في إطار الدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف، ألقى معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف كلمة في احتفال نادي هيئة قضايا الدولة بالمولد النبوي الشريف وانتصارات أكتوبر المجيدة مساء الخميس 5/ 10/ 2023م بحضور كل من: سيادة المستشار/ مسعد عبد المقصود الفخراني رئيس هيئة قضايا الدولة، والمستشار/ خالد زين الدين رئيس نادي مستشاري هيئة قضايا الدولة، واللواء أ.ح/ سمير فرج الخبير الاستراتيجي، والمستشار/ عبد الرازق شعيب نائب رئيس هيئة قضايا الدولة، والمستشار/ بدر الضبع نائب رئيس هيئة قضايا الدولة، والمستشار/ محمد حسن نائب رئيس هيئة قضايا الدولة، والمستشار/ نجاح موسى مساعد أول وزير العدل، والمستشار/ كرم حجازي المستشار القضائي لوزارة الأوقاف، والدكتور/ أسامة فخري الجندي مدير عام شئون القرآن الكريم بديوان عام وزارة الأوقاف.
وفي كلمته أعرب معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف عن شكره لسيادة المستشار/ مسعد عبد المقصود الفخراني رئيس هيئة قضايا الدولة، مشيدًا برعاية سيادته لهذا اللقاء، مثمنًا ما تقوم به هيئة قضايا الدولة من خدمة للقضايا الوطنية، ومصالح الدولة المصرية، وقضايا الأوقاف والتي تهتم بها هيئة قضايا الدولة اهتمامًا كبيرًا وتدفع فيها بمجموعة من خيرة أبنائها، مؤكدًا أن محور الثقافة أحد أهم محاور بناء شخصية الأئمة والواعظات.
موضحًا أن هذا اللقاء يجمع بين أمرين الأول الحديث عن رسالة سيدنا محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمناسبة الاحتفاء بذكرى مولده الشريف، والثاني مناسبة وطنية عزيزة علينا جميعًا هي الاحتفال بالذكرى الخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة، مما يدعونا إلى الحديث عن بعض نقاط التقاء الدين والوطن.
فالجماعات المتطرفة زرعت كثيرًا من المتناقضات ومنها التفريق بين الدين والدنيا، وكأن الدين والدنيا نقيضان مما يدفعك إلى الاختيار بينهما، وقد قال الله (تبارك تعالى): “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”، ويقول الشاعر:
فما أجمل الدين والدنيا إذا اجتمعا
وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل
ودورنا هو عمارة الدنيا بالدين وليس تخريبها باسم الدين، فالدين فن صناعة الحياة وليس صناعة الموت، مؤكدًا أن مصالح الأوطان جزء لا يتجزأ من صميم مقاصد الأديان، وأن وزارة الأوقاف قد أصدرت كتاب “الكليات الست”، وكتاب “مشروعية الدولة الوطنية” وكتاب “حق الوطن”، مبينا أن الحر الشريف يفتدي وطنه بنفسه، فالوطن يُفتدى والنفس يُفتدى بها، فإذا كان الوطن يُفتدى بالنفس، والنفس من الكليات فمن باب أولى أن يكون الوطن من هذه الكليات، فمصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان مشيرًا إلى أن موضوع خطبة الجمعة القادمة سيكون عن فضل الشهادة ومكانة الشهداء.
مختتمًا حديثه بأبيات عن سيد الخلق سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، حيث يقول شوقي:
يَا جَاهِلِينَ عَلَى الْهَادِي وَدَعْوَتِهِ
هَلْ تَجْهَلُونَ مَكَانَ الصَّادِقِ الْعَلَمِ؟
لَقَّبْتُمُوهُ أَمِينَ الْقَوْمِ فِي صِغَرٍ
وَمَا الْأَمِينُ عَلَى قَوْلٍ بِمُتَّهَمِ
يا أَفصَحَ الناطِقينَ الضادَ قاطِبَةً
حَديثُكَ الشَهدُ عِندَ الذائِقِ الفَهِمِ
خططت للدين والدنيا علومهما
يا قارئ اللوح بل يا لامس القلم
أَخوكَ عيسى دَعا مَيتًا فَقامَ لَهُ
وَأَنتَ أَحيَيتَ أَجيالاً مِنَ العدم
مديحُنا فيك حبٌّ خالصٌ وهوًى
وصادقُ الحبِّ يُملي صادقَ الكلمِ