تحقيق : سمر هشام
حالة من الترقب والقلق تنتاب الطلاب وأولياء الأمور بسبب الامتحانات , ويعانى عدد كبير من الطلاب من التوتر والقلق بسبب كثرة الضغوط النفسية التى يتعرضون لها خلال فترة الامتحانات، فيجب على الطلاب استقبال الامتحانات وهم على يقين أن الله لا يضيع أجرا من أحسن عملا، فلا داعي للقلق والتوتر الذي يسلب الطالب قدرته على المذاكرة والإجابة الصحيحة في الامتحان؛ بل لابد من التركيز والاجتهاد والسعي في طلب العلا وترك الأسباب لمسبب الأسباب ومواجهة القلق والضغوط بالإيمان واليقين وحسن الظن بالله والدعاء.
في البداية أوضح دكتور عاصم حجازى أن هناك حالة من الترقب والقلق تنتاب الطلاب وأولياء الأمور بسبب الامتحانات , وهناك بعض الإرشادات البسيطة التي تعتمد على إدارة الفرد لذاته بطريقة جيدة وتؤدي في النهاية لتحقيق التفوق , وقبل الحديث عن هذه الإرشادات ينبغي الإشارة إلى مجموعة من المسلمات التي يجب أن يدركها الطالب وولي الأمر جيدا :أولها أن مسارات النجاح متعددة والنجاح والتفوق لا يقتصر فقط على دخول كليات بعينها إنما النجاح الحقيقي يكمن في أن يكتشف الفرد قدراته ونقاط قوته ومواطن تميزه ويحسن استثمارها وتوظيفها لكي يحقق النجاح في حياته ، وكذلك هناك نقاط القوة والتميز وتختلف من شخص لآخر وبالتالي فلا مجال لأن يقارن الفرد نفسه بالآخرين وإنما عليه أن يشغل نفسه بنفسه فقط وأن يركز على تطوير ذاته والارتقاء بقدراته فالاختلافات الفردية بين الأفراد سنة من سنن الله في كونه ، وكذلك ايضا نجاح الفرد وتفوقه مرهون بتحقيق التوازن الكامل بين المتطلبات الجسمية والنفسية والعقلية , والحفاظ على هذا التوازن والتكامل هو مفتاح النجاح والتفوق وأن إهمال العناية والاهتمام بأي جانب من هذه الجوانب تكون آثاره على الطالب سيئة جدا لذلك لابد أن تؤخذ جميعها في الاعتبار عند إعداد برنامج المذاكرة والمراجعة.
وأضاف د. حجازى يجب على الطالب بعد ان يدرك هذه المسلمات جيدا الحرص على تناول الغذاء الصحي المتوازن الغني بالفيتامينات والمعادن المهمة لتغذية المخ و شرب العصائر الطبيعية الطازجة والاكثار من شرب الماء والبعد تماما عن الغذاء غير الصحي والمأكولات السريعة والأكل الدسم والحرص على تناول وجبات خفيفة موزعة على ست مرات في اليوم وليس على ثلاث مرات كما هو متبع والحرص على عدم الوصول للشعور بالجوع الشديد أو الشبع الزائد ، وكذلك تهيئة مكان جيد للمذاكرة والذي يجب أن يكون هادئا وجيد الإضاءة والتهوية ويفضل أن تكون طبيعية وبعيدا عن الضوضاء و المشتتات وأن تكون درجة الحرارة فيه معتدلة والجلسة مريحة على كرسي مريح والحرص على تنظيف المكان وترتيبه وتنظيمه فالمذاكرة في مكان غير مرتب وغير منظم سوف تؤثر على الحالة المزاجية للطالب ومن ثم على تحصيله.
وأكد د. حجازى إن لجسدك عليك حقا ولذلك يجب أن يعلم الطالب أن النوم لفترات كافية هو أحد اهم مفاتيح التفوق فهو الذي يساعد الدماغ على تنظيم المعلومات وترتيبها بشكل جيد ويساعد على الشعور بالاسترخاء الذي يخفف الضغوط وينشط القدرات العقلية فتعمل بعد الاستيقاظ بكامل طاقتها ، ويفضل أن توزع أوقات المذاكرة على فترات متقاربة ولا تركز جهدك في وقت واحد فمثلا ينبغي أن يذاكر الطالب لمدة خمس وأربعين دقيقة أو خمسين دقيقة ثم يفصل لمدة خمس دقائق يقوم خلالها بالوقوف والتحرك في الغرفة أو أداء بعض التمارين الخفيفة التي تنشط الدورة الدموية وتساعد على استعادة نشاطه وعدم الشعور بالملل ثم يعاود المذاكرة مرة أخرى بنفس الطريقة .
