مازال الاحتلال الإسرائيلى يُمارس الإرهاب فى حق الشعب الفلسطينى منذ احتلاله للأراضى الفلسطينية عام 48 وحتى يومنا هذا، بسلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى كل فترة.
وآخر هذه الجرائم، العدوان الإسرائيلى واسع النطاق ضد الشعب الفلسطينى فى القدس وقطاع غزة وجنين ونابلس وأريحا ورام الله وباقى المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وكذلك الغارات العدوانية الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة والتى استهدفت المدنيين والأطفال والنساء والقيادات فى الأحياء السكنية وهم نيام آمنين فى منازلهم.
وراح ضحية هذا العدوان الإسرائيلى الشامل على الشعب الفلسطينى عائلات بأكملها وعشرات من الشهداء والجرحى، بالإضافة إلى اغتيال قادة حماس.
وخلال سنوات الاحتلال الماضية، تعمدت السلطات الصهيونية تخريب كل مرافق الحياة الفلسطينية بذرائع أمنية زائفة، بالإضافة إلى جرائم العنف والقتل والاعتداء على الفلسطينيين بوحشية، والتى نشاهدها كل يوم على مرأى ومسمع من العالم الذى لم يحرك ساكنا حتى الآن، وكأن هناك اجماعاً من قبل المنظمات الدولية على مشروعية ارتكاب هذه المجازر فى حق هذا الشعب الأعزل صاحب الأرض المغتصبة.
لم يكتف الكيان الصهيونى المغتصب للأراضى الفلسطينية بارتكاب جرائمه ضد الأطفال والنساء وكبار السن، بل زاد فى جرمه وسمح للمستوطنين بحمل الأسلحة النارية وقتل أى فلسطينى يمشى على وجه الأرض، واغتصاب أرضه وطرده من بيته، واقتلاع أشجاره.
إن جرائم الصهاينة فى فلسطين والتى تتسم بالإبادة الجماعية لم نشاهدها من قبل، مثل القصف الهمجى الأخير الذى استهدفت به إسرائيل قطاع غزة مؤخراً، وما تخلله من مشاهد وأحداث مروعة بكل المعايير تم تصويرها وبثها على العالم بكل وقاحة وجرأة لا يقدم عليها إلا مجرم سفاك دماء يقتل بدم بارد ولا يخشى أى عقاب من أى جهة ما.
أما جرائم الصهاينة ضد المقدسات الإسلامية وخاصة المسجد الأقصى، الذين يعلمون مدى أهميته للمسلمين، فلا تتوقف كل يوم حتى ينفذوا مخططهم الحقير من هدمه وإقامة هيكل سليمان المزعوم على أنقاضه.
وهذه الجرائم تجعلنا نتساءل: لماذا لم يتحمل مجلس الأمن الدولى مسؤولياته فى حفظ السلام فى فلسطين، وممارسة الضغط اللازم على إسرائيل، لوقف عدوانها وحصارها المفروض على الشعب الفلسطيني، والذى ينتهك القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي؟! ولماذا لم يتحرك مجلس الأمن ويطالب أو يحث المحكمة الجنائية الدولية على إنجاز التحقيق الجنائى فى جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، التى ارتكبتها وترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى الأعزل، بما فيها جرائم الاستيطان والضم، والعدوان على المدن والقرى والمخيمات، وقتل المدنيين والصحفيين والمسعفين، والتهجير القسرى للفلسطينيين من بيوتهم؟!
هذه الأحداث المؤلمة تؤكد أنه لا سلام فى المنطقة دون إيجاد حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية، على أساس أن حل الدولتين هو الخيار الوحيد الذى ترتضيه كافة الأطراف، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.