– موقف الضمير العالمى الذى يشاهد مجازر غزة .. مخزي
– صبر وصمود المرأة الفلسطينية يجعلها ” خنساء اليوم ”
– ” الديانة الابراهيمية ” .. مشروع صهيونى يريد السيطرة على العرب والمسلمين
– حلقات سرد القرآن بالأقصى ترعب الصهاينة .. وأبناؤنا يحصدون المراكز الأولى بالمسابقات الدولية
حوار :
جمال سالم – مروة غانم
انتقدت أمال الأغا رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة الضمير العالمى الذى يشاهد مجازر غزة ولا يحرك له ساكنا .. مؤكدة أن هذا القتل والدمار يعكس مدى الحقد والانتقام الصهيوني من الفلسطينيين .
وشددت الأغا على أن القتل لأراواح الفلسطينين والاعتقالات المستمرة لم يكسر هذا الشعب الفلسطينى الذي ظل صادما – ولا يزال – فلم يترك بلاده للمحتل .. لافتة إلى أن الحروب كلها طاردة إلا فى فلسطين فهى جاذبة .
وأشادت الأغا – خلال حوارها لـ ” عقيدتي ” بصبر وصمود المرأة الفلسطينية التى تقدم كل يوم شهيدا من أسرتها ، معتبرة اياها ” خنساء اليوم ” .. مؤكدة أن المرأة الفلسطينية لا تكسر ولا تهزم طالما أن حلمها لم يتحقق بعد .
ولفتت رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة الى أن حلقات سرد القرآن الكريم بالمسجد الأقصى من أكثر الأشياء التى تزعج وتخيف العدو الصهيونى .
وأشارت إلى أن مشروع ” الديانة الإبراهيمية ” الذين حاولوا ترويجه مؤخرا من ضمن المشاريع الصهيونية للسيطرة على العرب والمسلمين ، مشيرة إلى أن ذلك هو أسلوبهم بعد أن فشلوا في الوصول إلينا وكان لابد لهم أن يبحثوا عن مشروع نقبله , لكننا لن نقبل بأى مشروع يقدمه المحتل فأى محتل مهما طال احتلاله لابد أن يرحل فى النهاية وهذا ما يخبرنا به التاريخ سواء القديم أو الحديث . . وفيما يلي نص الحوار :
نشأة الاتحاد
· في البداية .. وقبل التطرق الى الأحداث الدامية فى غزة .. سألناها عن اتحاد المرأة الفلسطينية من حيث نشأته والمهام التى يقوم بها ؟
– فقاالت : فى حقيقة الأمر أن الإتحاد نشأ على يد الرائدة سميرة أبو غزالة وهى من الذين تم ابعادهم من بيروت بعد حلف بغداد واستقبلها الرئيس جمال عبد الناصر بمصر , وبالصدفة التقت بثلاث أخوات فلسطينيات لم تكن تعرفهم من قبل فاقترحوا تأسيس منظمة تجمعهم يستطيعون من خلالها مساعدة الاسر الفلسطينية التى تعيش فى مصر وتم تشكيل مجلس الادارة وتكوين الاتحاد وتم عمل أول بزار للاتحاد و تحويله ريعه لفتح بيت للطالبات الفلسطينيات اللاتى يدرسن بالجامعات المصرية ، كما تم عمل مشروع تطريز فلسطينى يمول الاتحاد ويحافظ على الهوية الفلسطينية فى نفس الوقت ويجعل القضية الفلسطينية موجودة دائما فى ذهن وقلب أفراد العائلة ثم جاءت أحداث 1967 فمنعت الطالبات الفلسطينيات اللاتي يتعلمن في مصر من السفر وقامت بحبسهن ، فتم عمل صندوق لهؤلاء الطالبات لمساعدتهن حتى سمحت اسرائيل بدخول الطالبات عن طريق الصليب الاحمر فهذا الاتحاد يعكس معاناة ونضال المرأة الفلسطينية منذ عام 1948 .
· كم عدد عضوات الاتحاد حاليا ؟
– العضوات المنتسبات للرابطة يبلغ عددهن تقريبا 1200 عضوة لكن عدد المتواجدين بشكل فعلى حوالى 700 عضوة .
· هل هناك شروط للانضمام لاتحاد المرأة الفلسطينية ؟
– عضوية الاتحاد تحق لكل فلسطينية ولكل متزوجة من فلسطينى وابنة الفلسطينى وهذا يتيح فرصة للاخوات المصريات المتزوجات من فلسطينى الانضمام للاتحاد.
