تمتاز المدرسة المصرية لتلاوة القرآن الكريم بأنها الأقدم فى فن التلاوة.. ولذلك قديماً قالواً: إن القرآن الكريم نزل فى مكة وقرىء فى مصر.. وهذا دلالة واضحة على عراقة المدرسة المصرية فى التلاوة والاقراء.. فى جزء لا يتجزأ من التراث المصرى الأصيل.. كما كانت هذه المدرسة ستستمر بإذن الله تتميز بعدد لا حصر له من القراء أصحاب الأصوات المميزة من أساطير التلاوة فى العالم الذين يطلق عليهم قراء الجيل الذهبى فى مصر أمثال الشيخ رفعت والمنشاوى ومصطفى إسماعيل والحصرى وعبدالباسط وغيرهم ممن أسسوا للمدرسة المصرية فى تلاوة كتاب الله.
وبما أن مصر خادمة للقرآن الكريم ستظل باذن الله على مدى التاريخ على هذا المنهج ويكفى أن القرآن احتفى بمصر وذكرها بشكل صريح فى أكثر من موضع فى الآيات الكريمة الأمر الذى جعل المصريين يحافظون على تراث جيل من حفظة كتاب الله لا نظير له وتاريخ عظيم من العطاء امتد إلى وقتنا الحاضر من خلال المقارىء المصرية المنتشرة فى كل أنحاء الجمهورية التى تخرج الآلاف من قراء القرآن الكريم تحت رعاية وزارة الأوقاف وباعتبار ان المقارىء المصرية جزء لا يتجزأ من التراث المصرى.
والمتابع لجهود وزارة الأوقاف فى هذا المجال يدرك بما لا يدع مجالا للشك ما تقوم به الوزارة من دور كبير فى التوسع بانشاء المقاريء للجمهور بالمساجد الكبرى التى تعقد يوميا وتشهد اقبالاً وحرصا كبيرا من رواد المساجد بالحضور لتدبر آيات القرآن ومدارسته على أيدى قراء مهرة بفهم عصرى مستنير تشجيعاً على التلاوة واتقان الحفظ والفهم للمعانى القرآنية، علاوة على مجالس الاقراء على كبار القراء وأعلام التلاوة الجدد فى مصر ومن بينهم الشيخ د.أحمد نعينع، الشيخ أحمد تميم والشيخ طه النعمانى والشيخ عبداللطيف العزب وهدان، والشيخ حشاد والشيخ الخشت والشيخ الطاروطى والشيخ عبدالله عزب وغيرهم من القراء الذين هم امتداد طبيعى للمدارس القرآنية المصرية المتميزة.
ومتابعة لما يتم على أرض الواقع استجبت لدعوة كريمة من د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لحضور ليلة قرآنية نورانية ختم فيها 40 قارناً من قراء القرآن الختمة المرتلة بمسجد الإمام الحسين رضى الله عنه فى جلسات متواصلة على مدى يومين وتم ختمها بدعاء ختم القرآن فى حضور الآلاف من الجمهور ورواد المسجد بأصوات متناغمة تحرك القلوب وتهز الوجدان وتبكى العيون وتجعلك تعيش فى رحاب آيات ومعانى كتاب الله تعالى.. وما شهدته بنفسى هو خير دليل على الدعم غير المسبوق من الدولة لقراء القرآن وأهله الذين يعيشون بلا شك أزهى عصورهم اهتماما ورعاية من السيد رئيس الجمهورية شخصيا الذى لا يبخل عليهم بأى دعم ورعاية على كافة المستويات، وليس أدل على ذلك من تخصيص أكثر من ٢ مليون جنيه جوائز لحفظة كتاب الله فى المسابقة العالمية للقرآن فى رمضان الماضى ولتثبت للجميع بأن مصر على مدار التاريخ كانت ومازالت وستظل حافظة لكتاب الله عز وجل.. وهذه الجهود المبذولة من وزير الأوقاف لم يكن لها أن تكون إلا بفضل الله أولاً ثم بدعم القيادة السياسية التى تحافظ على أهل القرآن وتدعمه.. وستظل مصر بعون الله هى دولة التلاوة تسعى جاهدة لنشر كتاب الله والاهتمام بحفظه.
وختاماً:
قال تعالى:
«أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا».
صدق الله العظيم