كتبت من قبل عن الجرائم والانتهاكات والمعاناة والعنصرية التى يتعرض لها المسلمون فى بعض ولايات الهند من قبل طائفة الهندوس، وآخرها اعتداء مجموعة منهم على أسرة مسلمة والتسبب فى إجهاض سيدة، ونشر ذلك فى فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعى أثار غضبى وغضب كل من شاهده نتيجة هذا الظلم والعداء الشديد للإسلام والمسلمين.
ولمن لا يعلم، فإن الهند يوجد بها 200 مليون مسلم، يمثلون 10٪ من إجمالى سكانها، وتعد واحدة من أكبر تجمعات المسلمين حول العالم حيث يمثل الإسلام ثانى أكبر ديانة فى الهند!
ومن العنصرية البغيضة ضد الإسلام فى الهند والتى كشفت الوجه القبيح للعنصرية فى الهند؛ قانون الجنسية الذى صدر منذ فترة، والذى يُقر منح الجنسية للمهاجرين من ثلاث دول: “أفغانستان، بنغلاديش، باكستان”، على أن يكونوا من غير المسلمين، هذا القانون العنصرى جعل المسلمين هناك مواطنين من الدرجة الثانية، ليس لهم حقوق المواطنة والعيش المشترك الذى دعت إليه الأديان.
ولم تكتف الهند بهذه الجريمة فى حق الإنسانية، حتى شهدت بعض المدن الهندية خلال السنوات الماضية موجة من العنف الطائفى وجرائم كراهية ضد الإسلام والمسلمين، من خلال اعتداء الهندوس على المساجد بحرقها وتخريبها، والاعتداء على منازل المسلمين ومقتل البعض منهم؛ مما يؤكد على أن هناك عنصرية بغيضة وكره دفين للإسلام والمسلمين.
العجيب أن كل الاعتداءات التى تمت فى الهند ضد المسلمين، كانت أمام أعين وحماية السلطات الهندية التى لم تعترض أو توقف هذه الجرائم العنصرية فى حق المسلمين، بل تمت أيضاً أمام أعين العالم الذى شاهد هذا التمييز العنصرى وهذه الجرائم التى ترتكب فى حق الإنسانية ولم يحرك ساكناً! ولذلك شاهدنا ارتفاع وتيرة الإرهاب الهندوسى ضد المسلمين الهنود والذى وصل إلى حد اختطاف النساء المسلمات.
ما يقوم به الهندوس من جرائم كراهية ضد الإسلام والمسلمين وبدون أن تتحرك السلطات الهندية لمنع أو إيقاف هذه الانتهاكات؛ يخل بمبدأ المواطنة، والعيش المشترك بين جميع الأديان، ويستوجب الوقوف بحزم وقوة من قبل الدول العربية والإسلامية فى وجه هذا الإرهاب الدينى المقيت حتى يرتدع هؤلاء المجرمون.
أؤكد مرة أخرى هذه الإساءة والعنصرية البغيضة للإسلام والمسلمين فى الهند لم تكن الأولي، فالمسلمون هناك تعرضوا على مدى السنوات القليلة الماضية لحملة كراهية وعنصرية شديدة، وتعرضوا لإرهاب وتطرف فى ظل صمت دولى غريب.
ولا يهمنى هنا الصمت الدولى بقدر ما يهمنى فى المقام الأول رد فعل الدول العربية والإسلامية والمؤسسات الدينية التابعة لها وعلى رأسها الأزهر الشريف، للرد على هذه الإساءة ووقف هذه الاعتداءات فى حق الإنسانية قبل أى شئ.
وإذا لم تتحرك الدول العربية والإسلامية للرد على هذه الإساءة؛ فستظل الانتهاكات المُتكررة والممارسات المتطرفة ضد مقدسات المسلمين فى الهند، وستظل المساجد هناك تتعرض إلى هجوم من بعض المتطرفين، لذلك يجب محاسبة هؤلاء المسيئين على جرائم الكراهية ضد الإسلام والمسلمين.