من الشخصيات التي أثْرَت الحياة الثقافية الفقهية شيخنا العلامة د. عبدالرحمن العدوي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، عضو هيئة كبار العلماء.
ولد بمدينة طنطا، محافظة الغربية، في الأول من مايو 1923م، نشأ في بيت صلاح وهدى لأبوين كريمين، اهتمَّا به في بواكير عمره، حيث بدأ تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن في كُتَّاب بلده، ثم التحق بمعهد طنطا 1933م، وحصل على الابتدائية 1937م، ثم الثانوية الأزهرية عام 1942م، ثم التحق بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، وحصل على الإجازة العالية 1946م، ثم إجازة التدريس 1948م، ونجح في مسابقة التعيين بالأزهر 1948م، وكان الأول على أقرانه في شُعبة الفقه والأصول، ثم أكمل دراسته فحصل على الماجستير 1970م، ثم الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى 1978م.
توّلى عدة وظائف، فكان حسن السيرة، عفيفًا، صاحب همَّة وبذْل، عمل بالتدريس في المعاهد الأزهرية 1948م، كما عمل في المعاهد العلمية بالسعودية من 1953م – 1958م، كما انتدب رئيساً لقسم بعوث العلماء إلى إفريقيا من 1958م – 1960م. كما عين مديراً عاماً للمساجد بالأوقاف من 1963م– 1964م. كما عين أمينا عامًّا مساعدًا بجامعة الأزهر من 1974م– 1983م، وبعدها ندب مستشارًا للجامعة الإسلامية بالسعودية من 1977م– 1985م، ثم أستاذًا بالدراسات العليا مع عمله مستشارا بالجامعة الإسلامية من 1981م– 1985م. ثم عين أستاذًا غير متفرغ بكلية الدعوة جامعة الأزهر من 1985م، إلى وفاته.
شارك في المجامع العلمية، فقد رُشِّح عضوًا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر منذ 1986م. وتم اختياره عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر 1992م. كما اختير رئيسًا لموسوعة الفقه الإسلامي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1997م. كما اختير عضوًا بمجلس جامعة الأزهر منذ 1999م لمدة سنتين. كما عين عضوًا بمجلس الشعب المصري ديسمبر 2000- 2005م.
ثم كانت الخطوة المهمة في تاريخه العلمي حيث عضوًا لهيئة كبار العلماء ضمن التشكيل الأول لها، والذي يتأمل في النشاط العلمي لشيخنا العدوي يجده ثريًّا، فله مئات الأحاديث الدينية للإذاعة والتليفزيون المصري والسعودي، شارك في برامج فتاوى وأحكام المسمى “بريد الإسلام” بإذاعة القرآن الكريم لمدة تزيد على عشر سنوات. كما شارك في الجواب على أسئلة برنامج فتاوى لقناة “اقرأ” الفضائية. وله أحاديث تليفزيونية تحت عنوان “قضايا معاصرة” والمجلة الإسلامية ومن بيوت الله وغيرها. وله مئات المقالات في الصحف المصرية والمجلات الإسلامية وبخاصة مجلة منبر الإسلام، مجلة الأزهر، وصحف: عقيدتي، صوت الأزهر، اللواء الإسلامي.
وله مجموعة من البحوث العلمية التي قدمها لمجمع البحوث الإسلامية. كما شارك في مؤتمر السلام في الإسلام بالعراق 1989م. وفي رحلة الهند وباكستان في صحبة الإمام الأكبر 1996م.
أما عن مؤلفاته العلمية فهي كثيرة منها: التفسير اليسير (جزء عم) مطبوع. زاد المستفيد “تفسير سورة النساء”. المفيد في الفقه الإسلامي 4 أجزاء. موسوعة الوسيط في الفقه الإسلامي في خمسة أجزاء. الفقه الاجتهادي وأئمة الأعلام. والدعوة والداعية. الأسوة الحسنة، قضايا معاصرة.
وبعد حياة مليئة بالتعليم والبحث والمساهمة في بناء صروح العلم، انتقل د. عبدالرحمن العدوي إلى رحمة ربِّه، في السابع والعشرين من يناير 2022م.