المتابع المُنصف لأنشطة وأخبار أعضاء البرلمان، بغرفتيه النواب والشيوخ، يوقن تماماً مدى الجهود المبذولة من قٍبل كل الأعضاء بلا استثناء، فى تعاملهم بل انغماسهم مع قضايا وطموحات الشعب على كافة الأصعدة والمستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بل حتى الرياضية،
فلم تعد عضوية البرلمان مجرد وجاهة اجتماعية، أو حصانة دبلوماسية سياسية، وإن كانت لها مكانتها ومنزلتها المُعتبٓرة، فقد تحولت بالفعل لتصبح وكأنها “أشغال شاقة” لخدمة الوطن والمواطنين، فيكاد العضو لا يجد الوقت الكافى لممارسة حياته الطبيعية، خاصة مع استهلال الفترة الرئاسية الجديدة للرئيس عبدالفتاح السيسى، والانطلاق نحو بناء الجمهورية الجديدة، وما تفرضه المرحلة من وجوب خلق تعاون وتكامل بين جميع أفراد المجتمع بكل مكوناته.
ما فرض على كل الأعضاء تقريباً اعباء مضاعفة، وواجبات ومسئوليات متراكبة، فى سباق مع الزمن للخروج من الأزمات المتوارثة والتغلب على التحديات المعقدة والمتجددة، داخلياً وخارجياً، فأغلب الأعضاء فى اجتماعات متواصلة طوال اليوم تقريباً، وحتى إذا نزلوا إلى دوائرهم الانتخابية أو في الشارع، تحاصرهم المشكلات والقضايا التي يعانيها المواطن فى حياته اليومية. وكثيرا ما تلاحقهم الاتصالات الهاتفية، لذا فكثير منهم يخصص متطوعين للرد على المتصلين وتوصيل صوت شكواهم وطموحاتهم إلى ممثليهم البرلمانيين.
وهذا هو قدرهم، بل واجبهم الإنسانى قبل الوطنى، باعتبارهم شخصيات عامة تطوعت لخدمة الوطن والمواطنين، وقد حبب الله إليهم هذا العمل وأعانهم عليه ما داموا يؤدونه كما ينبغى، لأنهم يوم تخليهم عن دورهم وواجبهم سينزع الله منهم ما وهبهم إياه.
والنماذج على ذلك أكثر من أن تحصى، والنواب أنفسهم يدركون ذلك، ويعملون له ألف حساب، باختلاف النيات، فالمفلح فيهم من يخلص النية لله وحده ثم للوطن والإنسانية، فتكون دنياه سبيلاً إلى أخراه الحسنة. فـ”إنما الأعمال بالنيات, وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله, فهجرته إلى الله ورسوله, ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها, فهجرته إلى ما هاجر إليه” كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
ولابد أن نعترف بأن المشكلات لن تنتهى تماما من حياتنا، فالإنسان إنما خُلق فى كبد منذ ميلاده حتى انتقاله إلى الرفيق الأعلى، ولكن دورنا جميعا العمل بكل جد وإخلاص وتفان، للتقليل من المشكلات والآلام، وتوسيع نطاق الطموحات والإنجازات، حتى تكون حياتنا أكثر سعادة ورخاء، قدر ما شاء الله لنا.
والحق يقال أيضا أن المستشار د. حنفي جبالي، رئيس النواب، والمستشار عبدالوهاب عبدالرازق ،رئيس مجلس الشيوخ، ووكلائهما: المستشار أحمد سعد الدين، السيد محمد أبو العينين، المستشار بهاء اليدن أبو شقة، السيدة فيبي فوزي، وزعيم الأغلبية د. عبدالهادي الفصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، استطاعوا خلق مناخ متناغم من المحبة والتعاون فيما بين أعضاء المجلسين، لتحقيق مصلحة الوطن والمواطنين، لـ”تحيا مصر” عالية هامتها، خفاقة رايتها بين الأمم.