· وما هى أهم المشروعات القائمة التى تدر دخلا للاتحاد فى الوقت الحاضر ؟
– حقيقة فإن عمل الاتحاد هو عمل وطنى اجتماعى بشكل متوازن ، فالاجتماعى يكون بالدعم والمساندة للأسرة الفلسطينية ولدينا مشروع الأسر المنتجة الذى ينتج مطرزات فلسطينية تقليدية ومتطورة كما لدينا مشروع كورال عباد الشمس وهو كورال يردد الأغانى الفلسطينية الوطنية من أبناء وبنات العضوات كما لدينا متطوعات مصريات تشاركن فى الكورال ويقمن باحياء المناسبات المختلفة, أما على الجانب الوطنى فالاتحاد لديه قضية أساسية وهى الحفاظ على الهوية الفلسطينية ، لذا نقيم ندوة شهرية إما سياسية أو فنية بعرض فيلم عن فلسطين أو مقابلة شخصية فلسطينية أو نقوم بعرض رسالة ماجيستير أو دكتوراة لأحد الطلبة الفلسطينيين وهذا بجانب الكثير من الأنشطة الأخرى التى نشارك فيها المؤسسات والهيئات المصرية كما يوجد لدينا كفالة أسر للاسر الفلسطينية ومساعدة فى رسوم المدارس كما لدينا بيت طالبات فلسطينيات .
· لكن هل يتلقى الاتحاد أى دعم من أى جهة ؟
– الاتحاد يعمل بالاكتفاء الذاتى والاعتماد على النفس فلا توجد جهة واحدة تدعمه فكل العمل داخلى بين العضوات بعضهن البعض وبالمشاريع البسيطة التى يقوم بها الاتحاد و ننفق منها على الاتحاد حتى منظمة التحرير لا ترسل لنا أى دعم كما أنه لا يوجد لدينا موظفات فالكل يعمل متطوعا .
مفتاح القدس
· تتصف الفلسطينية بعدة صفات منها أنها مفتاح القدس كيف ذلك ؟
– المرأة هى عمود البيت وعمود المجتمع فهى التى تربى الأسرة ، وهى التى تعلم أبناءها الكفاح ضد المحتل وتزيد وعى أبناءها بالقضية الفلسطينية ، فهى دائما ما تحكى عن القضية وتزيد من ارتباط أبناءها بالأقصى وبوطنهم .
· لقد جذبت المرأة الفلسطينية أنظار العالم كله إليها فى صمودها وصبرها وقوتها .. فمن أين جاءت بكل هذه القوة ؟
– هذه القوة تستمدها الفلسطينية من الله عزوجل فقد وعدنا جل فى علاه ولن يتخلى عنا، ففراق الابن لا يمكن احتماله و ما يصبرنا على استشهاد أبناءنا أن فراق الابن لأجل الوطن وبقاءه ودفاعا عن الاقصى ثالث الحرمين ومسرى النبى صل الله عليه وسلم , فنحن مرابطون كما وصفنا النبى صلى الله عليه وسلم ، فاذا كان الوطن محتل ومستباح من قبل الصهاينة فأقل ما نقدمه هو أرواحنا وأرواح أبناءنا ، فنحن 12 مليون نسمة, ستة ملايين داخل الوطن وستة خارجه هؤلاء الذين أخرجوا من وطنهم يحلمون بيوم العودة حتى لو حياتهم مستقرة خارج أوطانهم ويعيشون منعمين فدائما يراودهم حلم العودة لحيفا ويافا وعكا ليس فقط على رام الله والخليل وأهالينا داخل الأراضى المحتلة صامدين وصابرين رغم القتل والدمار الذى يتكبدونه على أيدى قوات الاحتلال ومن يساعدهم .. فالأم هى التى تقوى عزيمة أبناءها واصرارهم على تحرير القدس وتحرير الأرض من المحتل وطرده خارج وطننا .
