تابعت باهتمام كبير القمة العربية التى عُقدت فى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، الجمعة الماضي، وبحضور الدول العربية وجامعة الدول العربية، والتى شارك فيها الرئيس السورى لأول مرة منذ أكثر من 12 عاماً بعد غياب مقعد سوريا الشقيقة عن الجامعة العربية.
هذه القمة أطلق عليها “قمة تصفير المشكلات والأزمات”، لأنها قمة استثنائية وتاريخية، تُعقد فى وقت عصيب جداً تشهد فيه بعض الدول العربية حروبا داخلية أتت على الأخضر واليابس ولا نعلم متى تنتهى وما نتائجها؟
ولذلك حرص خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عاهل المملكة العربية السعودية، على لم الشمل العربى بدعوة الرئيس السورى بشار الأسد لحضور القمة، بعد أن أقر وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم الأخير بالقاهرة عودة استئناف الوفود السورية ومشاركتها فى جلسات الجامعة العربية.
ملفات كثيرة مهمة وشائكة عرضت على طاولة قمة جدة أمام القادة العرب، فى محاولة لوجود حل لهذه المشكلات والأزمات التى تؤرق العالم العربى والإسلامى كل يوم.
ومن أهم هذه الملفات قضية العرب الأولى، قضية فلسطين فى ظل التصعيد الذى تشهده دولة فلسطين الآن من المُحتل الإسرائيلي، والجرائم التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى غزة وباقى المدن الفلسطينية من قصف وقتل وتهجير، وكذلك استمرار اقتحام القوات الإسرائيلية والمتطرفين اليهود لباحات المسجد الأقصى المبارك.
وأهم ما يميز هذه القمة العربية هو عودة سوريا للبيت العربي، هذه العودة سوف تنعكس إيجابياً على الداخل السوري، وعلى محيطه الإقليمى والعربي، فهناك الكثير من الأزمات التى تواجه سوريا داخلياً، وخاصة التدخلات الخارجية فى شئونها من الكثير من الدول الأجنبية، ومحاربة الإرهاب والميليشيات المسلحة والمخدرات، وعودة الأمن والاستقرار وكذلك عودة اللاجئين السوريين.
كذلك أعرب القادة العرب عن بالغ قلقهم من الأحداث الجارية الآن فى السودان الشقيق، وهو القلق الذى يساورنا كلنا كشعوب عربية، وبالأخص الشعب المصرى الذى يتحمل العبء الأكبر فى هذه الأزمة بحكم التقارب المكانى والتاريخى والأخوى بين الشعبين الشقيقين، ولذلك أكدت القمة العربية على ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار بين الطرفين المُتحاربين، وتوحيد الصف ورفع المعاناة عن الشعب السودانى الشقيق، والمحافظة على مؤسسات الدولة السودانية ومنع انهيارها.
نتمنى أن تتحقق مُخرجات قمة جدة فى القريب العاجل من خلال العمل العربى المشترك، حتى تستقر المنطقة، ويحل الأمن والأمان والاستقرار فى الدول التى تشهد نزاعات وصراعات خاصة اليمن وسوريا ولبنان، ويتم القضاء نهائياً على الإرهاب والميليشيات والتنظيمات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها داعش والقاعدة، والله الموفق.