لم ولن تتوقّف “الوقاحَة بل البَجَاحة” الصهيونية، والمُتَتّبِّع لها حتى قبل احتلالها للأراضى الفلسطينية عام 1948 يجدها قائمة على الكذب والزور والبُهتان، بادّعاء “حقّ العودة” و”أرض الميعاد” و”استعادة الهيكل”، وغيرها من الأباطيل والأكاذيب التى يصنعونها ويروّجونها ويظلّوا يردّدونها حتى تصبح واقعا ملموسا، فيُصدِّقهم الناس مُرْغَمين لغياب الحقيقة أو تغييبها عمْدا، ومنهم استخرج وزير إعلام النازى نظريته “اكذب ثم اكذب حتى يُصَدِّقُك الناس”!
فهكذا دولة الاحتلال الصهيونى، فكل ما تصدِّره لنا من أخبار إنما هى أكاذيب وأباطيل، ثم تسعى لفرضه علينا باعتباره واقعا وحقيقة! ونحن- سواء بجهل أو قِلَّة عقل وإدراك- نُصدِّق ما يصدِّرونه إلينا! حتى اعتادوا على هذا الوضع، إلى أن فاجأتنا دولة الاحتلال، حينما وجدت نفسها فى مواجهة تاريخية -ولأول مرة- مع العالم فى محكمة العدل الدولية مُتَّهمة بجرائم حرب وإبادة لأهالى غزّة، حيث سارعت بإلقاء التُهمة على مصر مدَّعية أنها من تمنع وتغلق معبر رفح البرى فيما بين الحدود المصرية الفلسطينية!
والحق، أن مثل هذه الألاعيب الصهيونية، يجب ألا تشغلنا كثيرا، فقد اعتدنا عليها، لكن ليس معنى هذا الاتّكال على كذبهم واتخاذ موقف الصمت وعدم الرّد، بل واجب الوقت وفرض العين فى العصر الحالى هو الوقوف بكل ما نملك من إمكانات وأدوات ووسائل إعلام وأذرع دبلوماسية، لفضح وكشف هذا الزيف والباطل الصهيونى الذى تمكَّن فى غفلة من الزمن والمجتمع بدعم القوى العدائية للإنسانية، من إقامة دولة احتلال على حساب دولة وشعب!
حتى جاء “طوفان الأقصى” فكشف كل الادّعاءات الكاذبة، والصور البطولية لكيان واهٍ، كل مقوّماته “من ورق”، وما تبع ذلك من جرائم يندى لها جبين الإنسانية بل تتبرَّأ من ارتكابه الوحوش البرّيّة، لكن آلة الكذب والبهتان لم تتوقّف ولم تَسْتَحْ، إذ ظلّت تنسج كذبها وزوْرَها على العالم أجمع، مدّعيّة التحضّر والمَظْلَمة فى مواجهة أعداء البَشَر من الإرهابيين، وللأسف الشديد وقع فى شِرْكِها قادة الدول الكبرى، حتى أصبحوا “لِسَان حال” الصهيوينة، سواء كان ذلك طواعية أو كَرْهًا!
فجاء جُنْدُ الله، لنصرة عباده المظلومين، من غير المتوقَّعين بل البَعدين تماما عن القضية الأُم فى المنطقة العربية والإسلامية بأكملها، لكن ما ترتّب على أكاذيب آلةِ الحرب الصهيونية من جرائم ضد الإنسانية، جعل الفطرة السليمة تتحرّك من أقصى جنوب العالم، من دولة جنوب إفريقيا، لتنادى فى العالم: أن استفيقوا من سباتكم، أوقفوا سفاكى الدماء من الاستمرار فى ارتكاب جرائمهم، أعيدوا البشرية إلى فطرتها السليمة، كونوا مع المظلومين واضربوا بيد من حديد على المجرمين والمعتدين، حافظوا على أمن وسلام المجتمع الدولى.
كل هذه المعانى الإنسانية السامية، تحرّكت من أجلها الشعوب النقيّة البريئة من دَنَسِ المصالح والمواءمات السياسية.
حَمَى الله عباده المُخلصين الأبرياء فى كل مكان.