الخنساء الفلسطينية
· هناك من يشبه المرأة الفلسطينية بالخنساء التى ودعت أبنائها شهداء لكنها لم تبك بل نراها سعيدة وتعلن عزمها تقديم باقى أبناءها شهداء وفداء للأقصى .. فما تعليقك ؟
– هذه حقيقة فهى تشبه الخنساء فى صبرها وجلدها وتحملها فراق أبناءها فى سبيل تحرير الوطن ، فإيمان وعقيدة المرأة الفلسطينية ويقينها فى الله عزوجل أقوى مما يخيل وهذه نعمة كبيرة من الله سبحانه وتعالى أنعم بها علينا ، فكلما فقدت المرأة الفلسطينية عزيز عليها زاد صبرها وجلدها وصمودها كما أن الظروف غير الانسانية التى تعيشها الفلسطينية تحت وطأة الاحتلال تجعلها مبدعة ومبتكرة ، فغزة اليوم لا يوجد بها مياه ، وقد رأينا المرأة تأتى بمياه البحر وتقوم بتقطيرها ثم تعيد استخدام هذه المياه ولا تتخلص عنها , فالفلسطينية لا تكسر ولا تهزم ولا تمل طالما أن حلمها لم يتحقق بعد كما أنها فدائية ليس بالسلاح فقط انما بعلمها وصبرها وجلدها وغرسها للقضية فى نفوس أبناءها .
· هل المرأة الفلسطينية تربى أبناءها أن صراعهم مع اليهود صراع وجود لا حدود ؟
– بالطبع نحن نغرس فى أبنائنا أن الصراع مع اليهود قضية وجود لا حدود لها ، من النهر الى البحر وأنا فلسطينية من يافا ولن أرجع إلا على يافا ، فالضفة الغربية لها أهلها الذين سيعودون اليها وكلنا متمسكون ببيوتنا وبوطننا مهما طال اغتصاب اليهود فسوف نسترده ونطردهم من بلادنا وهذا هوسلاحنا ، نحن نتمسك بكل الاسلحة المتاحة بالفن والتطريز وبكل الطرق .
شباب مرابط
· الآن يقدم الشباب الفلسطينى كنماذج لما يجب أن يكون عليه الشاب العربى المسلم ، وهذا أكبر نصر للمرأة الفلسطينية .. فهل تتفقين مع هذا الرأى ؟
– بالطبع أتفق معه بكل جوارحى فهذا الشاب المرابط والمتميز والمبدع نجح وتفوق وتميز رغم الظروف التى يعيشها وهو نتاج تربية حقيقية سوية , فلدينا سنويا آلاف من الشباب الذى يتخرج فى الجامعة ولا يجد عملا بسبب الحصار والحرب التى تحدث كل ثلاث سنوات ، ورغم ذلك تجد أبناءنا مبدعين ويحصدون المراكز الأولى فى المسابقات الدولية لأن وراءهم بيت وأسرة وأم فدائية تحفزهم ، نحن شعب نحب الحياة طالما وجدت .
· التعليم فى غزة يعد من أجود وأفضل أنواع التعليم على مستوى العالم العربى رغم التحديات التي يواجهها ، فكيف ذلك ؟
– هذه حقيقة فرغم الظروف التى يعيشها أهل قطاع غزة إلا أنهم يعلمون أبناءهم بشكل جيد ، فلا يوجد ولد فى فلسطين الا وله شهيد أو أسير أو جريح وبالتالى تجده ينضج من كل النواحى ولديه تحدى أن يكون شيئا متميزا فشبابنا لديهم قوة غير عادية لأن لديهم وطن محتل يريدون تحريره من أيدى اليهود ، وهذا ما يجعل اليهود ينتقمون من أهل غزة بهذا الشكل الوحشى فهم يريدون إبادتهم والقضاء عليهم خوفا منهم ، لكن لن يتحقق مرادهم وسينصرنا الله عليهم عاجلا أم آجلا .
· كيف ترين حالة القتل الوحشى من قوات الاحتلال للأطفال والنساء والشيوخ فى قطاع غزة ؟
– حقيقة هذه وحشية ودموية وانتقام وحقد دفين داخل رابع أقوى جيش فى العالم فهو ينتقم من أهل غزة بشكل وحشى فهذه ليست حرب متكافئة لكن لن يمكنهم الله منا , فمن يقصف مستشفى يحتاج إلى مقاومة فهو ينتقم من أهل غزة العزل فقد وصل عدد شهداءنا أكثر من 12 ألف شهيد نصف هذا العدد من النساء والأطفال .
