مسيرة الحياة لا تسلم من عقبات تعترض طريقها، أو تثير الزوابع حولها، فالشيطان لم يترك آدم يحقق خلافته، بل أقسم بعزة الله أن يغوى الناس أجمعين إلا عباد الله المخلصين وقد أرسل الله الرسل لتدعو إلى الحق، فوجدت تحديات كثيرة من أعوان الشيطان، تريد أن تمكن للباطل، وكانت النهاية نصر الله للحق ومن اتبعوه، وهزيمة الباطل ومن شايعوه.
والعداء الظاهر قد يهون أمره، لأنه مكشوف يمكن الحذر منه والتصدى له، لكن أشد ما يكون العداء ضراوة إذا كان من حيث لا يظن وقوعه، يدبر له منافقون يعيشون مع أهل الحق بظواهرهم ومع أهل الباطل بحقيقتهم خوفًا وطمعًا.
إن المعارضين للحق موجودون فى كل العصور ومعرفون بأنهم عقم معوقون، يكتفون بالتغنى بأمجاد الماضى متعصبين لما كان عليه آباؤهم الأولون، ومعوقون يضعون العراقيل فى طريق الشباب الناهض حقدًا وحسدًا أن يجرى الخير على أيديهم مع أنهم عاجزون.. والدين يرفض أن يكون فيمن ينتسبون إليه هذه النوعية المتثاقلة المتحجرة، فخير الناس أنفعهم للناس، والعصر بما يعج به من أحداث يفرض تسليم الشعلة لمن يخشون أن يضيع الحق فى غمرة التنافس المسعور، ولا مكان الآن لألقاب جوفاء ولا شعارات حمقاء، فالحياة للعاملين المخلصين.
أقول لأصحاب الشعارات الجوفاء والعقم المتعصبين لأفكارهم.. دعوا القادرين على الغوص يستخرجون الكنوز فيفيدون ويستفيدون، ونظفوا قلوبكم من داء الحسد والبغضاء الذى يوقف عجلة الانتاج ويعرقل سير النهوض والتقدم ويدخل اليأس إلى قلوب العاملين وذوى الكفاءات فالحقد يعكر صفو الجماعة ويزلزل أمنها ويفرق شملها وبه تحاك المؤامرات وتوضع العقبات أمام دعوات الإصلاح وتباع الضمائر رخيصة فى سبيل المطالب الدنيئة.
فما أجوجنا إلى تزكية نفوسنا وتطهير قلوبنا وتوحيد كلمتنا، وما أحوجنا إلى أن نفسح المجال للعاملين المخلصين فنقدرهم قدرهم ونهييء الجو لهم لينهضوا بالوطن.. وما أحوجنا إلى أن نفهم رسالتنا الحقيقية فى الحياة فنتعالى عن الدنايا ونتعاون على البر والتقوى ونورث أجيالنا ميراثًا ينبت بالخير ويفيض بالأمن والأمان والسلام.
وختامًا
قال صلى الله عليه وسلم:
«لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا»
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ــ رواه مسلم