افتتح السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية مسجد السيدة نفيسة بعد عملية التطوير الشامل للمسجد والمناطق المحيطة به ضمن طفرة في عمليات التطوير تشهدها مساجد آل البيت، وفقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، لاستعادة مظهرها الحضاري وقيمتها التاريخية، ووضعها على خريطة المزارات السياحية الدينية.
حضر الافتتاح الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء والدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف وسلطان طائفة البهرة الذين ساهموا في أعمال تطوير وتجديد المسجد وهو ما أشار إليه السيد الرئيس في كلمته حيث وجه لهم الشكر علي مساهمتهم في تطوير وصيانة مساجد آل البيت
يفتح المسجد أمام جموع الزائرين والمصلين يوم الجمعة القادمة 11 أغسطس الجاري بعد الانتهاء التام من أعمال الترميم والتطوير داخل وخارج المسجد، ومنطقة المقام الذي يقع في الجانب الأيمن من المسجد، وتم رفع السقالات والأعمدة كافة، وتطوير ساحة المقام من الداخل بالرخام وواجهة المسجد من الخارج، ضمن مخطط تطوير القاهرة التاريخية.
يهدف مشروع تطوير مساجد آل البيت، تحويل المنطقة إلى متحف مفتوح يعيد للمنطقة عمقها التاريخي وتقديم صورة طبق الأصل كمحاكاة لعصر القاهرة الفاطمية بتفاصيله كافة، واستحضار الصورة الذهنية لجميع عناصره، تماشيًا مع الطابع التاريخي الأثري لهذا العصر عبر فتح الساحات الرابطة بين مساجد السيدة زينب والسيدة نفيسة والسيدة عائشة، مرورًا بباقي مزارات آل البيت بشارع الخليفة، وكذلك الآثار التاريخية المهمة القريبة مثل: مسجد ابن طولون، ومتحف جاير اندرسون، مرورا بقبة شجرة الدر، وكذلك متنزه الخليفة التراثي البيئي، ويشمل التطوير مناطق مسجد السيدة رقية، وضريح محمد أنور، الذي يعتقد أنه من نسب النبي، مرورًا بقبة الأشراف، ومقام السيد جوهر، ومقام سيدي الحناوي.
تضمنت عمليات التطوير، رصف الأرضيات بالبازلت، ورفع كفاءة الإنارة وترميم ودهان ووجهات العقارات المجاورة للمسجد والمقام، ورفع كفاءة وتطوير الشوارع الرئيسة، ومد خطوط الصرف الصحى ، وخاصة أن مسجد السيدة نفيسة يعد من أعرق المساجد التاريخية بالقاهرة، إذْ يضم مقام السيدة نفيسة بنت الحسن، حفيدة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أول مساجد “آل البيت” في مصر،التي تضم مساجد: السيدة زينب والحسين والسيدة عائشة والسيدة سكينة والسيدة رقية وغيرها.
جدير بالذكر أن هناك اهتماما من الدولة بتطوير مساجد آل البيت، ويترافق مع التطوير حملات للتركيز على الدور الدعوي والتثقيفي، وإصدار تعريفات وكتيبات عن آل البيت فى مصر وأماكن وجودهم ومختصر صاحب الشخصية، وتعريف عن شخصية صاحب المقام أو الضريح.
ومن المقرر أن يخضع الإشراف داخل المسجد على أعمال النظافة وتنظيم الزوار لإحدى المؤسسات التي تهتم بالعناية بالمساجد مثلما حدث في مسجد الإمام الحسين ، كما شمل التطوير عدد من المساجد الأخرى أبرزها السيدة فاطمة النبوية، السيدة رقية، السيدة سُكَينة، السيدة زينب، السيدة نفيسة وغيرها.
بدأت حركة التطوير الذي بدأت بمسجد الإمام الحسين رضي الله عنه، بالقاهرة، بتكلفة بلغت 150 مليون جنيه، تصل ضمن مخطط تطوير القاهرة التاريخية، تشمل خريطة تطوير مساجد آل البيت التي تأتي تحت اسم ” في رحاب آل البيت” مساجد الإمام الحسين رضي الله عنه، والسيدة فاطمة النبوية، والسيدة رقية، والسيدة سُكَينة، والسيدة حورية فى بنى سويف، سيدنا على زين العابدين، والسيدة زينب، والسيدة نفيسة، والسيد أحمد البدوى بطنطا.
