقد تميزت الدعوة الإسلامية بأنها تعطى الحرية لجميع الناس فى اعتناق الإسلام، فلا إجبار لأحد على ذلك ما لم يقتنع اقتناعا كاملا، قال تعالى: “وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ”، وقد كان هدف الدعوة إلى الله على الدوام هو هداية الناس إلى الحق والصراط المستقيم، بالحكمة والموعظة الحسنة دون قهر أو إجبار. وللحوار فى الإسلام ضوابط وأحكام وآداب، فينبغى أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا ينبغى أن يفتقر إلى الأسس والقواعد والضوابط، وإلا انقلبت نتائجه ولم يأت بثماره المرجوة. كما يجب أن يكون الحوار بالأسلوب الحسن بعيدا عن العنف والتخويف والتشكيك، قال تعالى: “ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْ