د. ياسر الشاذلى: مصر بلد “الثَقَلَيْن”.. القرآن والعِتْرَة
مصطفى بكرى: قوَّتنا فى وحدتنا.. لمواجهة “المُتَنَطِّعِين“
د. عربى أبو زيد: حُبُّ الوطن من الإيمان
مصطفى ياسين
فؤاد القاضى
تحوَّل المؤتمر الخامس للأشراف الجعافرة بقنا، والحُسَيْنيّين الرابع، إحياءً لذكرى الهجرة النبوية، وتكريم عدد من الراحلين، إلى ساحَة تبارَى فيها الحضور من مختلف فئات الشعب المصرى والأشقّاء العرب، للإعراب عن حُبِّهم لمصر وانتمائهم للأمّة العربية والإسلامية، مُطالِبين بتوحيد الصفِّ والجهود العربية فى مواجهة التحدّيّات والمخاطر التى تُهدّد أمن واستقرار العالم العربى والإسلامى.
بعثوا برسالة تهنئة ودعم وتأييد للرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يخوض حرب بناء وتنميّة ومواجهة مع أعداء وأشرار الإنسانية، مؤكّدين أنهم على قلب رجل واحد خلف القيادة الحكيمة فى انطلاقها نحو الجمهورية الجديدة، مُتَسَلِّحين بالإيمان والعمل والإخلاص لله ورسوله وللأمّة العربيّة والإسلاميّة.
بدأ المؤتمر بالسلام الوطني، ثم آى الذكر الحكيم للقارئ محمود سالمان الحلفاوي، وأداره وقدّمه د. هانى شورة، بحضور أعداد غفيرة من جميع أنحاء الجمهورية والعالم العربي، تلبية لدعوة الحاج فتحي رسلان- شيخ الجعافرة- ونجله رضا- رئيس لجنة الجعافرة الأشراف- وتنظيم: علي الرضا، نصر عبدالحي الشروني، نور النورابي، فخري أحمد راشد، ومشاركة كبار عوائل قبائل الهوّارة، العليقات، العبابدة، الأنصار، العبّاسيين ومعظم القبائل العربية، فضلاً عن بعض أبناء أشراف السعودية، الكويت، الأردن، ومنهم حسين عبدالإله الحياري، سليمان بن خالد آل سيف، د. عمر حجازي الزيدي، الأمين العام لـ”مؤسسة البيت لتحقيق الأنساب“.
دروس وعظات
أكد د. ياسر الشاذلى- مستشار نقيب الأشراف- مُعَرِّف نسب ذرية الشاذلى بالنقابة، فى كلمته نيابة عن السيد محمود الشريف، نقيب الأشراف- أن الهجرة النبوية مليئة بالدروس والعظات، فقد انتقلت الدعوة بموجبها وبسبَبِها من الاستضعاف إلى التمكين، ومن الهزيمة للنصر، وأُقيمت دولة الإسلام الأولى فى المدينة المنوّرة التى أضاءت بمَقْدَمِ سيّدنا رسول الله، وكانت تُسمّى “يثرب“.
“الثَقَلَيْن” فى مصر
أشار “د. الشاذلى” إلى أن مصر شَرُفَت بـ”الثَقَلَيْن” اللذَيْن أوصى سيّدنا الرسول بالتمسّك بهما لأنهما سبب الحفاظ على الأُمّة وعدم ضياعها، بقوله: “تَركتُ فِيكم الثَّقَلَيْن، ما إن تمسَّكتُم بهما، لن تضلُّوا: كِتابَ اللهِ، وعِتْرَتي أهلَ بيتي”، موضّحا أن الثَقَل الأول والأكبر وهو القرآن الكريم حيث تَحْفُل مصر بأفضل الحُفَّاظ والأصوات القرآنية على مستوى العالم، أما الثَقَل الثانى وهو الأكبر عددا وانتشارا فى مصر ويتمثّل فى آل البيت والأشراف، الذين يملؤن ربوع مصر. وهؤلاء عليهم مسئولية مضاعَفة فى حمل وتبليغ الرسالة والأمانة التى حَمَّلهم إيّاها رسولنا الكريم.
ودعا “د. الشاذلى” أبناء الأشراف- تحت مظلّة نقابتهم، وبالتعاون مع علماء الأزهر والأوقاف- لتَبَنِّى خطاب دينى مستنير، للارتقاء بالفهم والفكر الدينى، والتصدّى لحملات التشويه والتطرّف والإساءة المتعمَّدة للدين الحنيف ومقدّساته، تحت رعاية وقيادة الدولة المصرية ومؤسّساتها الوطنية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى طالب بضرورة تجديد الخطاب الدينى ونشر الوعى وترسيخ الانتماء والوطنية لدى الشعب وخاصة الشباب، فى مواجهة مخطّطات الهدم والتخريب ونشر الشائعات والأكاذيب.
بداية الدعوة
وقال مصطفى بكرى- عضو مجلس النواب-: كانت الهجرة بداية نشر الدعوة الإسلامية من المدينة المنوّرة، حاملة رسالة السلام من رسول السلام إلى العالم أجمع، بعد عودته إلى وطنه الذى أُخرِج منه، وهذا الموقف يُذكِّرنا بما نواجهه فى العصر الحالى من تحديات كبيرة تجاه ديننا وقيَمَنا وأخلاقنا، مما يتطلّب وحدتنا فى وطننا العربى فى مواجهة أولئك المُتَنَطِّعين الساعين إلى خَلْخَلَة الثوابت وطمس الهُوية ونشر الإرهاب على أرض السلام، مُشيدا بقوّة ووحدة شعبنا المصرى الذى تحالَفت معه الشعوب العربية: السعودية والإمارات والأردن وجميع الشعوب العربية، من الخليج للمحيط، حينما أدركوا أن مصر تواجه أزمة، وقفوا فى خندق واحد، لأننا أُمَّة واحدة مهما تباينت الآراء، لأن عدوّنا واحد يستهدف طمس هُويتنا وهدم أوطاننا، وما يحدث فى عالمنا العربى حاليا أكبر دليل على ذلك المُخطَّط، وليس أمامنا خيارا إلا الوقوف صف واحد دفاعا عن الأمّة، فى مواجهة أولئك الدين يُدنِّسون الأقصى ويتآمرون لخَلْق خلافات مذهبيّة ودينيّة، والخطر يقترب، ولا سبيل إلا بوحدة الجهود وتلاشى المطالِب الشخصية والثانوية، فواجبنا الدفاع عن مؤسسات الدولة والتصدّى للجيل الرابع من الحروب ومواجهة الشائعات التى تُرَوَّج ضد أمّة العرب والإسلام.
حب الوطن
وأكّد د. عربى أبو زيد- وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالأسكندرية- أن دعم مصر والوقوف خلف قيادتها ومساندة مؤسّساتها الوطنيّة من أهم الدروس المستفادَة من الهجرة ونحتاج لتطبيقها فى العصر الحالى، فقدوتنا سيّدنا رسول الله علَّمنا أن حُبَّ الوطن من الإيمان، خاصّة وأن مصر ذُكرت فى القرآن الكريم قرابة الثلاثين مرّة، وفى الإنجيل 700 مرّة، لذا فمصر هى نسيج واحد يجمع المسلمين والمسيحيين، وما تعيشه من إنجازات فى كلّ المجالات يتطلَّب الدعم والإشادة.
صِلَةُ الرحم
ووصف د. بدر الخطيب الزيدى- فى كلمة أشراف السعودية، نيابة عن حسين بن عبد الإله الحيارى- الملتقَى بأنه اجتماع قَبَلِى هاشمى يجسّد المودّة والمحبّة ورابطة الدمّ والنَسَب الذى زكَّاه الله، وقَرَن من وصله بقُرْبِه منه- عزَّ وجلَّ- فعن عبدالرحمن بن عوف- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: (قال الله تبارك وتعالى: أنا الله وأنا الرحمن، خلقت الرَّحِمَ، وشقَقَت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتَتُّه) رواه الترمذي وأبو داود وأحمد، وغيرها الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة ومنها: “تعلَّموا من أنسَابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صِلة الرحم محبّة في الأهل، مثْراة في المال، منسأة في الأثر“.
وأوصى الحاضرين قائلا: لا تجعلوا أى منفذ أو داع للهَجْر والفُرقة، فسعادتُنا مقرونة بالترابط والتواصل، مشيرا إلى أن نقابة الأشراف المصرية هى أقدم النقابات فى العالم العربى لحفظ النَسَب الذى حرص الإسلام عليه حتى تستقر المجتمعات.
مكارم الأخلاق
وذكَّر محمود عبدالهادى- فارس السلام وقطار المصالحات- برسالة سيّدنا رسول الله “إنّما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ- وفي روايةٍ- (صالحَ) الأخلاقِ”، موجِّها كلامه للحضور: بأخلاقكم وأعمالكم تنالون معيّة جدِّكم، فمن أبطأ به عملُه ولم يُسرع به نَسَبُه.
المودّة فى القُرْبَى
ووجَّه أحمد بن يحيى أبى الهيجاء- نيابة عن أشراف الأردن- الدعوة لعقد المؤتمر القادم على أرض المملكة الهاشمية الأردنية، لزيارة مقامات الصحابة- حوالى 13 ألف- على أرض النَشَامَى، مُذكِّرا بقوله تعالى: “قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ” الشورى: 23.
كنز الهجرة
وأشار عبدالحميد على معلا- رئيس المجلس الأعلى للأشراف الجعافرة- إلى أن الهجرة النبوية كنز من الدروس المستفادة للمسلمين فى كلّ العصور والأزمنة، وعلى رأسها الاستعداد والتخطيط عند مواجهة أى تحدٍ، كما هو وضعنا الحالى ما يفرض على الجميع التوحّد على قلب رجل واحد.
واستعرض أحمد سمير الخطيب، سيرة سيّدى عبدالرحيم القنائى.