حرب دينية
· هل ترين أن هذه الحرب دينية فى ظل ترديد نتنياهو لبعض أيات التوراة ؟
– نتنياهو أو اليمين المتطرف أحرار فيما يقولون ويدعون ، فبعد ما عملوا قانون القومية يحتاجون اسرائيل خالصة من المسيحية والمسلمين فهم يحلمون اسرائيل يهودية خالصة كما أنهم يحلمون بدولة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات لذا يحتاج أن يتخلص من الشعب الفلسطينى فقد حاول مع المعتقلين الفلسطينيين فى السجون والذين يبلغ عددهم حوالى ستة آلاف معتقل فقد عرض عليهم الافراج عنهم والهجرة لدول أوربية بشرط أن يكتبوا اقرار على أنفسهم أنهم لن يعودوا ثانية إلى فلسطين وفرض الحصار على الشعب الفلسطينى ليس فى غزة فقط إنما فى الضفة أيضا فهذا الحصار أدى الى هجرة شبابنا هجرة غير شرعية وغرقهم فى البحر بحثا عن رزقهم هذا بجانب الحروب المستمرة على القطاع والقدس والضفة والقتل الرهيب لأراواح الفلسطينين كل هذا والاعتقالات المستمرة لأبناءنا فكل هذا لم يكسر الشعب الفلسطينى ولم يضطره للهجرة وترك بلاده للمحتل ، فالعالقون فى مصر وكل دول العالم ينتظرون يوم رجوعهم لبلادهم رغم كل ما يحدث لغزة الآن من تدمير وقتل وهدم , فالحروب كلها طاردة إلا فى فلسطين فهى جاذبة , فاسرائيل قامت على كذبة كبيرة وهى أرض الميعاد وحائط البراق لكنها لن تستمر فلدينا شجرة الزيتون الرومانية من الاف السنين عمرها أكبرمن عمر اسرائيل .
· منذ حدث السابع من أكتوبر والعالم الغربى كله انتقل لمنطقة الشرق الأوسط لحماية اسرائيل .. كيف ترين ذلك ؟
– هذا صحيح .. فأمريكا وكل القوى الاستعمارية ترسل يوميا أسلحة وذخائر وسفن حربية وصواريح لا عدد لها كى تحارب اسرائيل مجموعة فصائل لا يوجد لديها ما لدى اسرائيل من الأسلحة والذخائر .. كل هذا للسيطرة على العالم العربى ونهب ثرواته ، فالغاز الذى اكتشف فى ساحل غزة يريدون السيطرة عليه وكذلك مشروع ربط الهند بأوربا فى قناة موازية لقناة السويس هذه القناة تمر بشمال غزة لذا يريدون السيطرة على هذه المنطقة كى يؤمنوا هذه القناة ويضربوا بها قناة السويس ، فاسرائيل ووراءها أمريكا وكل القوى الاستعمارية مخططها اقتصاد وسياسة على حساب استغلال الثروات العربية والشعب العربى نفسه .
· كيف تنظرين للدعوات التى تصدر من الحين والآخر بضرورة قبول اسرائيل فى المنطقة العربية ؟
– اسرائيل دولة محتلة والمحتل يقاوم بكل الطرق ولن نقبله يوما , فهناك فرق كبير بين اليهودى والصهيونى , فاليهود يعيشون بيننا منذ مئات السنيين ، وفى مصر يوجد حارة اليهود ، وفى فلسطين يوجد حي اليهود فى القدس ، وفى المغرب يوجد أيضا حى اليهود , فهؤلاء يهود عاديين وليسوا صهاينة كانوا يعيشون بيننا ويتعايشون معنا ، لكن هؤلاء الصهاينة مغتصبون للارض والعرض ومحتلون ولن نقبلهم ما حيينا .
· اليهود المتدينون قاموا بوقفات احتجاجية فى كثير من الدول الاوربية ، حيث أعلنوا رفضهم لأفعال اسرائيل الدموية وأعلنوا أيضا تبرأهم مما تقوم به فى الاراضى الفلسطينية .. ما تفسيرك لذلك ؟
– اليهودى الحقيقى يقبل العيش مع المسلمين والمسيحين ويرفض كل اجرام ووحشية اسرائيل ، لكن المصلحة تجمع هؤلاء من أجل مصلحة اسرائيل وبقاءها ، فقد أعلنت اسرائيل ذلك صراحة وجاء على لسان قادتها أن لديها التكنولوجيا والعرب لديهم العمالة العربية الرخيصة .
