احتفى مركز الأزهر للفتوى بذكرى وفاة شيخ المالكية وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف الدكتور أحمد طه ريان، وذلك في إطار مشروعه التثقيفي «قُدوة».
أوضح المركز، أن الشيخ طه ريان ولد في العاشر من فبراير لعام 1939م بقرية الغربى قمولا بمركز القرنة – محافظة الأقصر، ونشأ في بيت علم وصلاح، وحفظ القرآن الكريم في سن صغيرة، ثم حصل على الشهادة الابتدائية من معهد «بلصفورة الديني»، وعلى الشهادة الثانوية من معهد «قنا الديني الأزهري»، وتربى على المعاني الصوفية والإيمانية الراقية في مجالس الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم، والإمام عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق، الملقب بـ «الإمام الزاهد”.
وأشار مركز الأزهر للفتوى إلى أن الدكتور ريان التحق بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، وتخرج فيها بتفوق، وحصل منها على درجة الماجستير عام 1968م، ثم على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى في الفقه المقارن عام 1973م، ثم على درجة الأستاذية عام 1985م.
وتولى ريان عمادة كلية الشريعة والقانون بأسيوط عام 1982م لمدة عام واحد، ورئاسة قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة منذ عام 2001م وحتى عام 2004م.وتولى عضوية اللجنة العلمية للترقية لدرجة أستاذ، والتي نظرت في ترقية أعضاء سبعة عشر قسمًا للفقه المقارن على مستوى جامعة الأزهر، وكان عدد أعضائها سبعة أعضاء فقط، واختير عضوًا بهيئة كبار العلماء في تشكيلها الأول حين عودتها عام 2012م.
وأشار المرصد إلى أن الدكتور ريان تلقى منذ حداثة سِنِّه علوم المذهب المالكي، ودرس أصوله، وفروعه، وتصانيفه، حتى برع فيه، وصنَّف، وشرح أمهات كتبه في حلقات علمية ممتدة، وأتاه طلاب المذهب من أقطار الأرض يجلسون بين يديه، ويتلقون العلم عنه، وبلغت مكانة الدكتور ريان في مذهب الإمام مالك رحمه الله أن كان شيخَ السادة المالكية في الديار المصرية، وكانت له مكانة مرموقة في العالم الإسلامي كله، وجولات علمية وتدريسية في دول عديدة.
أعير الدكتور أحمد طه ريان إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة منذ عام 1976م وحتى عام 1981م، وإلى جامعة أم القرى بقسم الدراسات بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية منذ عام 1985م وحتى عام 1991م، وإلى جامعة الأحقاف بحضر موت – باليمن؛ حيث تولى بها عمادة كلية الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية، بالإضافة إلى منصب نائب رئيس الجامعة لمدة عامين.
وشغل الدكتور ريان منصب وكيل كلية الإمام مالك للشريعة والقانون بدبي- دولة الإمارات، وقام فضيلته بزيارات علمية لبلدان عديدة منها: تونس، والأردن، وبنجلاديش، وباكستان، وأوزبكستان، وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية لإقامة دورات شرعية والاشتراك في تأسيس مجمع فقهي كبير، تحت مُسمَّى: «مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا الشمالية” وشارك في أعمال مجمع فقهاء الشريعة الذي عُقد في العاصمة الدنماركية «كوبنهاجن» لأول مرة بعد تأسيسه.
تولى الدكتور ريان الإشراف على أكثر من مائة رسالة ماجستير ودكتوراه، واشترك من خلال دار البحوث للتراث والدراسات الإسلامية بدبي في لجنتها الاستشارية لوضع قواعد التدليل على الفروع الفقهية للمذهب المالكي، وفي تقييم برنامج جامعة الكويت لوضع قواعد إنشاء درجة الدكتوراه في الفقه والأصول بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية هناك.
وللشيخ ريان جهود علمية وفقهية كبيرة وكثيرة، فقد ترأس لجنة موسوعة الفقه الإسلامي التابعة لوزارة الأوقاف المصرية، والتي كانت تسمى «موسوعة جمال عبد الناصر للفقه الإسلامي» منذ عام 2000م، وحتى عام 2004م، وله عشرات الكتب والأبحاث المنشورة، إضافةً لتراث فقهي صوتي ضخم لدى إذاعة القرآن الكريم.