كتب- حسام وهب الله:
رغم إصرار الكيان الصهيوني العنصري على نسف المساجد الفلسطينية في قطاع عزة مرة بعد أخرى، إلا أن العائلات الفلسطينية لم تتوقف عن إحياء شعائر شهر رمضان المبارك، ولو على أنقاض تلك المساجد!
ففي مسجد الفاروق، في قلب مخيم الشابورة للاجئين، وهو أحد أقدم المساجد في مدينة رفح جنوب القطاع، والذى دمّرته غارات جوية إسرائيلية يوم 22 فبراير الماضي، وهي المرة الثانية التي يدمر فيها الاحتلال هذا المسجد بعد تدميره كلّيا في حرب 2014 وقف بضع مئات من الفلسطينيين يؤدون صلاة التراويح في خشوع كبير، رغم أزيز طائرات الجيش الإسرائيلي من فوقهم!
وخلال الأيام الأولى من شهر رمضان، يواظب نحو ألف مصل من جيران مسجد الفاروق على أداء الصلوات في الشوارع والساحات المحيطة به، ويرى مسؤول لجنة إعمار المسجد، خيري أبو سنجر، في تصريحات صحفية، في هذا العدد الكبير من المصلّين رسالة بأن “شعبنا الفلسطيني متجذّر في أرضه ومتجذّر حول مساجده وقبابه، ويصرّ على الفرح وإحياء الشعائر الرمضانية رغم الآلام والمعاناة”.
ويتألّف هذا المسجد من 3 طوابق على مساحة 1500 متر مربع، ويتسع في صلوات الجمعة والأعياد والمناسبات الدينية كشهر رمضان لنحو 3 آلاف مصل من الرجال.
ووفقا لمسؤول لجنة الإعمار التي تشكّلت بعد تدمير المسجد للمرة الأولى عام 2014، فإن هناك مصلى خاصا بالنساء يتسع لنحو ألف امرأة.
وفي تقرير بثّته قناة الإخبارية، أكد عدد كبير من سكان القطاع أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي لم يمنعهم جوا وبحرا وبرا على قطاع غزة المحاصر من صلاة التراويح في شهر رمضان، حتى وإن أقيمت الصلاة على ركام وأطلال المساجد وبين ركام البيوت، وهنا تتعالى دعوات الغزيين بانفراجة قريبة ينتهي معها هذا العدوان.
أشار التقرير إلى أن الشهر الفضيل أطل على غزة وأهلها في أسوأ حال، فلا ماء ولا طعام ولا دواء ولا واقي من برد الشتاء وأمطاره، بل تحذيرات من مجاعة وسوء تغذية ولاسيما في شمال القطاع جراء العدوان المتواصل على غزة منذ 5 أشهر، عدوان غيب معه كل أشكال الفرحة البهجة في صفوف النازحين.
كانت التقارير الفلسطينية أكدت أن القصف الإسرائيلي دمر 223 مسجداً بالكامل، فيما دُمّر 289 مسجداً آخر بصورة جزئية، كما دمرت الهجمات الإسرائيلية أيضا ثلاث كنائس.
التراويح في الأقصى
من جهة أخرى يحرص آلاف المواطنين الفلسطينيين على أداء صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى المبارك، رغم قيود الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية- في بيان صحفي- إن 60 ألف مصلٍ أدوا صلاتي العشاء والتراويح في رحاب الأقصى، مساء السبت الماضي، رغم إجراءات الاحتلال المشددة.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال اعتدت على شاب عند باب الأسباط بالقدس المحتلة، تزامنا مع توافد المواطنين إلى الأقصى لأداء صلاة التراويح، ومنعت عددا من الشبان من الدخول للصلاة.
وتسببت اجراءات الاحتلال في انخفاض عدد المصلّين جراء منع مواطني الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إلى القدس المحتلة، وإقامة أكثر من 30 حاجزا في مختلف حاراتها وعلى مداخلها ومداخل أبواب “الأقصى”.