الديانة الابراهيمية
· ما رأيك فى مشروع الديانة الابراهيمية الجديدة ودمج الديانات الثلاث فى ديانة واحدة ؟
– هذا المشروع من ضمن المشاريع الصهيونية للسيطرة على العرب والمسلمين فهم لا يستطيعون الوصول إلينا ولابد أن يبحثوا عن مشروع نقبله , لكننا لن نقبل بأى مشروع يقدمه المحتل فأى محتل مهما طال احتلاله لابد أن يرحل فى النهاية وهذا ما يخبرنا به التاريخ سواء القديم أو الحديث ، فبريطانيا العظمى لم تبق عظمى كما كانت وكذلك فرنسا حتى أمريكا بعد حربها مع العراق وتدميرها لها فى النهاية اعتذرت واعترفت بعدم وجود نووى بها لكن بعد ما خربتها ودمرتها .. وهذا يؤكد لنا ويطمئنا أن الاستعمار إلى زوال ولابد أن نصمد ونصبر ونقاوم .
· البعض ينتقد المقاومة فيما قامت به يوم السابع من أكتوبر خاصة بعد رد فعل اسرائيل الوحشى مع أهل غزة .. فهل تتفقين مع من ينتقد المقاومة الفلسطينية ؟
– نحن مع المقاومة وندعمها ونساندها ونقف خلفها , فمن يعيش الصراع داخل الأراضى المحتلة يختلف تماما عمن يشاهده على الشاشات , فنحن نعانى من الاحتلال منذ عام 1948 ولا يوجد لدينا حالة سلام ، انما لدينا انتظار وترقب والقيادة الفلسطينية قبلت بمبادرة السلام ، لكن اسرائيل تملصت منها لتحقيق مشروعها الصهيونى فنحن غير مستقرين فقد خضنا حرب 2008 و2014 و2017 كل هذه الحروب بسبب أفعال ومجازر اسرائيل مع أهل فلسطين والمقاومة ضد الاحتلال وضد الظلم وضد السيطرة ولا توجد دولة تحرر بدون مقابل , فحركة فتح انطلقت عام 1965 ضد الاحتلال وظلت مستمرة لكن الأحداث الأخيرة تدل على وحشية اسرائيل فى ظل تخلى الدول والمؤسسات الدولية عن الشعب الفلسطينى وتقديم كافة أشكال الدعم للمحتل الصهيونى.. ماذا ننتظر من المقاومة فأبسط شيء تحاول رد العدوان بكل ما تملك وسوف تنتصر بإذن الله لأننا على حق ونحن أصحاب الأرض وهم على باطل ومحتلون .
قرارات دولية
· كيف ترين القرارات التى يصدرها مجلس الأمن والأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية ؟
– ماذا فعلت هذه القرارات .. هل أوقفت إبادة إسرائيل للشعب الفلسطينى والتهجير القسرى للأسر الفلسطينية وهدم المنازل وقصف المستشفيات؟!! .. اسرائيل دولة مجرمة ولا ترضخ لأى قانون وقد وصل بها الاجرام والوقاحة أن رفضت استقبال أى فريق من أى مؤسسة دولية للتحقيق فى الانتهاكات التى ترتكبها ، فماذا ننتظر من دولة كهذه وماذا ننتظر من أناس يقولون أمام العالم كله أنهم يريدون ضرب غزة بقنبلة نووية ويصفون أهلها بالحيوانات البشرية فهم يرون أننا خدم لهم وأغيار كما يطلقون علينا .
· إلى أى مدى ترين الاعلام الغربى يخدم اسرائيل ويبرر مذابحها بفلسطين أنها تدافع عن نفسها؟
– هذا هو حال الغرب والاعلام الغربى طول الوقت لكن للأسف نحن مقصرون فى حق قضيتنا ومتخاذلون فى الدفاع عنها وكشف جرائم المحتل بحقنا فهذا قلة حيلة منا .. لابد أن نكشف عن التطرف اليهودى والاجرام فيوم ما حرقوا بيت العائلة الفلسطينية فى نابلس أمام العالم كله ماذا حدث بعد ذلك للأسف تم الافراج عن الجندى الإسرائيلى الذى قام بهذه المحرقة والطفل الذى تم طعنه 26 طعنة.. ماذا حدث لقاتله ؟ للأسف لاشيء !! .. وكم من النساء الفلسطينيات اللاتى تقتلن برصاص جنود الصهاينة على الحواجز العسكرية لمجرد اعتقاد الجندى الاسرائيلى أنها تحمل سلاحا ؟! ,, وشيرين أبو عاقلة التى قتلت على الهواء مباشرة ماذا حدث لقاتلها ؟ فلابد أن يقوم الاعلام العربى بدوره فى فضح اليهود وكشف جرائمهم ولابد أن يقوم كل عربى بدوره فى خدمة القضية الفلسطينية .