تؤكد المصادر التاريخية أن السيدة نفيسة جاءت إلى مصر، عاشت في دار تقع بشارع شجرة الدر بالمنطقة المعروفة حاليًّا باسمها، ولما ضاق عليها الدار وشغلها الناس عن العبادة أرادت أن ترحل إلى بلاد الحجاز لولا تدخل حاكم مصرالسّري بن عبدالحكم كان حاكم مصر وقتها، فسألها عن سبب انزعاجها فحكت له، فأمر بتخصيص يومين في الأسبوع لزيارتها من قبل أحباب “آل البيت”، وخصص لها دارًا قبل أن يتحول إلى مشهدها ومسجدها.
في سياق متصل يشهد شارع السلطان الأشرف والمعروف بإسم “شارع الأشراف” بالقاهرة الفاطمية، تطويرًا شاملا لترميم الأضرحة التي به وفي مقدمتها مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها، مرورًا بعدد من المساجد والأضرحة والمزارات التاريخية التي تعد إرثًا حضاريًا مميزًا، وكذلك تدشين مشروع لرفع كفاءة الشارع والعقارات المطلة عليه لرفع القيمة الحضارية للشارع واستعادة مكانته ووضعه على خريطة السياحة الدينية.
العصر الذهبي
وصف الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، ما تم ويتم في عمارة المساجد في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ب” العصر الذهبي” لتطوير المساجد، لأنه إنجاز غير مسبوق تحياه مساجد مصر مبني ومعني، لتظهر في أبهى صورة لها، وخاصة أن وزارة الأوقاف تعمل وفق معايير دقيقة تعتمد على النظام والأولويات، فالوزارة تعطي أولوية للمساجد التي يتم افتتاحها، وأن إجمالي ما تم من عمليات التطوير على نفقة وزارة الأوقاف أو دعم صندوق العمارة بلغ 4445 مسجدا بتكلفة تقدر بنحو ٦.٥ مليار جنيه، وما تم فى هذه المرحلة من عمارة المساجد الكبرى غير مسبوق على الإطلاق فى مصر أو فى أى دولة أخرى، وتم الانتهاء من تطوير مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها، على أعلى مستوى، بالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار ومحافظة القاهرة.
أعلن الدكتور محمد مختار جمعة، أنه خلال العام المالي 2022/2023، تم فرش أكثر من 2500 مسجد بمساحة 761 ألف متر بتكلفة إجمالية 167 مليون جنيه، وهي النسبة الأكبر لفرش المساجد.
أعرق المساجد
أكد موقع الهيئة العامة للاستعلامات عن عنوان ” بوابتك إلى مصر” أن مسجد السيدة نفيسة يقع بمنطقة السيدة نفيسة بالقرب من منطقة مصر القديمة وهو من أعرق المساجد بمحافظة القاهرة لاحتوائه على مقام السيدة “نفيسة بنت الحسن” وهى من أهل بيت رسول الله، وهو أحد أشهر مساجد “آل البيت” النبوي، التي ازدانت بهم أرض مصر، ويعد أول مسجد فى طريق يعرف بطريق أهل البيت، وهو طريق يضم عدة محطات مشرفة منها ، مشهد الإمام على زين العابدين، ومشهد السيدة زينب بنت الإمام علي، ومسجد السيدة سكينة بنت الحسين، والسيدة رقية بنت الإمام على بن أبى طالب، وسيدي محمد بن جعفر الصادق، والسيدة عاتكة عمة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام .
وأوضحت هيئة الاستعلامات أنه جاء فى خطط المقريزي، أن أول من بنى على قبر السيدة نفيسة، هو عبيد الله بن السري والى مصر، من قبل الدولة العباسية، ثم أعيد بناء الضريح فى عهد الدولة الفاطمية، وأضيفت له قبة، ودون تاريخ العمارة على لوح من الرخام، وضعت على باب الضريح، تبين اسم الخليفة الفاطمى المستنصر بالله وألقابه ، وأعيد تجديد هذه القبة فى عهد الخليفة الفاطمى الحافظ لدين الله، بعد أن حدثت فيها بعض التصدعات والشروخ، كما تم كساء المحراب بالرخام سنة 532هـ (1138 م)، إلى أن أمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون أن يتولى نظارة المشهد النفيسي الخلفاء العباسيون .