وأشار د . حجازى إلى أن الوقت هو الكنز الثمين فيجب على الطالب أن يحافظ عليه ويستثمره ،وكذلك يجب على الطالب أن ينظم وقته جيدا ويبتعد تماما عن أي مضيعات للوقت من أي نوع فدقيقة واحدة إذا استثمرها بطريقة صحيحة قد تمثل فارقا كبيرا بالنسبة له في الامتحان ، وكذلك المراجعة مهمة جدا لذلك يجب أن يذاكر ثم يراجع ما ذاكرته ثم يأخذ قسطا من الراحة ثم يعود مرة أخرى ويقم بتلخيص ما ذاكره من الذهن دون الاستعانة بالنظر في الكتاب , ويحرص على تنويع طرق المراجعة بحيث تختلف طريقة المراجعة في كل مرة فمرة مثلا يقوم بإعداد خرائط ذهنية ومراجعتها ومرة أخرى يقوم بإعداد أسئلة وإجابتها ومرة ثالثة يقوم برسم صور وأشكال تعبر عن مضمون ما قمت بمذاكرته وهكذا.
وشدد د. حجازى على ضرورة طرح العديد من الأسئلة على الموضوع الذي يقوم الطالب بمذاكرته بحيث يشمل كل تفاصيله وأكثر من التطبيق ونوع في الأسئلة من حيث هي مقالية أو موضوعية وأن يحاول أن يلم بكل التفاصيل واستخدم كل أدوات الاستفهام لكل موضوع من الموضوعات ، واستخدم الخرائط الذهنية والألوان الفوسفورية لتحديد العناصر الهامة والمفاهيم الجديدة وحدد بهذه الألوان النقاط المهمة واجعل العناصر الرئيسية بلون مختلف عن العناصر الفرعية وهكذا في كل تفريعات العناصر .
وفى نهاية حديثه أكد د. حجازى على ضرورة أن يحافظ الطالب على هدوئه وعلى ثباته الانفعالي وابتعده عن مصادر القلق والتوتر والأخبار السلبية والإشاعات فالحالة النفسية السيئة والضغوط والتوتر تعوق عمل المخ وتؤثر على تركيز الطالب وعلى نشاطه العقلي بينما الشعور بالتفاؤل والسعادة والإنجاز يؤدي إلى مزيد من التركيز والنشاط .
ومن جانبها أكدت ريهام عبد الرحمن خبيرة الإرشاد الأسري والتطوير الذاتي أنه يجب أن نتغلب على صعوبة المذاكرة بالاستعداد المسبق والتهيئة النفسية للذات الأمر الذي يجعل الطالب مهيأ لاستقبال المعلومات وحفظها في الذاكرة، وذلك من خلال الاعتقاد الإيجابي بقوة الذاكرة على حفظ المعلومات، بتعرف الإنسان على أوقات النشاط الذهني لديه، ففي هذا الايام نجد أن أفضل وقت للمذاكرة هو ما بعد العشاء حتى منتصف الليل،، ومن آذان الفجر حتى الساعات الأولى في الصباح الباكر؛ ففي هذه الساعات يكون معدل تركيز الإنسان مناسب جدا للاطلاع والمذاكرة ،و من المهم أيضا الابتعاد عن مشتتات الانتباه، والتي تفقد الطالب قدرته على التركيز والتحصيل الدراسي، فما أكثر البرامج و مواقع التواصل الاجتماعي والاعمال الدرامية التي تبث ولا جدوى منها سوى تضييع الوقت، فالطالب المجتهد هو من يستثمر وقته في الاجتهاد والمذاكرة، والسعي نحو التفوق .
وشددت ريهام على ضرورة التحلي بالإرادة القوية والعزيمة الصادقة في ترك الطالب لكل ما يشغله عن المذاكرة، من مقاطعات هاتفية والبقاء على مواقع التواصل الاجتماعي لفترات طويلة، فكل هذه الوسائل تشتت التركيز والانتباه وتهدر الوقت بلا فائدة ، بل يجب علينا تنظيم الوقت ووضع جدول يومي بما نريد إنجازه مع مكافأة أنفسنا عندما ننجز أي التزام ،فيقول الشاعر حوط بن رئاب الأسدي { لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر } ، مشيرة إلى أن الطالب المجتهد هو من يهزم مخاوفه بالمراجعة المستمرة، فالمراجعة تؤكد المعلومات وترسخها في الذهن فيسهل استرجاعها وقت الامتحان .
وتضيف ريهام يحب استخدام التدرج في المذاكرة فنبدأ بمذاكرة العناوين الرئيسية ثم الانتقال إلى الفرعية، وكذلك من المواد الأصعب للأسهل ، فدائما حفز نفسك وشجعها على المذاكرة، باستخدام الأقلام الملونة والخرائط الذهنية ( mind map) مع أخذ قسط من الراحة لتنشيط العقل مرة أخرى، فيجب الاهتمام بالتغذية السليمة والفيتامينات الضرورية للجسد وشرب الماء بكثرة لتعويض الجسم ما يفقد من السوائل .