سرد القرآن
· حلقات سرد القرآن الكريم بالمسجد الأقصى تعد من أكثر الأشياء التى تخيف وتزعج العدو الصهيونى .. ما هو السبب برآيك ؟
– هذه حقيقة فهم يكادوا يموتون غيظا عندما يرون أبناءنا وأطفالنا الصغار يرددون آيات القرآن الكريم ، فلدينا أولاد عمرهم ست وثمانى سنوات يحفظون القرآن كاملا كما كان لدينا مسابقة فى حفظ القرآن قبل الاحداث الجارية رغم الجو الذى يعيشونه ورغم محاولات اسرائيل تغريب أبناءنا وإبعادهم عن دينهم وبثها المستمر لكل ما يدمر الأخلاق ، إلا أن شبابنا بفضل الله ماسك على دينه ومتمسك بحفظ كتاب الله لانه النجاة لنا وهذا ما يخيف العدو ويزلزل كيانه كذلك الاصرار على أداء صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى رغم القيود التى تفرضها قوات الاحتلال على المصلين ووضع الحواجز وتسلل شبابنا من بين الحواجز لأداء الصلاة بالمسجد الأقصى .
مخططات التهويد
· كيف ترين مخططات اسرائيل بشأن المسجد الأقصى والمخاطر التى تواجهه ؟
– الكل يعلم هذه المخططات ونعلم جيدا أن الخطوة القادمة هى هدم المسجد الأقصى نفسه ، فالكل يعلم أن هناك مدينة تم بناؤها تحت المسجد الأقصى وتحاول اسرائيل بكل الطرق اثبات يهودية هذه المدينة بأدلة مزورة لكنها لم تنجح .. فكلنا يعلم أن الخطوة القادمة هدم المسجد وبناء الهيكل فكيف يستعد العرب والمسلمون لهذه الخطوة ؟ فهل ينتظر العرب لحين هدم المسجد وتحقيق المخطط الاسرائيلى فنحن نحارب حتى لا يوجد يهودى داخل المسجد لكنهم يعملون من أجل التقاسم الوظيفى الزمانى والمكانى فقد استولوا على ثلاثة أرباع المسجد الخليلى وسيطروا عليه بل إنهم يمنعون الآذان وقت الأعياد اليهودية ونحن رضخنا لهم وقبلنا فماذا ننتظر بعد ذلك ؟ .. لابد من حدوث صحوة اسلامية وعربية لتغيير الواقع من يصدق أن ابن الضفة الغربية لا يستطيع زيارة القدس فتوجد أجيال ولدت لم تدخل القدس .
· برأيك لصالح من الانقسام والوقيعة بين الفصائل الفلسطينية والسياسيين ؟
– هناك أيادى خفية من مصلحتها الوقيعة بين الفصائل الفلسطينية لصالح البقاء الاسرائيلى وهى تسعى لتحقيق ذلك بكل الطرق وبكل الوسائل فهناك دول تدعم هذا الانقسام لكننا سنظل شوكة فى حلقهم مهما حدث فنحن متمسكون بأرضنا
· مشروع حلم اقامة دولتين كيف يتحقق فى ظل الأوضاع الحالية ؟
– هذا هو الغريب والأمر المثير للدهشة فكيف لا يستطيع العالم كله ايقاف الحرب وتدمير اسرائيل لقطاع غزة والابادة الجماعية لأهلها وفى نفس الوقت يتحدثون عن دولة فلسطينية بعد الحرب ، فهذه مؤامرة ضد الشعب الفلسطينى وبقدر صمودنا ومقاومتنا للاحتلال لن يتحقق مخططهم فهم يهدمون بيتوتنا فى الضفة الغربية ويريدون منا دفع رسوم الهدم فهل هذا يعقل فهذا غير محتمل لأى إنسان ، لكن الفلسطينى صامد ومقاوم وقال سأجلس فوق الأنقاض .
· الى أى مدى أثلجت صدوركم المظاهرات التى اندلعت فى بعض البلدان الأوربية لمساندة غزة والتنديد بجرائم اسرائيل ؟
– نحن نراهن على هؤلاء المتظاهرين وأنهم الذين تربوا على الحرية واختيار مصادر المعلومات الصحيحة وليست المعلومات التى يبثها لهم إعلامهم .. هؤلاء الذين رأوا الظلم والقهر الذى يتعرض له الشعب الفلسطينى وهم من سيختارون الحكام الذين سيحكمون العالم ويقفون فى وجه إسرائيل ، فهؤلاء هم أحرار العالم .